آراء وأقلام نُشر

العالم يقترب من حرب عالمية ثالثة ..!!

عند التأمل في الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية في الفترة 1939 – 1945 و التي دارت الحرب بين  دول المحور ( ألمانيا ، إيطاليا ، اليابان ) و دول الحلفاء ( فرنسا ، إنجلترا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الإتحاد السوفيتي ) .

يلاحظ بجانب وجود أسباب سياسية  فأنة يوجد أسباب اقتصادية وتتمثل في دخول العالم نفق أزمة اقتصادية طاحنه في عام 1929  كان من مخلفاتها قيام أنظمة ديكتاتورية توسعية عرفت بالفاشية منها النظام النازي الألماني ( 1933) و النظام العسكري الياباني . بالإضافة إلى حدوث المواجهة الاقتصادية و السياسية بين الأنظمة الديمقراطية الكبرى ( فرنسا ، بريطانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ) و الأنظمة الفاشية ( ألمانيا ، إيطاليا ، اليابان ) .

و بنظرة تحليلية لهذه الإحداث التاريخية نجد إن الفترة ما بين دخول العالم في الأزمة الاقتصادية و نشوب الحرب العالمية الثانية هي عشر سنوات حيث ضربت الأزمة الاقتصادية العالم في 1929 ، كما اندلعت الحرب في عام 1939 و ذلك في ظل انعدام تواجد هذه الثورة التكنولوجيا الهائلة و التي يتميز بها العالم الآن ، إلى جانب الأسباب السياسية والتي لا تختلف كثير عن ما نحن فيها الآن من أسباب تمثلت في فرض الحلفاء على الدول المنهزمة في الحرب العلمية الأولى معاهدات الصلح التي تضمنت قيودا تربوية وعسكرية  و مالية . لهذا تأسست في الدول الأخيرة أحزاب قومية متطرفة من بينها الحزب النازي الألماني بقيادة هتلر.

ومن هذا الإستعراض التاريخي يصدمنا فكرياً و يجعلنا متأكدين بان ما يمر به العالم اليوم من إحداث متماثلة من حيث انهزامية الفكر الرأسمالي و تطرف ألته الحربية ونشوب أزمة مالية اقتصادية عالمية طاحنة ضربت العالم في عام 2007 في مقتل و هزمت الرأسمالية الاقتصادية ، إلى جانب هذا التخبط السياسي على الصعيد الدولي من كيل بمكايل عوراء في ألقضاياه الدولية الساخنة سواء في الصراع العربي الإسرائيلي أو الصراع النووي في إيران وكوريا والعراق و ظهور مصطلحات مثل دول الشر و التطرف الديني و الإرهابي وكل ذلك وغيره من إحداث ومصطلحات تحظى بغطاء و تبريكات من منظمة الأمم المتحدة العوجاء، إلى جانب استفحال  و تطرف أمريكي واضح و تفشى وباء الغطرسة و الهيمنة الأمريكية  و انكشاف الوجهة الحقيقي للوقاحة الرأسمالية .

بالإضافة إلى الوعود الكاذبة من الترسانة الأمريكية بفرض سلام عالمي اعوج على العالم متباهية بما حققته في اليابان و ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية عندما فرضت عليهما التجرد من ترسانتهما الحربية و التبعية للترسانة الأمريكية بإنشاء قواعد دائمة بهما ، فنجدها هذه المرة تعيد الكرة محاولة في تطبيق نفس هذه الطريقة على دول مثل أفغانستان و العراق و بتجريدهما من ترسانتهما الحربية آملة بان يصبحا نموذج يحتزا به في السلام العالمي و أدخلت العالم بالقوة في دوامة الحرب ضد الإرهاب.

ويجب أدرك حقيقة مؤكدة إن الوضع يختلف كليا ما بين اليابان و ألمانيا و العراق وأفغانستان ففي وضع اليابان و ألمانيا كانت الحرب ناتجة بسبب نزاع بين أمريكا و ألمانيا و اليابان اى دول منفصلة و تعتبر في العرف نزاع بين دول أعداء لذا ننتج من فوز أمريكا على ألمانيا و اليابان نتج تحدى قومي قوى لإثبات التفوق الياباني و الإلمانى في مجالات الصناعة بغية تعويض الفارق العسكري ففرضتا نفسيها قوى مؤثرة في القرار و السيادة العالمية متحدية العدو الأمريكي أم وضع العراق وأفغانستان فان الوضع مختلف فالحروب داخلية بين قطاعات المجتمع و طوائفه و ليس هناك عدو خارجي لذا لا يوجد وجهة تشابه بينهما ، و لذلك نجد سيطرة الفشل على أمريكا في حربيها في أفغانستان و العراق لسبب بسيط هو أن من يستطيع أن يحل المشاكل الداخلية هم أصحاب البلد أنفسهم دونما تدخل خارجي لينصر حزب أو طائفة على أخرى و تجريد البلد من قواتها سواء الحربية أو الداخلية و إعادة بناء قوة تخدم  مصالح أحزاب داخلية مقابل إضعاف أحزاب أخرى وكأنما لم يحدث شئ فظل الوضع كما هو علية حرب داخلية بين نفس الطوائف و الأحزاب اللهم الذي تغير هو الدفة انتقلت من طائفة أو حزب إلى الحزب و الطائفة الأخرى ، فهذا الأمر غير مجدي كما هو واضح جلينا الآن.و الغريب انه تم ضم دول مثل الصومال و اليمن و السودان و سوريا و باكستان للقائمة مما يعنى أن أمريكا تهدد الكيانات الإسلامية خاصة .

لذا من رؤيتنا السابقة و تحليلنا للوضع الراهن و في ظل الثورة التكنولوجيا الحالية أرى انه سيكون هناك صدام حقيقي وشيك بين الغطرسة الأمريكية الرأسمالية و الحضارة الإسلامية وستندلع إن أجلا أو عاجلا  حرب عالمية ثالثة طاحنة و،، لكن  بشكل مختلف كليتنا عن مثالتيها السابقتين فلن تعتمد على حشد الترسانات الحربية بل ستعتمد على حشد الطاقات الاقتصادية و التكنولوجيا لتغير أوضاع و نظم حاكمة متآكلة الفكر و ضيقة الرؤى وموالية للرأسمالية الأمريكية لصالح مجتمعاتها الأكثر نضجا و ثقافتا و ولاءً لقوميتها و هويتها ، كما قد تنهار أو يحدث طفرة في تلك المسماة بمنظمة الأمم المتحدة لصالح المجتمعات الأكثر تضررنا من قراراتها في الآونة الأخيرة وان غدا لناظرة قريب .

*مستشار مالي و باحث اقتصادي

ahmeedsherif@yahoo.com

 


 

مواضيع ذات صلة :