من هنا وهناك نُشر

النهضة اليمنية في العهد العثماني

Image أكد الباحث علي جار الله الذيب, مستشار وزارة الثقافة,أن الوجود العثماني في اليمن في مرحلتيه الأولى والثانية كان وجود

تنوير وإحداث نقلات نوعية وإضافات إثرائية لحضارة اليمن وإعادته إلى عهود إزدهاره بما أقاموه من شواهد دالة على صحة زعمنا هذا. 
وسرد في محاضرته التي ألقاها عصر اليوم في المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل" منارات"بعنوان " شواهد وثائقية مصورة على النهضة اليمنية في العصر العثماني" الجزء الثاني,   أهم الأعمال والإصلاحات التي قامت بها الخلافة الإسلامية العثمانية في اليمن ومنها مايلي:-
 أولاً: دحر العدوان والطامعين عن اليمن:-
رأينا فيما سبق كيف أن الخلافة العثمانية قد هبت لنجدة اليمن وحماية المقدسات الإسلامية عندما تعرض للغزو الأجنبي الصليبي الأوروبي سواء على أيدي البرتغالي أو الإنجليز أو غيرهم في القرن السادس عشر أو التاسع عشر. وكيف أن الفضل يعود إليهم بعد الله في منع أولئك الغزاة من تحقيق أهدافهم وإذلال اليمن ونهب خيراته بل حتى وتغيير هويته وعقيدته. ولولا أن سخر الله لنا وللمسلمين هذه الدولة المجاهدة لكنا قد أصبحنا نصارى منذ خمسمائة عام كما فعلوا بشعوب أخرى غيرنا في أقاصي أسيا وأفريقيا ولو لم يحقق لنا العثمانيون إلا هذا الهدف وهو صد العدوان عنا وعن مقدساتنا لكان ذلك أدعى أن ندين لهم بالولاء وحسن الثناء كيف وقد حققوا لنا إنجازات ومكاسب حضارية في جميع مجالات الحياة المدنية والعسكرية المختلفة.
ثانياً: حماية وتحصين المدن والجزر اليمنية:-
كما أن دولة الخلافة قد قامت بحماية ثغور اليمن وتحصين مدنها الساحلية والداخلية وكذا تحصين وحماية الجزر اليمنية المختلفة وأقامت في كل مكان منها المنشآت العسكرية الضخمة وأن الزائر المتأمل بتلك الأثار المتبقية إلى اليوم تشهد بعظمة وقوة و إخلاص تلك الدولة لليمن. خاصة كما كانت لغيره من الشعوب العربية والإسلامية الأخرى ونذكر منها على تلك التحصينات العظيمة الموجودة في المدن الساحلية وجزر البحرين العربي والأحمر أمثال الأسوار والقلاع الضخمة في مدينة عدن وباب المندب والمخا وزبيد والحديدة وكمران واللحية وميدي وعسير وكافة المدن الساحلية والجبلية والتي لا تخلوا مدينة أو منطقة هامة في طول اليمن وعرض إلا وبها منشأة أو أكثر أنشأتها أو جددتها دولة الخلافة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر. (العرضي/مجمع الدفاع) تلك المنشآت العظيمة الموجودة داخل مدينة صنعاء وعلى رأسها ما كان يعرف بالعرضي المسمى حالياً مجمع الدفاع الكائن أمام السور الجنوبي لمدينة صنعاء بباب اليمن الذي كان مقراً للقيادة العسكرية في الجزيرة العربية، كما كان مقراً للجيش العثماني السابع الموجود في اليمن.
ثالثاً: توحيد اليمن كاملاً تحت قيادة موحدة:-
من الإنجازات المهمة أيضا التي قامت بها دولة الخلافة العثمانية هي توحيد اليمن وضم أجزائه التي كانت مبعثرة ومجزئة بين الأئمة والمشيخات المختلفة والتي جعلت منه كيانات هزيلة متناحرة فيما بينها وتعمل كلاً منها على إباحة دماء بعضها البعض وأزهقت في سبيل ذلك دماء اليمنيين واستبيحت أموالهم وأعراضهم، فهيأ الله هذه الدولة التي بسطت العدل والآمان عدا بعض الأوقات النادرة التي كانت تحدث فيها بعض الحوادث لذلك من قبل الأئمة المتنافسين وغيرهم.
