آراء وأقلام نُشر

(معركة الشركات الوطنية في البلدان غير المحصنة بثقافة وطنية راسخة الجذور على المدى الطويل)

وفي هذه الأجواء يتم تصنيف حركة الاقتصاد اليومية من هذا المنطلق سواء في ظل قراع السيوف أو مع هدن السياسة والحوار وتقسيم ارباح القتال والتوازنات.

Previous Next

صادق امين

صحيح أن المصالح و الفوائد  تنجح احيانا و يمتد أثرها زمن فتجمع المختلف و تهدئ من اثار الكراهية و الأحقاد إلا أنها لا تنجح في إزالتها  إلى ما لا نهاية ويزداد الأثر شدة كلما كانت الثقافة الوطنية الجامعة هشة وغير راسخة ولم تنجح في مس جوهر الصراع في المجتمع وتفككه وتهذبه .

 وكلما عصفت الأحداث  تصبح  قواعد العمل في مناخ  من التجاذبات التي تعصف بالوطن سواء بأثر  من طابعها المحلي أو امتداداتها الخارجية وتجدها تلقائيا تضع الاقتصاد في صلب المعركة إن لم يكن هو المحرك لها أو هدفها  بالأساس ويكون المنطلق ببساطة :

(هدم وتصفية وإضعاف  المختلف معي  أو المحسوب على عدوي ليحل محله التابع والمحسوب أو الأقرب فالأقرب ).

وفي هذه الأجواء يتم تصنيف حركة الاقتصاد اليومية من هذا المنطلق سواء في ظل قراع السيوف أو مع هدن السياسة والحوار وتقسيم ارباح القتال والتوازنات.

 وتصبح الشركة أو المنتج أو العلامة التجارية أو الصناعية في الأذهان وبعض سلوك المعاملات  قريبة من معاملة  حزب أو قبيلة أو تصنيف سياسي أو فكري .

 ومع هذا الحراك المحتدم تتحد الأطراف من هذا الطرف أو ذاك  ذات التوجه الواحد أو المتقارب أو المنسق له أو بينه   من حيث   الولاء الفكري والمناطقي والارتباط الخارجي و أثر إيعاز الداعمين لتعكس إرادتها وكلوبيات فاعلة  في تحبيذ ودعم وتعزيز الشركة كذا أو بيت التجارة كذا أو مصدر الخبرة كذا أو المادة الخام من كذا أو العلامة كذا أو الدولة كذا ...الخ

 وسرعان ما تتسلل تلك الإرادات والرغبات و المنازعات والتفضيلات  لتصل إلى كل تفاصيل سير العملية الاقتصادية في أي بلد من البلدان غير الراسخ في ثقافته الوطنية الجامعة.

(وهذا اعتبره انا من آثار الأيديولوجيا والمعتقد والموروث والتعصبات والتمذهب والولاء  على الاقتصاد  ).

 فيمتد الأثر  إلى النشاط الاقتصادي ويدوي الصوت في أروقة الشركات المحلية وبيوت التجارة والصناعة وشركاء المصلحة وتنصب عليهم التوجهات على هيئة  ضغوطات و تفضيلات، وتظهر النتائج على شكل إرباك وتحديات ومنغصات وافتراءات وتجني.

 و تدار  المعركة  على شكل مفاصلة يقهر فيها البعض ظلما وزورا لأجل توسعة الطريق وإتاحة الجو لآخر. 

وفي هكذا أجواء يسحق البعض ويتلاشى وتتغير يافطات وولاءات وقواعد عمل ويصمد البعض ويتمسك بالحد الممكن ولكل خيار ثمن .


 

مواضيع ذات صلة :