حوارات نُشر

الدكتورة انجيلا ابو اصبع: يجب توجيه المساعدات لدفع المرتبات اولا.. ثم توفير سلل غذائية للمحتاجين!

بخبرتها في المجال الإنساني والإغاثي، ترى الأكاديمية في جامعة صنعاء ورئيس مؤسسة انجيلا للتنمية والاستجابة الانسانية، أن على الأمم المتحدة أن توجه بصرف المرتبات المتأخرة، من المساعدات التي دعت لتوفيرها للشعب اليمني، والمقدرة بملياري دولار، ثم توفير سلل غذائية للمحتاجين. وقالت ابو اصبع في مقابلة صحفية, إنه للأسف الشديد مع كبر ذلك المبلغ إلا أنه لن يسد احتياجات الشعب، لأن المبلغ سيصرف في نفقات تشغيلية: نقل وإشراف وتأمين ومكافآت، وفي الأخير يمكن أن توفر الأمم المتحدة بحدود مليون سلة غذائية لمليون أسرة لا تكفيها حتى شهرا واحدا.

*بداية نود أن تحدثينا عن حضور المرأة في الجوانب الإنسانية؟

كانت المرأة قبل الحرب مهمشة ومغيبة في هذا الجانب، لكنها منذ اندلاع الحرب أصبحت الكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية تدار من قبل المرأة، فمثلا في جامعة صنعاء تم انشاء منتدى باسم الأكاديميات، وله اهداف تساعد المرأة، وأنا في هذا المنتدى كنت رئيسة لجنة قضايا المجتمع والبيئة، وقد قمنا بأعمال كثيرة، في فترة الحرب، منها مبادرة اغاثية أسميناها ،،معا لنحيا ،، واشتغلنا في الاعمال الانسانية وساعدنا الكثير من المحافظات الأكثر تضررا منها: الضالع، تعز، عدن، الحديدة، صعدة، صنعاء، اب وحجة، واستمريت في هذا العمل الانساني بإنشاء مؤسسة انجيلا للتنمية والاستجابة الانسانية الطارئة، وقد قامت المؤسسة بأعمال كبيرة جدا وخلال سبعة شهور من إنشائها فقط استهدفت من 40- إلى50 ألف أسرة متوزعة على الكثير من المحافظات والمناطق الأكثر تضررا، وكان كل شيء يصل إلى أيدينا يتم توزيعه مباشرة للمحتاجين؟ من أين تحصلين على دعم لمؤسستك ؟ نحن نعمل نداءات للمغتربين وللتجار ونطرق أبواب المؤسسات والبنوك وبرسائل رسمية نوجه لهم شرائحنا المستهدفة واحتياجاتها والحمد لله نجد التجاوب البعض يتجاوب معنا بالدعم العيني وفيه جهات تدعمنا نقدي وبالتالي نقوم بعملية مساعدة الشرائح المستهدفة من المتضررين والمحتاجين .

*ماهي الصعوبات التي تواجهكم؟

مشاكل كثيرة وعلى رأسها شحة الموارد وأثناء نزولنا الميداني لمسح المناطق أو عملية التوزيع نواجه صعوبة بالغة تكمن في عملية القصف ننزل إلى ذهبان أو المطار أو جدر تفاجأ بالقصف ولكننا نستمر في عملنا الإنساني ونقوم به على أكمل وجه. ما هي أهمية الأعمال الإنسانية والخيرية, لا سيما والحرب مستمرة والأزمات متفاقمة؟ يفترض الآن على كل منظمات والمؤسسات أن تقدم المساعدة حسب استطاعتها ولكن المؤسف لو بحثت عن عدد المنظمات في الساحة ستذهل إذ تؤكد الشؤون الاجتماعية أن هناك 17ألف منظمة, والبعض يقول إنها وصلت إلى 24الف نتحدث عن هذه المنظمات سواء القديمة أو التي استحدثت قريبا مع فترة الحرب للأسف الشديد هذا الكم الهائل ولا زال العمل شحيحا, لكني لا ألوم المنظمات المحلية إذ يفترض على المنظمات الدولية أن تلعب الدور الأكبر .

* هناك فوضى في أعمال المنظمات والمؤسسات الخيرية المحلية نتيجة كثرتها.. كيف أثر ذلك على الداعمين المحليين، القطاع الخاص والعام؟

حاليا لم يعد هناك من يدعم سوى المنظمات الأجنبية والقطاع الخاص، أما القطاع العام حاليا فمغيب؛ نتيجة أن هناك أولويات بالنسبة له, ومن أهمها توفير المرتبات. ماذا عن التكافل الاجتماعي في هذه المرحلة؟ اعتقد أن التكافل الاجتماعي لعب دورا كبيرا في التخفيف من اجتياح المجاعة عموم المدن والمحافظات، فالجار يتحسس احتياج جاره، وكذلك الحال داخل الأسر والقرى والأحياء، وذلك من أهم أسباب الصمود طيلة عامين كاملين من الحرب والأحداث.