 رابعاً: إحداث النهضة الحديثة في اليمن:-
يعتبر العصر العثماني في اليمن هو بداية عصر النهضة في اليمن في جميع المجالات والتي لا تزال شواهدها بادية للعيان إلى يومنا هذا دالة على ما شهدته اليمن من تقدم ورقي ونهوض شامل في حين كانت معظم دول الغرب تعيش في دياجير الظلام، ويمكن تسليط مزيد من الإضاءات على مجالات تلك النهضة، والتي منها:
1. النهضة في المجال التشريعي والانتخابي:-
عرفت اليمن الحياة الشوروية ونظام الانتخابات والمجالس النيابية والتشريعية منذ وقت مبكر وعلى أرقى المستويات قبل أن يعرفها العالم في حينه، فقد كان في اليمن عدد من المجالس المنتخبة مثل:- - مجالس البلدية لإدارة شئون المدن وتنظيمها وتخطيطها. - مجالس الإدارة في المحافظات: وتختص بإدارة شئون المحافظة. - المجلس العمومي للولاية. وهذا المجلس يسمى المجلي العمومي للولاية ومقره العاصمة صنعاء وهذا المجلس كان يتمتع بسلطة واسعة كبرلمان مصغر. يقوم الوالي بإفتتاحه في موعد معين باحتفال رسمي وشعبي عظيم ويلقي فيه خطبة الافتتاح كما هو معمول به في البرلمانات الكبرى على النحو المعروف فكان الأعضاء ينتخبون كل أربع سنوات بالانتخاب الحر المباشر كما كان لهذا المجلس عدا سلطاته الواسعة ميزانية خاصة لها أبواب في الانفاق ذات بنود محددة كما كانت له إدارة نشيطة وسكرتارية عاملة طيلة السنة الحكومية. - مجلس النواب الأعلى في( اسلامبول , اسطنبول ) المسمى (بمجلس المبعوثان):- وهذا المجلس مقره في عاصمة الخلافة اسطنبول وإلى جانب المجالس السابقة المحلية فقد كان لليمن في هذا المجلس عدد من النواب يتمتعون بالوطنية والكفاية ويمثلون الشعب اليمني في البرلمان العثماني الأعلى (مجلس المبعوثان) يناقشون القضايا الخاصة بمصلحة بلادهم بل وقد يستجوبون أعضاء الحكومة المركزية بتطبيق العدالة والنهوض بالبلاد إلى المستوى اللائق بها ومحاسبة أي مسئول محلي إن بدا منه أي تقصير نحو الشعب أو أي مخالفة للقوانين وقد أتاح كل ذلك للشعب اليمني فرصة التعود على الحياة المنظمة وعلى السلطات الشعبي في تلك الفترة .
 2. النهضة في المجال الصناعي:-
كما شهدت اليمن في عصر الخلافة الإسلامية العثمانيه نهضة صناعية كبرى في جميع المجالات ووجدت العديد من المصانع التي كانت تعمل بالطاقة الكهربائية (تعمل بالفحم الحجري) ووجدت في تلك المصانع أحدث المعدات والمكائن الضخمة التي لا تزال بعضها موجودة إلى اليوم في أماكن تلك المصانع وبعضها الأخر تم نقله حالياً إلى المتحف الحربي بصنعاء عام 2007م(نأمل أن تعود إلى مكانها ويصبح متحفاً للصناعات الإسلامية اليمنية الثقيلة ). ومما يؤسف له أن تلك النهضة الصناعية العملاقة قد توقفت كاملة في العشرينات من القرن العشرين في بداية حكم الإمام يحيى 1918م ولذلك اعتبرت العشرينات من القرن العشرين هي نهاية عصر النهضة العثمانية في اليمن . ونذكر المصانع الآتية في هذا المجال التي مثلت المصانع الموجودة ومنها:
- ‌أ- مصنع الحديد والصلب الإسلامي بصنعاء. لصهر الحديد والنحاس وصناعة المعدات الثقيلة والخفيفة المختلفة، ومنها صناعة العربات ووسائل النقل المختلفة.
‌ب- المصنع الحربي الإسلامي بصنعاء:- لصناعة الأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة وصناعة الذخيرة، حيث كان إنتاج المصنع من الذخيرة في اليوم من سبعة إلى عشرة ألف طلقة بندقية ومدفعية.
‌ج- مصنع قطع الغيار بصنعاء:- لصناعة جميع قطع الغيار للمعدات المختلفة مدينة وعسكرية.
