آراء وأقلام نُشر

نحو نافذة تسويق إقتصادي إليكتروني هائل

لا احد ينكر إن الشركات القادرة على إمتلاك فكر تسويقي إستراتيجي تعد من انجح الشركات في العالم نموا و إحداث قفزات متسارعة  في حجم استثماراتها، ولقد بدئنا في نهاية الألفية الثانية نستشعر بحدوث ثورات وحروب شرسة بين الشركات و بعضها البعض في إثبات قدرتها الذاتية في  الاستحواذ على النصيب الأكبر من السوق العالمية  وامتلاك عقول عملائها و الاستحواذ على ولائهم مستهلكي منتجاتها.
كما أصبحت هذه الشركات تضخ وتعتمد على ميزانيات خيالية الأرقام تصل إلى ملايين الدولارات في قيمة الحملة الواحدة و لم تعد المشكلة في من يمتلك المخصصات المالية للقيام  بهذه الحملة بل من يمتلك الفكرة القادر على اسر عقول عملائها فأصبح الفكر التسويقي  صناعة رائجة تعطى بسخاء لمن يمتلك مفاتيحها و يستطيع إن يرسل الرسالة كاملة واضحة باستخدام أفضل الوسائل و القنوات لتصل كاملة وواضحة المعالم إلى متلقيها دونما تشويش أو نقصان.
و لقد ساهم في زيادة فاعلية الفكر التسويقي حجم التطورات المتلاحقة في ثورة و تكنولوجيا المعلومات من و سائل تلفزيونية و انترنت و أقمار صناعية فأصبحت الدول بلا حدود والرسالة قادرة على أن تتخطى كافة الحواجز لتصل إلى كافة إنحاء القطر الدولي كاملا في خلال ثواني معدودة ، فأدركت الدول الكبرى مدى أهمية امتلاك هذه الأداة في توجيه عقول مستهلكي الدول النامية إلى منتجات تلكم الدول مما زاد من قوة الأقوى و ضعف الأضعف واحتُلت الدول النامية من جديد من خلال حروب اقتصادية دارية بلا قلب و لا رحمة.
ثم بذخ في سمائنا العربي هذا المارد الجديد في عام 2008 منطلقا من مصر الكنانة تحت مسمى ( المؤتمر الدولي العربي للتسوق الاليكتروني والسياحة الاليكترونية) وعقد في الفترة من 14/12 إلى 18/12/2008 في  الجونة  – البحر الأحمر و لقد حقق هذا المؤتمر نجاحا يحسب للقائمين علية نظرا لأهمية محاورة و خاصة أن ركز على الاستغلال الأمثل لتكنولوجيا المعلومات و كيفية تعظيم حجم الاستفادة من قنواتها لنقل الرسالة الإعلامية والتسويقية كاملة إلى المتلقي ومجابهته تلكم الحروب الغربية الشرسة و التي تحشى عقول المجتمعات العربية بالثقافة الغربية مع بث بعض سمومها في المجتمعات الفقيرة بغية امتلاك ثرواتها و التنعم في بكر خيراتها .
و نظراً لنجاح النسخة الأولى فقد نادت أصوات كثيرة بالمطالبة بعقده مره أخرى فتزينت الجونة  كعروس في احلي حلولها لاستقبال النسخة الثانية التي جاءت في احلق الظروف التي تمر بها المنطق العربية وهى تعسر دبي قيثارة الشرق العربي و التي بنيت باستخدام احدث وسائل التكنولوجيا فبات على الجونة أن تبعث برسالة واضحة المعالم وهى نحو (تسويق الكتروني وتجارة الكترونية باحتراف لاقتصاد قوى وإرباح هائلة وسياحة وافدة متضاعفة) يعنى الاحترام هي امتلاك العقول ذات الفكر والقادرة على تطويع كافة الأدوات و الموارد المتاحة لخلق أفضلية حقيقية لمجتمعاتها.
وقد هدفت من  المؤتمر إلى خلق الوعي والتثقيف وتحديث صناعة السياحة والسفر والتسويق الالكتروني لكل مقدمي الخدمات السياحية سواء للسفر والسياحة (وكلاء سفر ، منظمو رحلات - فنادق - شركات طيران- أخصائي التسويق عبر الانترنت- وأصحاب ومديري المواقع السياحية عبر الانترنت - المهتمين بالإعمال الالكترونية وبالسفر والسياحة عبر الإنترنت ، وشركات السداد بكروت الائتمان والدفع عبر الإنترنت و خلافه ) مع طرح أحدث الاستراتيجيات الإلكترونية في هذا المجال . هذا ومن أهم الأهداف هو وتمكين مقدمي الخدمات السياحية لتحقيق أقصى عائد على الاستثمار والإعلان على الانترنت وتعليمهم كيفية القيام بذلك على نحو فعال في اقل وقت ممكن.
وانتهى المؤتمر بتقديم كم من ورش العمل و الشهادات العالمية لمقدمي خدمات التسوق والسياحة الاليكترونيتين باغية بان ينعكس ذلك على واقعنا العربي بان ننفض عن أكتافنا عباءة الغرب لابسين ثياب التألق العربي آملين ببث روح العصر في وطننا العربي و طارقين أبواب التألق العالمي بطابع عربي محتفظ بأصالته و قيمة وتقاليده في ظل تساقط و تهاوى قوى كبرى مع العمل على إعادة قراء مضمون الرسالة التي بعثتها لنا الأزمة الاقتصادية الحالية ومفادها نعم لرياده عربية تحتفظ بقيمنا الإسلامية .

مستشار مالي وباحث اقتصادي
ahmeedsherif@yahoo.com



 

مواضيع ذات صلة :