آراء وأقلام نُشر

البنوك الغير تقليدية بين التقليد والاستقلالية

Image

بقلم / سليمان عبد الله ناصر *

لم يعد مخفيا النمو الكبير الذي يشهده قطاع المصارف الغير تقليدية على حساب المصارف التقليدية والعادية

المتعارف عليها حيث تدير المصارف الإسلامية ما يقرب من 780 مليار دولار وهو رقم مش بطال يخفي تحته الكثير من الأصول والعملاء والأهمية وقد بدئت كثير من البنوك الأجنبية بفتح نوافذ لها تسمى نوافذ إسلامية في الصين وبريطانيا وأوربا والكثير من الدول خصوصا أن هذه النوعية من المعاملات توفر قدر اقل من المخاطرة مقارنة مع ما تقدمة البنوك الأخرى أو التقليدية ولكن مانود الحديث عنه هنا هو ماهية المشاكل التي تواجهها هذه الصناعة المصرفية على حسب روية الباحثين والمحللين الماليين ولماذا يتجه كثير من البنوك الأجنبية لفتح نوافذ إسلامية.
لن ندخل هنا في سجال فقهي على مسالة الحلال والربا وغيرها ولكن مهنية عمل هذه البنوك وأدائها ومنتجاتها وتجربتها هي محط أنظار الباحثين .
عندما تقوم البنوك التقليدية بفتح نوافذ إسلامية هذا يعني أنها تتطلع لاستهداف شريحة من العملاء الذين يملكون السيولة وتسويقا يجب على البنوك أن يوفروا للعميل ما يجعلهم يكسبون ثقته ولا يخفى على احد مايملكة العالم الإسلامي والعربي من ثروات هائلة وسيولة ناتجة عن النفط وغيره ولذلك ربما يكون احد أهم الأسباب هو ناحية تسويقية بحته ليس لها أي علاقة بلدين حسب اعتقادي سبب أخر هو موضوع المشاركة في عملية ألمخاطره بين العميل والبنك وهذا يجعل البنوك تقوم بعملية ترتيب لمنتجاتها وفق كمية المخاطرة .
الباحثين والمتخصصين في شؤون البنوك الغير تقليدية بشكل عام يكادون يتفقون على أهم المشاكل والتحديات حيث تم تقسميها إلي مشاكل قانونية مؤسسية ومشاكل تشغيلية حيث يعترض كثير من الباحثين على قانونية التعامل بين البنوك التي تملك نوافذ إسلامية أو حتى البنوك التي كلها أسلامية مع البنوك المركزية حيث يتم التعامل مع البنوك الإسلامية بنفس نسق التعامل مع البنوك الغير أسلامية مما يرسم علامات استفهام كثيرة على واقع وفقهية هذه التعاملات وهل هناك وضوح قانوني في مسالة الهيئات الشرعية في هذه البنوك بالنسبة للبنوك المركزية بل يذهب البعض إلى آن قرارات الهيئات الشرعية قد تختلف من بنك إلى بنك ومن منتج مصرفي إلى منتج مصرفي أخر مما يدخل التشتت لكثير من عملاء البنوك. فلماذا لا يكون قانون واحد لكل البنوك الإسلامية .
 القوائم المحاسبية في البنوك الإسلامية لازالت تشابه إلى حد كبير تلك التي في البنوك التقليدية مع اختلاف في المسميات فقط لذلك يعتبر موضوع الاستقلالية في القوائم المالية مطلب مهم للبنوك الغير تقليدية.
ومن ناحية أخرى موضوع أسواق الأسهم وضرورة أن يكون هناك أسواق خاصة للمتاجرة باسهم البنوك الإسلامية والمنتجات الإسلامية يعتبر من أهم تحديات صناعة الصيرفة الإسلامية.
وبالنسبة للتحديات التشغيلية فاهمها تتعلق بالتدريب والتأهيل حيث أن معظم من يعملون في هذه البنوك هم من الغير دارسين لنظام البنوك الإسلامية أو ربما خريجين دراسات فقهية فقط وهذا يعتبر غير منطقي.
هل ستقوى هذه البنوك على مواجهة الفعالية العالية لأداء البنوك الغير تقليدية من حيث التوافق مع العولمة والتكنولوجيا وخلق منتجات جديدة من فتره لأخرى هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه..







*باحث جامعة USM ماليزيا
 sulimanco@gmail.com


 

مواضيع ذات صلة :