حوارات نُشر

د/إنجيلا يحيى منصور أبو أصبع: الحرب أكلت الأخضر واليابس في هذا البلد واستمرارها سيتفاقم الوضع بشكل أسوأ.

د/إنجيلا يحيى منصور أبو أصبع رئيس مبادرة معا لنحيا ورئيسة لجنة قضايا المجتمع والبيئة في منتدى أكاديميات رئيس مؤسسة إنجيلا للتنمية

دخلت باب  الأعمال الإنسانية والخيرية خلال فترة وجيزة وقالت إنها رسمت البسمة والسرور على محيا كثير من النازحين والمتضررين من العدوان والحرب  الراهنة على اليمن وأنها وصلت إلى العديد من المناطق  المتضررة في أكثر من محافظة

طالبت الأمم المتحدة إلى بذل جهود عاجلة وفورية لإيقاف الحرب والعدوان على اليمن.

 وتحدثت عن العمل الإنساني والخيري وأهميته في الوقت الراهن وأكثر في حديث ذو شجون مع الدكتورة / إنجيلا أبو أصبع رئيس مبادرة معا لنحيا ورئيسة لجنة قضايا المجتمع والبيئة في منتدى أكاديميات جامعة صنعاء رئيس مؤسسة إنجيلا للتنمية نتابعه في هذا الحوار.

كيف دخلتم في العمل الإنساني ؟
قبل الحرب بأربعة أشهر كأكاديميين في جامعة صنعاء أنشأنا مؤسسة اسمها منتدى أكاديميات جامعة صنعاء كان الهدف منها مساعدة الأكاديميات ومتابعة حقوقهن وما شابه ذلك وقمنا في البداية بأعمال اجتماعيه وتنموية وتدريبيه ومن ثم أشهرنا اسم المؤسسة وتحديدا في تاريخ 27/ديسمبر /2014  فكنا نهدف للمساعدة داخل المجتمع الجامعي وخارجه وقبل الحرب  قمنا بإشهار اكبر للمؤسسة في تاريخ 22مارس 2015 لكن للأسف الشديد نشبت بعد ذلك الحرب وتحديدا في 26مارس وبالتالي لم نتمكن من تحقيق الأهداف التي كنا نطمح لها في منتدى الأكاديميات...بعد الحرب وفي شهر ابريل أنشأنا مبادرة تحت مسمى معا لنحيا الإغاثية وترأستها أنا بحكم عملي في لجنة قضايا المجتمع والبيئة في المنتدى وشكلت فريق عمل من الزميلات  الأكاديميات  وبعض المطوعين الشباب وقسمنا الشغل إلى مراحل مرحله أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة والسادسة التي انتهت قبل شهرين تقريبا
ماذا عملتم في هذه المراحل ؟
خلال هذه المراحل استهدفنا تقريبا 13ألف فرد موزعين بين نازحين ومهمشين ومحتاجين ومتضررين من الحرب والعدوان على اليمن في 8محافظات وزعنا لهم الأدوية ومبالغ مالية وسله غذائية وكل منطقه كنا ندعمها حسب احتياجاتها مثلا تعز انتشرت في وقت معين وباء حمى الضنك فبعثنا عبر مندوبينا هناك بالأدوية ومناطق أخرى بتوزيع الماء وغيرها بالغذاء
ماهي هذه المحافظات ؟
طبعا محافظة صنعاء كانت معنا في كل المراحل وصعدة وحجة واب وتعز والضالع وأبين والحديدة أخذنا من الجنوب في بداية الحرب وفي المناطق الشمالية أيضا فكانت عملية التوزيع بتتم كما ذكرت عبر مندوبين يبعثون لنا بالاحتياجات والاستمارات ونرسل لهم الدعم ..
عملية التوزيع طالما وهي عبر مندوبين هل يحصل تلاعب أو شي من هذا القبيل أم كيف هي ثقتكم بمندوبيكم؟
لا.. نحن اخترناهم بناء على معرفة سابقة وثقة عالية هم ناس معروفين لدينا ذو ثقة وفي مجالات عملهم مثلا في تعز لدينا طبيبة معروفة هي من تبعث لنا بالاحتياجات وفق استمارات واليات مدروسة ونحن نبعث بالإغاثة ويتم التوزيع عبر كشوفات موقع’ وفواتير وترسل لنا تقارير تفصيلية.
يشتكي الكثير من المتضررين أن المنظمات لا تقوم بدورها خلال فترة العدوان على اليمن بالشكل المأمول والمطلوب رغم كثرتها كيف تنظرين الى ذلك؟
أنا أتحدث هنا عن دورنا كأكاديميات ودورنا في مبادرتنا  التي حبينا من خلالها مساعدة الناس بالقدر الذي نستطيع أن نعمله.؟

