معارض وندوات نُشر

باصرة يحاضر في منتدى منارات عن مشروع "موسوعة اليمن الكبرى"

أثناء المحاضرةفي محاضرة حول مشروع "موسوعة اليمن الكبرى" أهميتها وجدلية علاقتها بالهوية الوطنية, التي أقامها المركز اليمني للدراسات التاريخية  واستراتيجيات المستقبل على خيمة منتدى منارات الثقافي الفكري عصر يوم أمس,تطرق الدكتور صالح باصرة, وزير التعليم العالي والبحث العلمي, إلى أهمية أن تكون لبلادنا موسوعة شاملة وموثقة, وقال: جرى في العصر الحديث إعداد موسوعة اليمن وطبعت لمرتين: الطبعة الأولى من جزءين والطبعة الثانية من أربعة أجزاء, ولكنها موسوعة عامة وليست متخصصة في تاريخ اليمن, وهذه الموسوعة, التي أصدرتها مؤسسة العفيف الثقافية وتكشر عليها المؤسسة وكل من ساهم فيها, هذه الموسوعة أخذت بعض الشخصيات وكتبت عنها, وبعض الأحداث وبعض التنظيمات السياسية في اليمن وبعض القضايا التي تهم اليمن, كقضايا الحدود أو قضايا بعض الجزر وبعض النباتات النادرة في اليمن, وتم الكتابة عنها, وفعلا هي موسوعة كبيرة وخاصة طبعتها الثانية, وكان هناك مشروع موسوعة يمنية كبرى, موسوعة تاريخ اليمن, وعندما كان الدكتور نزار الحديثي في عدن كنا قد بدأنا بالمشروع ولكن لم يكتب له النجاح, هذا المشروع ربما المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل يمكن أن يوفق في هذا المشروع, لأن دائما مشكلة الموسوعات هي التمويل, لأنه عمل لا يتم خلال اسبوع أو بضعة شهور بل ربما يحتاج لأكثر من عامين إلى ثلاثة أعوام ويحتاج بالتالي إلى تمويل كبير. وحدد باصرة مبررات مشروع الموسوعة بأنه حتى الآن لا يوجد كتاب أو مادة تاريخية تشمل كل حلقات التاريخ اليمني, وهذه المادة يحتاج إليها طالب الدراسات الجامعية, المهتم بتاريخ اليمن, سواء أكان يمنيا أم أجنبيا, ويحتاج إليها الباحث في شؤون اليمن, فهناك أكثر من مبرر لأن تكون هناك موسوعة وهذه الموسوعة يمكن بعد سنوات أو عشر سنوات يتسع حجمها ومعلوماتها باتساع حجم ومعلومات الأحداث التي تحدث أو الوثائق والنقوش والمخطوطات التي يتم الحصول عليها. أما فيما يخص الأهداف من هذه الموسوعة فقد حددها باصرة بأن المادة التاريخية اليمنية مبعثرة في كتابات كثيرة ولم تجمع في موسوعة, فربما تجد أكثر من 500 كتاب يتحدث عن تاريخ اليمن بمراحله المختلفة مكتوب من يمنيين أو عرب أو أجانب وباللغة العربية او اللغات الأجنبية, لكنه لا يشكل مادة علمية مجموعة وبالتالي على من يريد أن يكتب عن تاريخ اليمن أن يعود إلى عدد كبير من الوثائق والكتب والمراجع حتى يجمع مادة في مجال معين, وهذه صعوبة يواجهها الكثير من الباحثين, الشيء الثاني أن هذه المجموعة الكبيرة مما كتب عن اليمن فيها بعض المعلومات الخاطئة, بقصد أو بدون قصد, ربما فيها تشويهات أو تحريفات أو فيها آراء استشراقية خاطئة, أو فيها استنتاجات خاطئة, وفيها أحيانا معلومات تتكرر بتكرار النقل, وأحيانا يتم تكرار نقلها وكتابتها في مراجع أخرى بدون قصد ولكن في اعتقاده أنها صحيحة, الشيء