آراء وأقلام نُشر

منذ سنوات واعدائنا يتربصون بنا ..

حنان فارع

بقلم / حــــنـــان فــارع

 منذ سنوات لا ينقطع دوي الصرخات المستنجدة التي يطلقها المستضعفون والمضطهدون وتنزف دماً، أعداؤنا يتربصون

بنا ويحصدون مئات الآلاف من قتلى وجرحى وأسرى، وما يحدث من ارتهان مقدرات واحتجاز موارد وانتشار الحقد والفقر والتطرف. 
لقد حلت اللعنة الإسرائيلية على الفلسطينيين، وغزة اليوم تئن وتُعذب وتُقتل أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي وفي وضح النهار بدم بارد، غزة اليوم تعيش ألماً وجرحاً ودموعاً ودماراً واحتضاراً، اجتثت من فوق أرضها البيوت والمساجد والأشجار، وبات ترابها مخضباً بالدم والدموع، غزة اليوم تزداد خفقات قلبها خوفاً ورعباً والموت فيها انتصار، والعيون تراقب من يحمل الضمادات ويداوي الجراح، أبرياء يستشهدون وفي عيونهم رجاء أن لا تضيع أرواحهم هباء، في غزة اليوم القنابل الإسرائيلية تسقط على رؤوس المدنيين العُزل وتحولهم إلى أشلاء ومروحيات تجوب سماءها، توزع الموت المجاني على الأبرياء وتتصاعد أعمدة دخان المحارق مثل السحب لتتحول السماء إلى لون السواد معلنة الحداد على ما يزهق من الأنفس، فمن فضاعة المشاهد لم تعد تقوى الكاميرات على تصويرها، قبل نهاية العام وقبيل بداية العام الجديد غرقت غزة في بحر من الدماء.
تناولت العديد من الصحف أحداث غزة من زوايا متعددة ومختلفة، فيما تناولتها بعض الصحف البريطانية من زاوية أخرى ورأت أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة لن تحقق بالضرورة الأهداف المرجوة للقيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أو إلى إضعاف حركة (حماس) بل على العكس سيدعم مكانتها وستجذب تعاطف الفلسطينيين نحوها وحشد الدعم والتأييد في وقت قصير بعد المجزرة، لعل ما ساقته لنا تلك الصحف من تحليل للأحداث قد يكون صحيحاً، إن ما حدث ويحدث داخل غزة وتحول إسرائيل من عقاب حركة (حماس) إلى عقاب جماعي وإبادة شعب بأكمله سيجعل الفلسطينيين والعرب تحكمهم العواطف أكثر وسيساعد على الاندفاع اللاإرادي نحو (حماس).
نتساءل : من المسؤول عن دفع غزة نحو الموت الذي كان في البداية موتاً بطيئاً عبر حصار إسرائيلي أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية ودفع الشعب إلى الموت جوعاً وانتهاءً نحو الموت المحقق؟
نقول: لا فرق بين من يقتل ويشرد الآلاف ويدمر البنية التحتية، وبين من يتسبب في تلك الحرب بتصرفاته وسياسته الرعناء وتصريحاته العنترية وتمسكه بالأهداف الشخصية فتزداد الأحوال سوءًا ويؤدي إلى تصعيد الأوضاع وتوفير ذريعة وغطاء لمجازر إسرائيل على سكان غزة، فأين الحكمة في هذا العمل؟ غزة اليوم تدفع ثمن التعنت والتعصب والنزاع الداخلي بين الفصائل الفلسطينية (حماس وفتح) وتعكير الأجواء وتكريس الانقسام وجر الجميع نحو الهاوية دون مراعاة حقن دماء الفلسطينيين.
 والآن عليهم أن يخجلا قليلاً من عدم قدرتهما على حماية سكان غزة، وما آل إليه وضع القطاع قبل أن يفتحا أفواههما بإلقاء التهم والشتائم .
عموماً لا تزال الخيارات مطروحة أمام الفلسطينيين، وبات ضرورياً استبعاد حركتي (فتح وحماس) بعد أن اتضح فشلهما وعدم قدرتهما على الاتفاق وإقامة مبدأ الحوار والحرص على وحدة الصف الفلسطيني، والبحث عن قوة بديلة وإيجاد تيار لديه المقدرة على التفاوض والنضال مع العدو، ويمتلك فكراً ووسائل وإمكانيات، والأهم ألا يدفع الأبرياء ثمن حماقاته.








 hanan.800@hotmail.com
نقلا"عن الجمهورية"


 

مواضيع ذات صلة :