هل تتلقون دعما من منظمات خارجية؟
لا.. أكون صريحة معك نحن نعمل نداءات للمغتربين وللتجار ونطرق أبواب المؤسسات والبنوك وبرسائل رسمية نوجه لهم  شرائحنا المستهدفة واحتياجاتها والحمد لله نجد التجاوب البعض يتجاوب معنا بالدعم العيني وفيه جهات تدعمنا نقدي وبالتالي نقوم بعملية مساعدة الشرائح المستهدفة من المتضررين والمحتاجين .
س:ماهي الصعوبات التي تواجهكم؟
مشاكل كثيرة وعلى رأسها شحة الموارد وأثناء نزولنا الميداني لمسح المناطق أو عملية التوزيع نواجه صعوبة بالغة تكمن في عملية القصف ننزل إلى ذهبان أو المطار أو جدر تفاجأ بالقصف ولكننا نستمر في عملنا الإنساني ونقوم به على أكمل وجه.
هل نقول أن العدوان طال حتى المنظمات والمشاريع الإنسانية والخيرية؟
نعم طالها, وكان فيه خوف ورعب لكن استمرينا بالعمل حتى الآن ونحن نستمر ومستمرون ولن نترك بلدنا ولن نترك الناس المساكين والمحتاجين والمتضررين.
ما أهمية الأعمال الإنسانية والخيرية من وجهة نظرك لا سيما والحرب مستمرة والأزمات متفاقم’؟
يفترض الآن على كل منظمات والمؤسسات أن تقدم المساعدة حسب استطاعتها ولكن  الشديد لو بحثت عن عدد  المنظمات في الساحة ستذهل إذ تؤكد الشؤون الاجتماعية أن هناك 17ألف منظمة والبعض يقول إنها وصلت إلى 24الف نتحدث عن هذه المنظمات سواء القديمة أو التي استحدثت قريبا مع فترة الحرب للأسف الشديد هذا الكم الهائل ولا زال العمل شحيحا
لكني لا ألوم المنظمات المحلية إذ يفترض على المنظمات الدولية أن تلعب الدور الأكبر ...
هل تتواصلون مع منظمات دولية خاصة بالإغاثة؟
أنا اسمع أن هناك الكثير من الأعمال الإغاثية وهناك مبالغ مالية مقدمة لكن أحيانا هذه المنظمات الكبيرة تتعامل مع منظمات محلية وربما هذه الأخيرة ليست موثوق بها لأن هناك الكثير أنشئت جديدة
يعني هل تصل المعونات والإغاثة للمتضررين؟
بعضها يصل وبعضها لا.. وحقيقة أثناء نزولي لبعض المناطق كبني الحارث ووادي حمد واب ومدارس النازحين وغيرها تفاجأت أن الكثير من المتضررين يشتكي من كثير من المنظمات التي تنزل تعمل مسحا ولا يقومون بعملية الدعم كما يقولون ووصلتني الكثير من الاتصالات من المتضررين يشكون من هذه النقطة على وجه الخصوص.
طيب هل هناك تجاوب مع منظمات خارجية؟
في الحقيقة أنا  لم أتعامل مع المنظمات الخارجية إلى حد الآن وكل الدعم الذي أقدمه إنا احصل عليه من فاعلي الخير والتجار  بشكل شخصي .
اثناء عملكم الميداني ما هو الشيء الذي لفت انتباهكم أكثر ؟
هناك مناطق لا تصدق أنها أصبحت بحاجة ماسة للمساعدة والمعونات, وادي حمد مثلا وبني الحارث, فيها أعداد مهولة من النازحين الذين نزحوا من مناطق الحرب والصراع من حرض وتعز وصعده وغيرها من خلال زياراتي لهم أجد مآسي كثيرة.