‌د- مصانع الغزل والنسيج الكهربائية: لإنتاج عدد من الصناعات المختلفة منها:- - الصناعات القطنية والصوفية. - صناعة السجاد الفاخر بأنواعه. - صناعة كسوة الكعبة المشرفة وتجهيز المحمل اليماني الشريف المتوجه مع الحجاج إلى الأراضي المقدسة في الحجاز.
‌ه- المصنع الإسلامي للزجاج:- لصناعة جميع أنواع الزجاج المختلفة الملونة وغير الملونة و صناعة نجفات الإضاءة. 
‌و- مصانع الرخام:- لإنتاج جميع أنواع الرخام
‌ز- المصانع الإسلامية لطحن الغلال والحبوب:-
قامت دولة الخلافة بإيجاد عدد من الطرق الحديثة لطحن الحبوب والغلال بطرق سهلة وميسره وليس كما كان سائداً من قبل ومن بعد في عهد الأئمة حيث أهملت تلك المصانع وعاد الناس للوسائل البدائية ومما ابتكر من وسائل لطحن الغلال منها:-
- طواحين الرياح الهوائية:- وهذه الطواحين كانت تعمل بواسطة طاقة الرياح والتي تحاول حضارة اليوم الوصول إليها بدلاً عن الطاقة وتوجد في المناطق الجبلية والمرتفعة.
 - الطواحين المائية:- وتوجد في الأماكن التي فيها الغيول والعيون وهذه الطواحين كانت تعمل بواسطة تدفق المياه من خزانات مخصصة وتنطلق بقوة اندفاع شديد للماء وتحرك التربينات التي بدورها تحرك الطواحين المائية ومنها على سبيل المثال ما كان في قرية حدة القديمة - صنعاء.
- الطواحين البخارية:- وهذه كانت تعمل بواسطة البخار الناتج عن الطاقة المتولدة من الفحم الحجري ومنها على سبيل المثال الطواحين المتبقية من العصر العثماني في قصر غمدان بصنعاء إلى اليوم.
- الطواحين المجرورة بالحيوانات:- وهذه الطواحين كانت تعمل بواسطة الحيوانات تجرها البغال أو الجمال أو غيرها.
‌ح- مصانع وورش النجارة المختلفة:-
كما وجدت العديد من المصانع وورش النجارة المختلفة والتي كان يتم فيها صناعة:- - الدواليب والكراسي والمكاتب الحكومية وغيرها. - وكذا صناعة صوالين الجلوس والكراسي المختلفة وصناعة الأبواب والشبابيك الضخمة المطعمة بالعاج والنحاس المطلية بماء الذهب.
كاباب اليمن في حينه)
‌ط- مصانع مختلفة الأغراض:-
كما أوجدت دولة الخلافة في اليمن أيضاً عدد من المصانع المختلفة تلبي ما تحتاجه إليه البلد في حينه مثل مصانع الجلود لصناعة الأحذية والحقائب والمستلزمات الجلدية الأخرى ومصانع للصابون ومشتقاته بما يلبي حاجة الجيش والمواطنين وغيرهم. كما كان يتم صناعة الأدوات المنزلية بأشكالها المختلفة وبأذواق رفيعة جداً.
‌ي- مصنع الثلج:-
كما إنشاء العثمانيون مكثفاً للثلج في الحديدة ينتج عشرة أطنان من الثلج يومياً وكان يعمل بمولدات تعمل بواسطة الأيدروجين .