* كانت هناك ضجة حول مديرية التحيتا بالحديدة، وفجأة خفتت تلك الضجة.. السبب في رأيك؟

فعلا كانت هناك ضجة كبيرة وتهويل اعلامي، وفي الحقيقة الحديدة بمجملها تعاني من الإهمال منذ عقود من السنوات، وليس وليد اللحظة، ولكن، كما قلت فجأة حدث تهويل إعلامي لمديرية التحيتا، وذهبت إلى هناك العديد من المنظمات الإنسانية، المحلية والأجنبية، وحتى من قبل التجار ورجال الأعمال، وأنا ذهبت إلى هناك عبر مؤسستي، وقمت بتوزيع المساعدات، وللأسف اكتشفت أن معظم الصور التي كانت تنشر عبر وسائل الإعلام هي لذوي إعاقة، وليست مجاعة وسوء تغذية كما روجت لها وسائل الإعلام.

 

* دعت الأمم المتحدة لجمع تبرعات إغاثية لليمن بأكثر من ملياري دولار.. إلى أي مدى سيحد ذلك من احتياجات الشعب اليمني؟

للأسف الشديد مع كبر ذلك المبلغ إلا أنه لن يسد احتياجات الشعب، لأن المبلغ سيصرف في نفقات تشغيلية: نقل وإشراف وتأمين ومكافآت، وفي الأخير يمكن أن توفر الأمم المتحدة بحدود مليون سلة غذائية لمليون أسرة لا تكفيها حتى شهرا واحدا.

* طيب ما هو الحل برأيك؟

اعتقد أن أفضل حل لتلك المساعدات هو صرفها لدفع مرتبات الموظفين، الذين لم يستلموا مرتباتهم من عدة شهور, وليس للأغلبية منهم من مصدر دخل إلا المرتبات, وذلك لن يكلف إلا القليل من تلك المساعدات، وباقي المساعدات يتم توجيهها لشراء مواد غذائية للمحتاجين والمعوزين والنازحين، أما توجيه ذلك المبلغ لشراء سلل غذائية فقط فسوف يهدر في نفقات تشغيلية.

* ازدادت أعداد المحتاجين.. كيف يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

هي مسألة صعبة للغاية، لا يمكن إنقاذ تلك الأعداد من مجاعة قادمة إلا بجلوس جميع الفرقاء حول طاولة واحدة، للخروج بحل سلمي يبقي من تبقى على قيد الحياة أحياء، لا وقت للتقاسم والتشارك واستعراض العضلات، وحجز مكان في الحكومة في المستقبل؛ لأنه لو استمر الحال على ذلك فالكارثة لن تستثني أحدا، فالحرب قضت على ما كان تسمى الطبقة الوسطى، حاليا هناك طبقتان، غنية جدا وأخرى فقيرة جدا، وأصبحت الحياة في ظل هذا الوضع مؤهلا للانفجار في أي لحظة، هناك الكثير من الأسر باعت ما تملك وسافرت الريف، لأنه للأسف الشديد الكل معتمد على الرواتب، والرواتب لم تدفع منذ شهور، الآن نلاحظ الكثير من الشوارع مليانة بالأثاث يباع بأرخص الأثمان، والسبب أن معظم الأسر طردت من البيوت؛ لأنها لم تدفع الإيجار منذ شهور؛ وبالتالي لم تجد هذه الأسر مكانا لتخزين الأثاث؛ فاضطرت لبيعه بثمن بخس.

* نعود إلى موضوع المرأة.. حدثينا عن حضورها في الجو انب الأخرى؟

المرأة في الوقت الراهن استطاعت أن تثبت حضورها في العديد من مناحي الحياة، سياسية، اقتصادي، أدبية، بل وحتى في الجوانب الأمنية، وتسعى المرأة اليمنية ان تستعيد أمجاد الملكة أروى الصليحية، التي حكمت اليمن أكثر من 53 عاما، ووحدت اليمن شمالا وجنوبا وغربا وشرقا، وحققت الأمن والرخاء, وكان عهدها مثالا يحتذى به في الإدارة السليمة والكفؤة.

* كيف تقيمين مخرجات الحوار الوطني فيما يخص المرأة؟

الحوار الوطني أعطى كوتا للمرأة 30% في كل المجالات، ولكن للأسف لم تطبق هذه الكوتا كما يجب، ففي مجلس الوزراء هناك وزيرات في وزارات هامشية، وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وزارة حقوق الإنسان، أو عضو في مجلس الوزراء، فلم تعط لها وزارات سيادية كالخارجية أو الدفاع أو الداخلية أو غيرها من الوزارات السيادية والهامة في الدولة. وحتى في الانتخابات لمجلس النواب تعطى لها هذه الكوتا, وأنا شخصيا أفضل أن يكون التنافس مفتوحا, وترك الحرية مفتوحة لاختيار الأنسب والأجدر من الجنسين.


 

مواضيع ذات صلة :