هل ممكن تذكري لنا نشاطا أو عملا أسعدكم ؟
أنشطتنا كثيرة ووصلنا إلى 8محافظات ووزعنا سلات غذائية وأدوية ومساعدات في مناطق عديدة.
ولكن ما يسعدني أن أضعف عمل إنساني أقدمه لهؤلاء عندما أكون في الوقت الذي لا استطيع تقديم شي ملموس يعني أقوم بعمل زيارات ميدانية للنازحين للمتضررين لدور الأيتام للمحتاجين لمراكز السرطان للمعاقين وأوصل رسالتهم واحتياجاتهم أوصل صوتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحتي في الفيس بوك تشهد لذلك..كل هذا من اجل أن يسود التعايش والتكافل الاجتماعي في مجتمعنا الحبيب.
مؤسسة إنجيلا للتنمية تحمل اسمك ماذا عنها؟
تتبسم ثم تقول بحكم حبي للعمل الإنساني والخيري وطاقتي القوية في هذا المجال قمت بإنشائها وسميتها إنجيلا هدفها تنموي للبلد والمجتمع  اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وصحيا وتحقيق أعلى معدل للاستجابة الإنسانية لتحسين سبل العيش من خلال التمكين الاقتصادي.

 مؤسسة إنجيلا حديثة هل قمتم ببعض الأعمال إلى حد الآن ؟
رغم قصر هذه المؤسسة قمنا ببعض الأعمال الخيرية وزعنا كسوة العيد في بني الحارث ووزعنا الماء في صنعاء وفي اب اشترينا أغراضا للنازحين في بعض المدارس حسب احتياجاتهم ولدينا مشاريع إنسانيه سيتم الكشف عنها في الأيام القادمة..
طبعا تحت مؤسسة إنجيلا قمنا بوقفة في محافظة اب تضامنية مع الطفلة هبه عباس النهاري وقصتها معروفة تناقلتها وسائل الإعلام حينها في رمضان قتلها خالها بشكل بشع ومنذ شهور كان ملفها في سلة المهملات في المحكمة الابتدائية عملت وقفة كبيرة بملعب اب من اجل تحريك ملف قضيتها عشان ما يروح حقها هدرا وأنا أخذت ملف القضية واطلعت عليه وكل شي واضح فيه اعترافات وقاتل ومقتول ومدانين ماذا تنتظرون إذن يا محكمة وأنا مازلت أتابع قضيتها كعمل إنساني  ....
إنجيلا تهتم بقضايا المرأة ومساعدتها في كافة حقوقها المرأة شريك فعال في المجتمع يجب أن تأخذ كافة حقوقها وان تشارك في الحكومة وفي الأعمال الخيرية والإنسانية.

في الأخير رسالتك ماهي ولمن توجهينها ؟
أتمنى من المنظمات الدولية مساعدتنا بالأعمال الإنسانية بشكل أكبر بشكل يدعم 22مليون متضرر وليس مليوني متضرر فقط.
أناشد الأمم المتحدة بنداء عاجل أن تكثف جهودها ومساعيها لوقف هذه الحرب
لو توقفت ستتحسن أوضاع البلاد وأوضاع الناس أما استمرارها وهو ما أخشاه سيؤدي إلى مزيد من الماسي والدمار والمعاناة وما لا يحمد عقباه.


 

مواضيع ذات صلة :