شارع الصحافة نُشر

واشنطن بوست : البرادعى فرصة نادرة أستطاع تغير الشارع المصري في أسبوع

خصصت صحيفة واشنطن بوست افتتاحيتها، للتعليق على المشهد السياسى العالق على مفترق طرق فى مصر، وظهور المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى بصورة المنقذ والمخلص، وقالت الافتتاحية إن البرادعى يمثل فرصة نادرة لإحلال التغيير فى دولة سادتها البيروقراطية واعتراها الفساد، وقالت إنه أطلق سباقا محموما وأشعل مشاعر الأمل والتفاؤل حيال مستقبل أفضل بمجرد تلميحه أنه ربما يكون مهتما بالترشح للرئاسة ولكن بشرط إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
واستهلت الصحيفة افتتاحيتها، مشيرة إلى أن البرادعى لطالما نصب نفسه كزعيم سياسى أكثر منه موظفا للدولة، خاصة بعدما فاز هو وكالته بجائزة نوبل للسلام، وشن سلسلة انتقادات ضد الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش وحاول أن يجد حلا جذريا لبرنامج إيران النووى.
وأضافت "اعترضنا على إساءة استخدام البرادعى لمنصبه فى الوكالة الدولية، ونشعر بالسرور حيال اعتناق خليفته، يوكيو أمانو، لنهجا حرفيا غير حزبى مثلما يتطلب دور الوكالة". ولكن فى الوقت عينه وجد البرادعى مخرجا لطموحاته السياسية "الأمر الذى نراه أكثر ملائمة خاصة لمحاربة الاستبداد الراسخ والمتأصل فى موطن رأسه مصر.
وقالت الافتتاحية إن ملامح الأمل التى شعر بها المصريون حيال عودة البرادعى ظهرت جليا فى استقباله بحفاوة فى مطار القاهرة عندما زار البلاد الشهر الماضى، حيث انتظره المئات بينهم مؤيدو جروب على "الفيس بوك" اشترك به أكثر من 178 ألف عضو.
وأضافت أن الحماس الذى امتلأت به قلوب المصريين خاصة الشباب، بدا غريبا نوعا ما خاصة وأن موظف الأمم المتحدة البالغ من العمر 67 عاماً عاش خارج البلاد لعقود طويلة، ولكن عزت الافتتاحية سبب هذا الشعور إلى اليأس المتأصل فى قلوبهم حيال إمكانية التغيير السياسى فى دولة حكمها شخص واحد لمدة 28 عاما، ويريد تتويج نجله خليفة له.

البرادعي يغير مصر في أسبوع
وذكرت واشنطن بوست أن البرادعى الحائز على جائزة نوبل للسلام أنجز الكثير خلال أجازته التى استغرقت أسبوع فى مصر، فهو تمكن من توحيد صفوف المعارضة وراءه، بينهم كل من جماعة الإخوان المسلمين والديمقراطى الليبرالى، أيمن نور، الذى سجن لتحديه الرئيس مبارك فى انتخابات عام 2005 الرئاسية. وشكل البرادعى حركة أطلق عليها "الجبهة الوطنية للتغيير"، والتى تهدف إلى تغيير الدستور الضرورى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة للبرلمان هذا العام، وأخرى للرئاسة عام 2011.
وأرسل البرادعى رسالة خلال المقابلات التى أجراها لوسائل الإعلام المصرية مفادها أن الرئيس مبارك كان أجدر به أن يدرك أن "التغيير أمر حتمى"، وأن "النظام يجب أن يكون على استعداد لقبول هذا التغيير لتجنب المواجهة مع الشعب".
وأوضحت أن خبراء الشرق الأوسط داخل وخارج الإدارة الأمريكية كانوا أكثر ميلا لرفض برنامج البرادعى، فالكثير منهم يريدون إبقاء الوضع الراهن كما هو عليه، هذا الوضع يدعم فيه نظام مبارك أهداف الولايات المتحدة الأمريكية المتمثلة فى عزل إيران وحلفائها وجمع مليارات الدولارات سنويا فى صورة المعونة الأمريكية. وأشارت الافتتاحية إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا مكتوب بحرص هذا الشهر تقول فيه "إنها ترغب فى رؤية انبثاق عملية سياسية أكثر شمولية فى مصر"، ولكن "هذه قرارات يجب أن تصنعها مصر".
وختمت واشنطن بوست افتتاحيتها قائلة إن حركة البرادعى تمثل فرصة نادرة لتحرير النظام السياسى فى مصر. وغير الرئيس مبارك الدستور عام 2005 للسماح بإجراء انتخابات متعددة المرشحين، وذلك كان نتيجة لضغط إدارة الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش.

 


 

مواضيع ذات صلة :