من هنا وهناك نُشر

السجن ثلاثة اعوام للصحفي منتظر الزيدي الذي قذف بوش بالحذاء

Imageأصدرت محكمة في بغداد يوم الخميس 12 مارس 2009 حكما بالسجن ثلاث سنوات على الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بحذائه وقال منتقدون ان الحكم له دوافع سياسية.
 وأصدر القاضي عبد الامير الربيعي الذي رأس المحكمة قرار الحكم على الزيدي في جلسة مغلقة لم يسمح فيها للصحفيين او لعائلة الزيدي واقاربه بالدخول. وسمح فقط لمحاميي الدفاع بالدخول الى القاعة.
 وقال المحامي محمد جبار أحد أعضاء فريق الدفاع ان المحكمة ادانت الزيدي وفق المادة 223 من قانون العقوبات العراقي التي تنص بحبس من يحاول الاعتداء على رئيس دولة اجنبية ضيف على العراق بالحبس مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على 15 سنة لكنها اخذت بعين الاعتبار المادة 123 التي تدعو الى تخفيف الحكم لاعتبارات اجتماعية ومهنية.
ويعمل الزيدي في قناة البغدادية التلفزيونية ونال شهرة فورية حين ألقى بفردتي حذائه على بوش خلال مؤتمر صحفي في العراق في ديسمبر كانون الاول حين كان الرئيس الامريكي السابق يقوم بزيارة وصفها بانها زيارة الوداع. وسب الزيدي بوش وهو يرميه بالحذاء قائلا "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي...يا كلب."
وانقض رجال امن أمريكيون وعراقيون على الزيدي واقتادوه خارج قاعة المؤتمر وهم يضربونه.
وكانت المحكمة قد عقدت اولى جلساتها في 19 فبراير شباط وقرر القاضي انذاك تأجيلها للاستفسار من مجلس الوزراء العراقي عن طبيعة الزيارة التي قام بها بوش للعراق وما اذا كانت رسمية او غير رسمية.
وذكر القاضي الربيعي مع بداية الجلسة ان رد مجلس الوزراء جاء بأن زيارة بوش للعراق كانت رسمية. وقال الزيدي للقاضي قبل النطق بالحكم حيث سمح للصحفيين بحضور المرافعة التي سبقت النطق بالحكم "انا بريء..
واملي كبير بالقضاء العراقي ان لا يتعرض للضغوطات." وأضاف "ما فعلته هو رد فعل طبيعي على الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب العراقي."
وقال الزيدي لرويترز ان فريق الدفاع "سيلجأ الى الطعن بالقرار لدى محكمة التمييز العراقية."
ومن جانبه قال ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين ورئيس فريق الدفاع عن الزيدي الذي تألف من 18 محاميا "ان الحكم ثقيل ولا يتناسب مع الاحكام القانونية وطبيعة الحدث."
 وقال السعدي في مرافعته امام المحكمة وقبل النطق بالحكم "ان موكلنا (الزيدي) قد اكد امام المحكمة ان الدافع لفعله هو ما تعرض له الشعب العراقي من قوات الاحتلال التي رشقت العراقيين بالاف الاطنان من الصواريخ والاسلحة المحرمة دوليا."
وطالب السعدي المحكمة "بأن تستوفي المقاصد والدوافع التي دفعت بالمتهم لفعل فعلته...وبالتالي الغاء التهم الموجهة ضده واصدار البراءة له لعدم وجود مبرر لادانته."
وقالت حكومة نوري المالكي رئيس وزراء العراق الذي كان واقفا الى جوار بوش في المؤتمر الصحفي وحاول صد فردة الحذاء الثانية للزيدي ان هذا الفعل بربري.
وأجهشت رقية الزيدي شقيقة الزيدي بالبكاء وقالت "منتظر بطل.. منتظر بطل.. يسقط المالكي عميل الامريكان."
ووصف عدي شقيق الزيدي الحكم بانه "وصمة عار على المحكمة.. وهو حكم ظالم ومسيس ومعد مسبقا."
كما وصف النائب احمد المسعودي من الكتلة الصدرية البرلمانية المناهضة للولايات المتحدة الحكم بأنه "مسيس وهو محاولة للانتقام من الزيدي." واضاف "اعتقد ان القضاة خضعوا للضغوط السياسية لذلك فان الحكم بهذا الاتجاه هو ظالم ومجحف."
 وقال النائب علي الاديب القيادي في حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي "لو كان القضاء يتجه اتجاها سياسيا لكانت العقوبة اكبر لكن هذه المسألة اخذت من الجانب القضائي فقط."
وقال هادي جلو وهو نائب رئيس مرصد الحريات الصحفية وهو منظمة غير حكومية تعني باحوال الصحفيين العراقيين "لم نكن نتمنى ان يحكم على الزيدي بالسجن..
لاننا لا نقبل ان يكون هناك صحفي عراقي خلف القضبان خصوصا في هذه المرحلة." ووصف القرار بانه "صدمة لكل الصحفيين العراقيين."
كما أدانت قناة البغدادية الحكم وقالت في بيان لها "يؤسفنا الحكم الذي صدر على منتظر الزيدي اليوم الخميس بالحبس ثلاث سنوات وفق مادة قانونية غير مناسبة للحادث."
وأضاف البيان "نحن متأكدون من براءته (الزيدي) انطلاقا من تفهم دوافع الفعل الذي قام به في مناخ نفسي متوتر اوجده احتلال بلدنا من قبل الولايات المتحدة الامريكية وضمن دواعي الديمقراطية والحرية...وتفهم الرئيس بوش نفسه ما جرى له بقوله هذه هي الديمقراطية."
وذكرت القناة في بيانها انها تتطلع "الى صدور الحكم ضد الذين اعتدوا بالضرب المبرح على الزميل منتظر عقب الحادث."


المصدر : رويترز


 

مواضيع ذات صلة :