اقتصاد عربي نُشر

الأزمة العالمية تجمد الإنفاق الإعلاني في المنطقة العربية

Image

إنفاق الاعلان العربي - أرشيف

مع استمرار تداعيات الأزمة المالية الراهنة وغموض مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل انهيارات أسواق المال والاقتصاد خلال 2008 توقع خبراء أن يشهد القطاع الإعلاني في المنطقة العربية تراجعاً كبيراً خلال 2009 خاصة في ضوء لجوء شركات عقارية ومالية إلى خفض إنفاقها على الإعلانات فضلا عن الاستغناء عن موظفين لمواجهة آثار أزمة المال العالمية.
وأشاروا إلى أن انعكاس أزمة المال العالمية على قطاع الإعلان العربي، لن يبلغ مستوى الانهيار، وإنما يجمد معدلات النمو التي شهدها القطاع خلال السنوات الثلاث الماضية وتعدت 20%، ما يخلق تحديات كبيرة لأقطاب صناعة الإعلان في المنطقة.
وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة "فلاجشيب" للمشاريع المتكاملة شادي الحسن، أن القطاع العقاري وقطاع التأمين، لا يمثلان سوى 12 في المئة من حجم الإنفاق على الإعلان في المنطقة العربية. وتوقع "اندماج وكالات إعلانية، وخروج أخرى من السوق، خصوصاً التي أطلقت لخدمة قطاع العقارات، لعدم قدرتها على الإيفاء باحتياجات عملائها في إدارة حملات إعلانية مبدعة وقليلة التكاليف".
ورجح الخبراء أن تتطلب المرحلة المقبلة "تضافر جهود أطراف العملية الإعلانية كلها، من معلنين ووسائل إعلام ووكالات إعلان وشراء إعلاني موحد، للبحث عن عروض وحلول وبدائل مبتكرة للتعامل مع أزمة غير مسبوقة في العالم ودول المنطقة".
وعلى رغم الأوضاع توقع الحسن أن يواصل الطلب على الكفاءات العربية ارتفاعه، بحيث يشهد القطاع الإعلاني منافسة حامية تتمثل في تطوير استراتيجيات إعلانية قليلة التكاليف وذات درجات إبداعية عالية، ما يعزز الطلب على الكفاءات الإعلانية التي تملك خبرات كبيرة في القطاع».
 وأضاف الحسن: «لم تحجم شركات تسويق دولية من دخول أسواق الشرق الأوسط، بخاصة الإمارات على رغم الأزمة الحالية، ما يشير إلى محدودية تأثيرها في إضعاف القطاع، الذي يتميز بتبنيه بيئة عمل واستثمار مرنة ويعتمد ممارسات إبداع عالمية بخصائص محلية».
وأشار تقرير للمؤسسة العربية للدراسات والبحوث "بارك"، إلى أن تبعات الأزمة تؤثر في الإعلانات الخارجية، نظراً إلى الكلفة العالية المرتبطة بها، غير أن حجم الإنفاق على تلك الإعلانات لا يزيد عن 5 في المئة من مجمل الإنفاق الكلي، وتستأثر الصحف والمجلات على 50 % من إجمالي الإنفاق الإعلاني في المنطقة.
وتصدرت شركات الاتصالات والمنتجات الاستهلاكية، الإنفاق الإعلاني عبر التلفزيون بحصة 43 في المئة من الإنفاق الكلي على الإعلان في المنطقة. وأكد الحسن في كلمته التي اوردتها صحيفة الحياة اللندنية أن إعلانات شركات الاتصالات والمنتجات الاستهلاكية لن تتأثر بالأزمة في شكل كبير، لتوفيرها خدمات ضرورية لا يمكن التخلي عنها، ما يخفف من تبعات الأزمة على القطاع.
 ودعا الشركات والوكالات الإعلانية إلى تعزيز تنسيقها بما يخدم القطاع ككل لاستيعاب تبعات الأزمة التي لن تتمكن من إضعاف القطاع الذي يخطو بخطى واثقة بخلاف نظرائه في الأسواق العالمية.
وتحافظ دول الخليج على مستويات نمو قوية ومستدامة على المدى الطويل، بحيث لا تزال تمضي في تنفيذ المشاريع التي أعلنت عنها، كما لا تزال الاستثمارات تدر أرباحا،ً وإن بنسب أقل من السابق، ما يشير الى صلابة الاقتصاد في المنطقة، لا سيما الخليجي منها وبالتالي القطاع الإعلاني العربي.
وقدر خبراء، إجمالي الإنفاق الإعلاني في المنطقة العربية خلال العام الماضي، بنحو 7 مليارات دولار، مقابل 4.82 مليار دولار في 2007.








المصدر : وكالات- محيط


 

مواضيع ذات صلة :