 3. النهضة في مجال المواصلات والنقل: وتشمل ما يلي:-
- السكك الحديدية وإدخال القطارات إلى اليمن. لقد عرفت اليمن القطارات والسكك الحديدية منذ بداية القرن العشري، وكانت هذه المشاريع الاستراتيجية من أهم ما حققته الخلافة الإسلامية العثمانية خصوصاً في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله والذي كان يهدف إلى ربط أجزاء الدولة العثمانية ببعضها البعض وتسهيل انتقال المسلمين لأداء فريضة الحج في الأماكن المقدسة بكل يسر وسهولة وقد اهتم السلطان عبد الحميد الثاني بخط تركيا الشام الحجازة اليمن وكذا كان الاهتمام بخطوط السكة الحديدية الداخلية مبتدئين بخط الحديدة – صنعاء لما لهذا الخط من أهمية كونه يربط العاصمة بالميناء الطبيعي لها. وقد سار أول قطار في اليمن سنة 1911م في حفل افتتاح مهيب حضرة الوالي وكبار رجال الولاية وجمع كبير من المواطنين باعتباره أول حدث تاريخي في حياة اليمن الاقتصادية والعمرانية وقد وصلت السكة الحديدي في خط الحديدة صنعاء إلى منطقة الحجيلة الكائنة جنوب مدينة مناخه باتجاه بلاد أنس وقد توقف العمل في المشروع بسبب قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وكان من نتائجها خروج العثمانيين من اليمن ولما ملكت الإمامة زمام الأمور بعد ذلك رفضت السماح للشركة الفرنسية المنفذة إكمال المشروع إلى صنعاء رغم استلامها للمبلغ كاملاً تمسكاً منها بسياسة العزلة فخسرت اليمن بذلك مشروعاً هاماً كان سيعود على البلاد بأرباح طائلة وخيرات كثيرة والذي كان يمثل شرياناً حيوياً يربط اليمن بغيره في العالم الخارجي وبعد خروج العثمانيين أمر الأمام يحيى باقتلاع ما تم إنشاءه من سكك حديدية في اليمن ولا تزال وثائق وصور ذلك المشروع في اليمن وتركيا.
- إنشاء الطرق والجسور العملاقة:- وقد قامت الحكومة العثمانية في اليمن بشق عدد كبير من الطرق وتعبيدها في الجبال العالية المرتقى والسهول المنخفضة المترامية لربط البلاد النائية ببعضها وتسهيل الانتقال والتي لا تزال أثارها موجودة إلى اليوم في كثير من المناطق كطريق الحديدة وحجة وتعز وغيرها. أما عن الجسور فقد تم إنشاء العديد منها ومنها ذلك الجسر الحديدي العملاق الواقع في طريق حجة عبس في منطقة تسمى الطور والعجيب أن هذا الجسر بطول 42متر وعرض 4 أمتار ولا يوجد له أي عمود يحمله من الأسفل والذي تم صناعته وإنشاءه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1903م ولا يزال موجود إلى اليوم داخل القرية القديمة. 4
. النهضة في المجال العسكري والأمني:
وتشتمل ما يلي:- - بناء جيش إسلامي حديث على أعلى المستويات مسلحاً بأحدث الأسلحة المتطورة في عصره (انظر الصور) - إنشاء مباني ضخمة للجيوش. (انظر الصور) - عمارة الحصون والقلاع في الجبال الشاهقة
5. النهضة في المجال التعليمي والتربوي : كما أن التعليم بمختلف فروعه وتخصصاته كان مجاناً وعلى نفقة الدولة ممثلا في: إنشاء المدارس والجامعات ومنها:- - المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية. - المدارس الفنية. - المدارس الصحية. - المدارس الصناعية. - المدارس العسكرية. - التعليم الجامعي وتخصصاته. - الكليات الصناعية. ( كان باليمن خمس كليات صناعية، تتبع الجامعة الصناعية بصنعاء حالياً "المتحف الحربي")، تحولت في العهد الإمام يحيى إلى سجن عُرف بسجن (الصنائع). - الكليات العليا للمعلمين لتخريج كبار المعلمين ، ومنها دار المعلمين العليا بصنعاء ( مقرها حاليا مبنى السينما الأهلية )، هُدمت في بداية حُكم الإمام يحيى عام 1918م ( بحجة أنها كانت تدرس الفقه السني كما يذكر ذلك البردوني – مجلة الإكليل 1983م). - الكليات العليا للإداريين والمحاسبين(موقعها حاليا في حي خضير صنعاء القديمة وهبها الإمام يحيى لأحد أصهاره) - كلية البنات، ويقع مبناها في ميدان التحرير (هيئة مكافحة الفساد). - الكليات الشرعية( في أماكن ومدن مختلفة ). - الكليات الحربية، (ضمن مباني العرضي/مجمع الدفاع) كان كل ذلك موجوداً لكن مما يؤسف له أنها أغلقت جميعها في بداية عهد الإمام يحيى عام 1918م بعد نهاية العهد العثماني .
6. النهضة في المجال المالي والمحاسبي:-
كما شهدت التجارة إزدهاراً كبيراً ووفق نظم حديثة أهمها:- 1
- نظام التجارة والبنوك.
2- إصدار العملات الإسلامية الذهبية والورقية ومنها الجنيه العثماني وكان أغلى العملات العالمية في حينه
3- أيجاد نظام الشيكات النقدية الإسلامية. 
4- السندات المالية المختلفة.
