ربما رأى حكام إسرائيل أن يكون احتفالهم هذا العام بأعياد الميلاد مصبوغ بلون الدم ولا غرابة ، فتاريخ قادة هذا الكيان ابتداء من آرييل شارون وقبله إلى بنيامين نتنياهو إلى أيهود باراك واو لمرت تاريخ دموي ملئ بالمجازر والإبادة وإرهاب الدولة .
ولا غرابة أيضا أن تقف الإدارة الأمريكية موقف المتفرج بل وتبارك المجزرة التي اعتبرتها دفاعا عن النفس وللقضاء على الإرهاب .
غير أن كل الغرابة تكمن في الصمت العربي والموقف العربي الرسمي الذي اكتفى حتى الآن بالإدانة والشجب والرفض دون طرح إجراءات كفيلة بالرد على العدوان الإسرائيلي اللهم الدعوة لعقد قمة طارئة .
فما الذي يمكن أن تخرج به القمة ؟
- هل ستتخلى الدول التي لها علاقات أو اتفاقيات مع إسرائيل عن ذلك ..
- وهل ستطرد سفراء إسرائيل من عواصمها ؟
- هل من الممكن اتخاذ موقف قوي من الولايات المتحدة الأمريكية قبل إسرائيل ؟
- هل يمتلك الحكام العرب الشجاعة ليقولوا " لا " لأمريكا ؟
- هل .. وهل .. وهل .. ؟
المحزن أنه في الوقت الذي أرادت فيه إسرائيل الاحتفال بأعياد الميلاد بمجزرة غزة البشعة ، تستعد الكثير من العواصم العربية للاحتفال بإقامة حفلات رأس السنة الميلادية - المتزامنة هذا العام مع حلول السنة الهجرية الجديدة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم - وتتسابق على استضافة أكبر المطربين والمطربات الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أجور هم بشكل غير مسبوق حسب ما تناقلته الأخبار الفنية .
ولآن القادة العرب ليس بمقدورهم – كما قلت – فعل المعجزة في قمتهم المنتظرة فأضعف الإيمان أن يأمروا بإلغاء الاحتفالات هذا العام إكراما لشهداء غزة .
*مدير تحرير صحيفة "26 سبتمبر"