آراء وأقلام نُشر

تكريـــم الرئيــس

Image

فؤاد القاضي

في مصر العربية تختلف المعارضة المتطلعة إلى الحكم مع حسني مبارك ومع أجهزته وبرامجه.. لكن لا أحد يختلف مع مبارك في تجريم كل من يسيء إلى سيادة الدولة أو إلى قوانينها؛أو لرئيسها كرمز ممثل للدولة. وعندما تُكرم "مصر" دولة أو رئيساً أو مبدعاً من خارج حدود الدولة فليس للخلاف محل أو مكان في لغة المعارضة أو المناكفات أو المكايدات الداخلية. الأمر يبدو طبيعيا إن تحدثنا عن مصر واستدلينا بثقافتها وفكرها وولائها الوطني؛ فمصر عريقة وعظيمة تدرك متى يكون الاختلاف ومتى يبدو الخلاف مذلة ونقصا وفعلا مرفوضنا ومشينا. لكن الأمر نفسه بالنسبة لدول حديثة أو لمنظمات أو لمجالات ابداعية؛ ترى أن مجانبة الحقيقة ومحاولة التهاون فيها.. أو السخرية منها أمر لايخدم سوى الشيطان ولايؤدي بصاحبه أو من يقف خلفه إلا إلى تشويه ماهو ايجابي وتخريب كل مامن شأنه أن يساهم في تنمية الصورة الايجابية.. وتعزيز الاستقرار في حياة المجتمع.. وفي مقدمة ذلك الاستقرار في مصداقية الفرد مع نفسه أولاً ومع مجتمعه ثانياً. ولو أن الفرد لايمتلك القدرة على التصالح مع نفسه فكيف يكون صالحاً أو صادقاً مع مجتمعه.. ولو أن الجماعة افتقدت لمن يرشدها إلى العدل من خلال توليد الافكار لمن جانبه الحق في ذلك.. والعدل في القول لمن عقد لسانه ليقول «نعم» عندما يكون في ذلك فضيلة وعدل وحكمة. فلماذا أدمن بعض المعارضين مجانبة الحقيقة والانصراف بنظرهم وتفكيرهم عن الصورة المشرقة أو المواقف الايجابية. لماذا يتعمدون الهروب من الاعتراف بالآخر وتحفيزه لأعمال قادمة عندما يكرم أو ينجز أو ينجح في خطوة أو مشروع ما.. ألم يكن لتقدير الأعمال الخلاقة وتكريمها في الدول المتقدمة سبباً في خلق أعمال ومنجزات جديدة كلما أنجز منها المزيد كانت سبباً لمنجزات أتت بعد ذلك. نحن اليمنيين أولي حكمة وقلوب طيبة.. وبأس.. بمعنى أن الحكمة والطيبة التي خصنا بها الله سبحانه وتعالى كانت تأتي في المقدمة.. فلماذا اليأس والشدة ونعلنها حرباًً ضروساً على بعضنا أفراداً وجماعات.. معارضة وسلطات يأتي في مقدمة خياراتنا وسلوكنا اليومي.. ما الذي تغير؟. اليست اليمن بحاجة إلى أن نبنيها حجرة حجرة.. وطوبة طوبة؟!.. اليس من الحق أن نعترف لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح بأنه قيمة حضارية ومعنوية.. اليس الأجدر بنا أن نختلف معه بالبرامج المتميزة.. وبالأفكار البناءة وبالرؤى التي تضيف وتوسع آفاق الحياة بدلاً من رؤى وأفكار ضيقة همها الأول تعزيز الخلاف وتضييع وقت المجتمع بالأكاذيب والسخافات؟. ألم يكن الأحرى بأحزاب المعارضة أن تهنئ فخامة الرئيس على تكريمه (بشخصية المجتمع المدني) من قبل الاتحاد الدولي لمؤسسات المجتمع المدني ضمن ثلاث زعامات عالمية. كان من اللائق ومن الذكاء السياسي الاعتراف بذلك.. وكان واجباً على منظمات المجتمع المدني في بلادنا أن تكون في مقدمة المهنئين بكلمة شكراً فخامة الرئيس.. بوركت يداك لأنك أصبت هنا؛سلمت وبوركت لأنك عملت معنا ورعيت مسيرة التجارب الديمقراطية وحميت حقوق الانسان. بوركت فخامة الرئيس..وأنت تمضي قدماً إلى الأمام ونحن معك لتحقيق مزيداً من الأعمال المدنية والحضارية التي تبني المجتمع وتعزز ديمقراطيته وثقافته وتوسع مداركه ونموه.. لقد أحسنت فعلاً؛ كم كنت موفقاً وأنت تلتقي بنا وتسمعنا ونسمعك في تعز وعدن مع الأدباء والمنظمات والجمعيات.. بحق لقد كان لتواصلنا معك أثر كبير في تكثيف جهودنا وتطوير آلية أعمالنا فأنت يافخامة الرئيس لم تتدخل في سياساتنا ولم تمارس ضدنا أية مضايقة أو محاولة تضييق لنشاطاتنا المدنية والسياسية. لقد مارسنا كل حقوقنا.. لقد نفذنا لك برامجنا في ظل قوانين وآليات سهلت تنفيذ أفكارنا وترجمتها منذ انشائها الأول..ولم تسمع أو تأمر سلطاتك وأجهزة نظامك لمنعنا من حقنا القانوني والدستوري..ومن واجباتنا المجتمعية ومبادئنا الانسانية. شكراً فخامة الرئيس.. لطالما انتقدناك وسنظل نفعل ذلك مادمنا نقصد تصويب مسيرة الحكومات والسلطات.. ولن نكف!. كم كنت أتمنى أن أجد كلمة شكر للرئيس في الصحف التي تختلف معه وفي بعض مواقع الانترنت التي طالعتنا بتعليقات سخيفة. مبروك فخامة الرئيس.. ولك كل تهاني هذا الشعب العظيم الذي اعتز بك قائداً ورئيساً وموحداً للدولة..ويعتز بك دوماً وأنت تستقبل كل المناسبات والمحطات السياسية والاقتصادية ؛الوطنية؛ التي أحدثت تحولات عظيمة لليمن .. بمنجزات جديدة وأفكار متجددة لا تبلى. مبروووك لهذا الشعب الذي لطالما أحبك وثمن أعمالك.. ومازال يعتز بك وأنت تحرك كل ماهو جامد وتصلح كل ماهو معوج وتنتزع إعجاب العالم باليمن وهي تصنع مجدها وتفرض حضورها؛ بأنبل المواقف، في أحلك الظروف وبأرقى صور الحياة الآمنة وبطموح ليس له نهاية.

 

مواضيع ذات صلة :