) 7. النهضة في المجال الطبي والشئون الصحية
كما أن معالم النهضة والتطور قد شمل مجالات الطب والشئون الصحية في صدارتها:
1- إنشاء مدارس الطب والشئون الصحية . 
2- إنشاء المستشفيات الحديثة المدنية والعسكرية. 
(تعطلت في العهد الإمامي وتحولت معظم المباني والمنشئات إلى إسطبلات للخيول ومباني سكنية ومنها على سبيل المثال مبني دار السعادة (المتحف الوطني بصنعاء)).
3- صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية.
4- تأهيل الأطباء والصيادلة المتخصصين
. 5- إنشاء الصيدليات المركزية العامة وتوزيع الأدوية مجاناً.
 8. النهضة في المجال الإعلامي
دخول المطابع إلى اليمن عام 1872م، إنجازاً غير مسبوق في تاريخ المنطقة، ويمكننا اعتبار ذلك العام عام الطباعة في اليمن، كما شهدت المرحلة إنجازات تشريعية في هذا المجال منها: - إصدار قانون للصحافة في القرن التاسع عشر الميلادي. - إصدار قانون للطباعة في القرن التاسع عشر الميلادي. - طباعة الصحف والجرائد في القرن التاسع عشر الميلادي. دخلت المطابع إلى اليمن عام 1872م في العهد العثماني لطباعة الصحف والجرائد والكتب وغيرها كما عرفت اليمن الصحف والجرائد منذ ذلك التاريخ ومنها صحيفة اليمن الصادرة عام 1872م وصحيفة صنعاء الصادرة عام 1876م وقد استمرت تلك الصحف في الصدور إلى بداية القرن العشرين الميلادي وحين تولى الإمام يحيى الحكم عام 1918م أمر بإغلاقها وتوقيفها كغيرها من مجالات النهضة الأخرى.
9. النهضة في المجال القضائي
كما شهدت اليمن نهضة كبيرة في المجال الشرعي، والقضائي على سبيل المثال:
 1- إنشاء المحاكم الشرعية.
 2- إنشاء المحاكم التجارية والأهلية. واهم ذلك
 3- إنشاء المحاكم السيارة (المتنقلة). حيث قامت دولة الخلافة بنشر العدل بين المواطنين وتعيين محاكم سيارة متنقلة على حساب الدولة للتنقل بين القرى والأرياف تيسيراً لحل قضايا المواطنين الذين لا يستطيعون الوصول إل مركز الولايات. (انظر البند 8 من اتفاقية دعان – كالشرط لدولة الخلافة على الإمام يحيى بعدم التعرض لأعضاء المحاكم السيارة مستقبلاً كما كان يفعل من قبل )
10 النهضة في المجال العمراني والإنشائي: كما شهدت اليمن حركة عمرانية متطورة ووفق أسس هندسية غاية في الإبداع والفنون المعمارية في صدارتها الآتي:
1- تخطيط المدن وإنشاء أحياء حديثة في المدن الرئيسية. (كحي بير العزب في صنعاء) وبناء الأبواب الضخمة للمدن (كباب اليمن في صنعاء وغيرها). 
2- إنشاء وتجديد أسوار المدن اليمنية المختلفة. 
3- إنشاء القصور والدور الحكومية.
4- إنشاء الخانات السلطانية لإيواء المسافرين والتي هي عبارة عن دور للضيافة الإسلامية وتقدم خدماتها لنزلائها على نفقة دولة الخلافة، وتحولت في عهد الأئمة إلى مخازن للتجار وغُير اسمها من الخانات السلطانية إلى سماسر ومفهوم في عرف اليمنيين أن السماسر هي الأماكن المخصصة للبهائم والحيوانات الأخرى.
 1- إنشاء الأسواق التجارية الحديثة: (كسوق الملُح، المليح بصنعاء) 
2- بناء المساجد والقباب الضخمة. (كجامع قبة البكيرية بصنعاء، وغيره) والتي تم بناءها بإتقان كبير وتميز ملحوظ تأخذ بالألباب للناظرين إليها والمبنية بأحجار الحبش النادر والمنحوت يتخللها الرصاص والنحاس المطلي بالذهب وأجود أنواع الرخام والمرمر والمطعمة بأنياب الفيلة والمنقوشة بأجمل الزخارف والألوان المختلفة والمحتفظة ببهائها منذ قرابة خمسمائة عام إلى اليوم


 

مواضيع ذات صلة :