حوارات نُشر

مدير شركة الوادي للخدمات الغازية يكشف أسباب ارتفاع سعر أسطوانة الغاز في وادي حضرموت

ارتفع سخط الناس وغضبهم في مدن وادي حضرموت مؤخرا بسبب ارتفاع السعر المفاجئ لأسطوانة غاز الطبخ، الذي يؤرق رب كل أسرة يمنية مع قرب شهر رمضان المبارك من كل عام، وكأنه أصبح أحد مراسيم وعادات البلاد للتهيؤ لاستقبال الشهر الكريم، بجرعة من القلق واقتناء اكبر عدد ممكن من الاسطوانات بأي سعر كان قبل نفاذها من السوق البيضاء والسوداء التي لا ترحم.

ومع مزيج من المشاكل التي تعصف باليمن، وارتفاع سعر اسطوانة الغاز إلى ما يقارب الـ (3800) وفي بعض المناطق أغلى بكثير، حرص موقع “تريم الغنّاء” بأن يلتقي بمدير شركة الوادي للخدمات الغازية المحدودة محطة تعبئة غاز تاربة، الأستاذ فهمي فضل العامري، الذي رحب بنا وفتح لنا قلبه قبل ملفات الغموض الذي يتوهمه المواطن في عملية التعبئة والتوزيع التي تتم في تلك المحطة.

وإليكم تفاصيل الحوار الذي أجراه الأستاذ عبدالله بن حميدان، رئيس تحرير موقع تريم الغنّاء الإلكتروني، فإلى نص الحوار.

ارتفع الغاز من 1800 الى 3800 ما سبب هذا الارتفاع المفاجئ ؟

بداية لابد أن نعي أن الزيادة متراكمة منذ عام 1999م حيث كنا نملك أربع قاطرات ويتم تعبئتها من محطة صافر و بوجود أربعة مواقع تحميل، مشت الأمور على هذا النحو الى عام 2003م بدأت القاطرات الشخصية تزيد وازدياد القاطرات يؤدي إلى زيادة الدورة لطابور القاطرات، وتصور كنا خلال ثلاثة أيام تصلك الدورة بل احيانا تحمّل خلال يوم كونه ليس جميع القاطرات تحمّل على الدوام.

    وماذا صار بعد ذلك ؟

نعم بعد ذلك بدأ الارتفاع يزيد في عدد القاطرات بشكل كبير حيث كان عدد القاطرات 250 قاطرة ووصل الى 1600 قاطرة عام 2011م الأمر الذي أدى إلى اتساع الدورة لتكبر بشكل كبير، فبدل أن نحمّل في يوم واحد قاطرة أصبحنا نحمّل خلال 24 يوم قاطرة واحده فقط.

    ماذا فعلتم تجاه هذا الأمر ؟

نحن نستغرق في اليوم قاطرة بمعدل 30 قاطرة كل شهر وذلك في الظروف العادية وبكل تأكيد إذا لم نستطع الموازنة في هذا الموضوع سيحصل اختلال لدينا فيما يخص عملية العرض والطلب وهو ما دفعنا الى استئجار 4 قاطرات بملايين الريالات لتوفير الغاز للمواطن واستقرار السوق بمعنى أنه لم يكن أمامنا سوى خيارين أما أن نعتمد على قاطراتنا فقط حينها ستكون ازمة خانقة في السوق، او نستأجر قاطرات اخرى نغطي بها حاجة السوق لكن بسعر غير اعتيادي نظرا لقيمة الأيجار الباهضة للقاطرات.

    نفهم من حديثك أن استئجار قاطرات جديدة هو من ساهم في ارتفاع التسعيرة، لكن الناس يتساءلون لماذا سعر الأسطوانة في الوادي يختلف عن المكلا على الرغم من أننا في محافظة واحدة؟

السبب في ذلك يعود الى أنه في المكلا توجد محطة بروم التابعة لشركة الغاز اليمنية حيث تخصص لها الشركة يومياً قاطرة وهي لا تدخل الطابور أبدا وهذا ما جعل محطة المكلا تحصل على قاطرة يومياً دون عناء او انتظار الامر الذي جعل سعر الأسطوانة عندهم أقل مننا.

وبالمناسبة زارنا مؤخرا وفد من غرفة صناعة وتجارة وادي حضرموت وأخبرناهم عن سبب الارتفاع وتعهدنا لهم اذا كانت هناك جهة ما ستضمن دخول قاطرة لنا يوميا مثل المكلا فإننا مستعدون لبيع الأسطوانة بالسعر الاعتيادي.

    محافظة المهرة الحال كذلك سعر الأسطوانة أقل بكثير من الوادي هل لديهم مثلا محطة حكومية مثل بروم ؟

بطبيعة الحال ليس عندهم محطة حكومية لكن عندهم محطتين في الغيظة تملك قاطرات كثيرة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى استهلاك المهرة يعتبر قليل جدا مقارنة بوادي حضرموت فضلا عن ان محطات اخرى في حضرموت يصل توزيعها الى مديريات في محافظة المهرة .

    كل رمضان أو عيد تحصل أزمة الغاز لماذا ؟

لأن التحميل يزيد من صافر فتزيد الأزمة و لأن دائرة القاطرات في الطابور تزيد مع كل مناسبة وهذا ما يحدث الأزمة والسبب الرئيسي في ذلك يعود الى عدم قدرة الشركة اليمنية للغاز على تلبية حاجة السوق.

    سعر الأسطوانة حتى في الأيام العادية نجد ثمة تفاوت في السعر ما السبب ؟

نحن نبيع على الجميع بسعر موحّد غير أن تفاوت التسعيرة تبقى من مهام البائع وهذا بينه وبين الله حيث غياب رقابة الدولة ربما ساهم في ذلك.

    البعض يشتكي من نقص تعبئة الأسطوانات مسئولية من هذه؟

حسب معاير شركة الغاز اليمنية فإن وزن الأسطوانة يبلغ 26 كيلو 15 كيلوا وزن الأسطوانة فارغة و11 كيلوا وزن الغاز، بمعنى يخرج من عندنا من المحطة 26 كيلو، ولدينا موازين من الدرجة الثالثة من حيث الحساسية بعد موازين الطاقة النووية والزئبق، وبالمناسبة ركبّت هذه المحطة شركة ايطالية عالمية متخصصة ونحن بالتأكيد نحافظ على وزن الأسطوانة لأن هذه سمعتنا قبل كل شيء، ربما أحيانا تحصل ظروف تفقد الأسطوانة من خلالها جزء من الغاز مثلا ربما لا قد لا تغلق الأسطوانة جيدا او ربما تجد أن التهريب عنده في الفرم وهو في النهاية غاز في حالة تعرضه لأي شيء قد يتسرب .

    هل توجد طريقة لضمان التعبئة المستقرة للأسطوانات؟

نعم ونحن في طريقنا الى تطبيقها وهي تختيم الاسطوانات لأن عملية التحميل قد تعرض بعض الاسطوانات الى فقد شيء من الغاز لكن بعملية التختيم هذه سيضمن المستهلك وصول الأسطوانة اليه مكتملة.

    الكثير من الموطنين مستائين من بعض الاسطوانات المترهلة التي تكون قد تلفت في الرأس لماذا لا يتم سحب هذه الاسطوانات التالفة؟

هذه العملية تتبناها الدولة في المقام الأول لأن كل واحد يدفع رسوم إهلاك الأسطوانة حيث تقوم الشركة اليمنية بأخذ الاسطوانات التالفة بناء على الرسوم المدفوعة لكن للأسف الشركة لم تقم بذلك.


 

مواضيع ذات صلة :