آراء وأقلام نُشر

5 ســنــوات.. لــكــم أنــتــم

أ. عبد القوي العدينيالخبر السار أمام القارئ : هو أننا مضينا سوياً معكم طوال هذه السنوات ، والخبر الرديء هو أننا نشعر بأننا لم نقم بكل ما كنا نخطط له ونطمح إليه. وهو إرضاؤكم. وما بين الخبرين ، ينبغي التوقف لنقول لكم: إن هذه هي السنة الخامسة التي نتأمل توهج شمعاتها في مجلة الاستثمار. وكل ما سنتحدث به الآن أمام قرائنا.. هو التبرير فحسب.
ماذا لو قلنا إن محاولة القيام بتلخيص كل ما فعلناه خلال خمس سنوات ، سيكون حديثاً غير منصف ونحن نكتب عبارة خاطفة وسريعة. فما من أحد بمقدوره الحديث بسرعة عن كل ما فعله بحرص شديد.
السؤال الأهم الآن.. كيف نفكر بالمستقبل؟
ما كان بمقدورنا فعله ، رأيتموه طوال خمس سنوات مضت، ويبقى أمامكم انتظار ما بوسعنا القيام به بعد الآن. ولعل هذا العدد الذي يقف بين يديكم اليوم، يفصح عن أننا في الطريق الى ذلك.
ربما اعتاد قراء المجلة على ذلك النمط الخاص الذي أرسيناه منذ انطلاق العدد الأول للاستثمار، لكننا على ثقة تامة بأن هذا التحديث الذي أجريناه على الشكل الفني لشخصية المجلة سيحظى باعجابكم أنتم القراء. فكل شيء نجتهد فيه هو في النهاية من أجلكم وليس أقل من ذلك.
لقد صمم فريق المجلة وطاقمها الصحفي والفني على أن تكون لحظة اللقاء بكم في هذا العدد مختلفة ً بعض الشيء ومتجددة ، ومقنعة. ومن أجل ذلك أحدثنا تغييراً على خطة تحريرها الفنية والتحريرية، وخلصنا الى أن الاقناع البصري مع وجود مادة غنية ومختزلة هو ما سوف يحبه القراء.ستجدون الفارق المقنع في هذه النسخة التي ختمنا بها العام 2009، والتي نتمنى أن تكون عند مستوى الجهد الذي بذلناه. كما أننا سنعدكم هذه المرة؛ الالتقاء بكم مطلع كل شهر.
ثلاثة مفاهيم اتخذنا منها منهجاً للعمل: المؤسسية، والجودة، والاحتراف.. والتي شكلت أساليب عمل ومنهجية تطوير، منذ بداية المسيرة، وبحمد الله وتوفيقه أصبحنا يوماً بعد يوم نمتلك القدرة على تجديد أهدافنا وتنويع وسائلنا في تشجيع توطين الاستثمار وخدمة المستثمرين، بما يواكب الطموحات والتوجهات.
قطعاً الماضي جزء من حاضرنا، لكنه ليس حاسماً لمستقبلنا.. فالمستقبل.. يملكه من يستطيع أن يحدد ملامحه القادمة .. ولديه القدرة الكاملة على اتخاذ القرار وشجاعة القراءة ومهارة تشكيل وصناعة الصورة المحتملة للمستقبل.
ولأن هذه المجلة بدأت بخطوات واضحة وجريئة في مضمار الصحافة الاقتصادية اليمنية، كانت دائماً ما تسارع لطرق الابواب المغلقة بحثاً عن ما يهم المستثمرين وما يتطلبه الاستثمار في اليمن. لدرجة أنها بدت كأنها تمارس وظيفة المرشد، للوصول الى ما يتطلبه الامر الذي سعينا إليه.
عندما نتحدث عن مؤسسة المستثمر وتجربتها في الصحافة الاقتصادية، لا يمكننا أن نغفل الإشارة السريعة إلى متاعب الصحافة الاقتصادية في اليمن بشكل عام.. ربما لأن مؤسسة المستثمر كان لها شرف الريادة في تأسيس إعلام اقتصادي متخصص ومؤسسي في اليمن.
وقطعاً فإن مجلة الاستثمار عندما انطلقت لتأسيس صحافة اقتصادية جادة.. كانت تدرك أنها اختارت الطريق الأصعب.. لذلك ورغم الترحيب الواسع بها والتشجيع الذي حظيت به، إلا أنها لم تسلم من عثرات البداية وتحديات المخاض العسير.. والانبثاق من رحم المتاعب.
الإمكانيات أرهقتنا منذ البداية وما زالت تناصبنا المواجهة، لكننا نواجهها ونتغلب عليها، وننجح بإصدارات جديدة.. وبعد كل عدد نبدو وكأننا في حرب مع عوامل كثيرة..توشك أحياناً أن تقهرنا؛ لكنا بحمد الله نتجاوز ذلك .. وما أن نسترد أنفاسنا حتى نجد أنفسنا أسرى لشوق جديد ..ولعدد جديد لا بد أن يكون أفضل وأعمق..وتلك هي مهمتنا.
هنا سأقف عند هذا السطر.. وأكتفي بالقول: لقد كنتم أنتم السبب الكبير لتحريضنا على صنع كل ما فعلناه حتى الآن ولم تكونوا قط أقل من ذلك على الإطلاق.

عن مجلة الاستثمار

* الناشر - رئيس مجلس إدارة مؤسسة المستثمر


 

مواضيع ذات صلة :