الثالث أن هدف الموسوعة هو غربلة ما كتب عن تاريخ اليمن وكتابته بصياغة جديدة مترابطة بعضها البعض تتوحد فيها المصطلحات والآراء والتحليل والصيغ اللغوية والمعارف, وهذا لا يعني أنها ستكون معصومة من الخطأ, ستكون عرضة للخطأ وعرضة للنقد وعرضة للتصحيح, الشيء الرابع أن هذه الموسوعة لن تكون فقط موسوعة لتاريخ اليمن وحسب ولكنها ستكون بمثابة موسوعة شاملة على فهارس توضح للقارئ أعلام اليمن الذين وردت أسماؤهم في الموسوعة, وتوضح المدن التاريخية التي وردت في الموسوعة, وتوضح الكثير من الأشياء التي ترد في الموسوعة, وبالتالي ستكون مادة شاملة, وستكون هذه الموسوعة شاملة على مصادر تاريخ اليمن ليستطيع الباحث أن يرجع إلى المصدر إذا أراد أن يتاكد من صحة ما ورد في الموسوعة, الشيء الخامس أن تاريخ اليمن في مجلد أو مجموعة مجلدات سيكون بشكله الكامل وليس بشكله المجزأ, ويمكن إذا شارك عدد كبير من المؤرخين أو الأساتذة أن تكون رؤية تحليلية وطنية للتاريخ اليمني, ويمكن لهذه الموسوعة أن تسهم في تجميع ما لم يعرف بعد عن التاريخ في المرحلة المعاصرة فهناك عدد كبير ممن ساهموا في الثورة والوحدة ينقرضون بفعل الزمن والموت, وبالتالي تضيع معهم بعض الحقائق فيمكن للموسوعة إذا أسرعت في انجاز هذا العمل جمع المعلومات والبيانات منهم مع التدقيق فيها لأن الانسان كلما كبر في السن نسي بعض الأحداث أو تختلط عليه بعض الأحداث, فالموسوعة لها أهداف كثيرة, وما يكتب فيها سيكون عرضة للنقاش والتعديل ويمكن لأي جيل يأتي بعدنا أن يعيد صياغة الموسوعة التاريخية بطريقة أخرى لأن مشكلة التاريخ أنه مرتبط بوثائق وبنقوش وبمخطوطات, وبالتالي كلما ظهرت وثيقة ألقت بظلال جديدة على حدث معين, وهذه الموسوعة يفترض من ناحية شكلية أن تشمل على أربعة مراحل: المرحلة الأولى مرحلة ما قبل الاسلام, المرحلة الثانية مرحلة ظهور الاسلام وتكوين الدولة الاسلامية, وتستمر, عند البعض, حتى مجيء الحكم العثماني إلى العالم العربي وإلى اليمن عام 1538م, وتبدأ بعده المرحلة الثالثة وهي مرحلة التاريخ الحديث ويستمر حتى الحرب العالمية اللأولى 1918م, وتبدأ المرحلة الرباعة وهي مرحلة التاريخ المعاصر وما زالت المرحلة مستمرة حتى اليوم, ويغلب عليها الطابع السياسي, سواء في اليمن إو غيرها. مشروع الموسوعة من المشاريع الهامة التي يجب أن تلقى الترحيب والدعم الكامل, معنويا وفنيا وماديا, سواء من الجهات الحكومية أو من مؤسسات القطاع الخاص, فالموسوعة مسألة تهم الجميع وسيستفيد منها الجميع, وسف تعمل على تحسين صورة اليمن في الإعلام الخارجي, مما سينعكس إيجابيا على التنمية وعلى الاستثمار وجذب المستثمرين وجذب السواح إلى بلادنا, وستعمل الكنتابات الصحيحة للموسوعة على إزالة الصورة القاتمة من عيون الأشقاء والأصدقاء, وستمسح من أذهانهم ما ترسب فيها من معلومات خاطئة كتبت عن اليمن, سواء في إعلامنا المحلي أو العربي أو الأجنبي, وستظهر اليمن كبلد آمن ومسالم ذات حضارة عريقة.

 

مواضيع ذات صلة :