آراء وأقلام نُشر

الثروة المهجورة

Imageهل سينضب النفط في بلدنا؟ وإذا نضب حقاً ماذا سيحدث؟ هل يجوع اليمنيون وتتوقف خطط التنمية وتنخفض الأجور وتزداد البطالة أم نرجع إلى عهد التخلف والجهل والفقر والمرض؟ لاشيء من ذلك يحدث

!!.إذاً ماذا جرى لخبراء الاقتصاد الذين يحذرون من نضوب النفط في اليمن سيحدث كوارث اقتصادية وخيمة، عندما تفقد الدولة الأداء الذي يمول خزينة الدولة، فريق آخر من رجال الاقتصاد يرى أن اليمن لم تزدهر وتحقق النمو الاقتصادي الأمثل لاقتصاديات الدولة ولن ينعم المواطن اليمني بالرفاهية والعيش الرغيد مادام النفط موجوداً، يالهذا التفارق العجيب بين الفريقين، ألم يثر الاندهاش والاهتمام والحيرة؟!، أليس النفط المورد الأساسي لميزانية الدولة؟ تقوم عليه خطط التنمية يمثل 70 ٪ من موازنة الدولة ويتربع على قائمة صادرات البلد بنسبة 91 ٪ ويسهم بمانسبته 30 ٪ في الناتج المحلي الاجمالي، إذاً بدون النفط كيف يأتي العيش الرغيد والحياة الكريمة والتنمية المستدامة، اليمن بلد لم تستغل ثلاثة أرباع ثروتها، قطاعات اقتصادية واعدة بالخيرات والموارد الاقتصادية الهامة قطاع التعدين ثروة لم تستغل حتى الآن برغم المؤشرات المؤكدة بتوفره بكميات كبيرة، قطاع الاسماك، قطاع الزراعة والسياحة بأنواعها، تشكل الزراعة وصيد الاسماك مانسبته 15 ٪ من الناتج المحلي الاجمالي وتتمثل المساحة الصالحة للزراعة 3 ٪ من اجمالي مساحة الجمهورية اليمنية المساحة المزروعة فعلاً لاتمثل أقل من ربع هذه المساحة، وهناك قطاعات أخرى، الصناعة الاستخراجية غير النفطية والصناعة التحويلية، لماذا لم تستغل هذه القطاعات الانتاجية الاقتصادية لتحسن من حال وضع هذه البلاد؟، لماذا يحرم المواطن اليمني من ثروته وتهدر وهو بأمس الحاجة لها؟، ثروة مهجورة حقاً أسيرة موردٍ قليل أطفأ وخذل قوتها عندما يغيب التخطيط الاستراتيجي الأمثل، التخطيط الذي يقلل من عظمة خيرات هذه البلاد، السائل السحري «النفط» هو أداة واحدة من جملة الأدوات التي تنعش هذا البلد وأهله، نحن بحاجة إلى ثروتنا الحقيقية وهي سر تميز أي دولة ونجاحها وإخفاقها ولنا في العديد من الدول أمثلة.

 

مواضيع ذات صلة :