حوارات نُشر

نبيل الخامري : مشكلتنا مع البنوك وسوق السيارات ما زال واعدا

نبيل الخامري

رجل الأعمال اليمني نبيل الخامري

بين التفاؤل بالمستقبل في اليمن.. وبين ابداء الحسرة على الأوضاع التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة وابقائها في مؤخرة القائمة لدول المنطقة.. تحدث لـ«مال وأعمال» رجل الأعمال الشيخ نبيل الخامري عن عدد من قضايا الاقتصاد والأعمال التجارية في اليمن وتناول جوانب مختلفة منها بتقييم شفاف ورؤية بعيدة المدى..
رجل الأعمال الشيخ نبيل الخامري: مشكلتنا في البنوك التجارية.. وسوق السيارات مازال واعداً 


  • حاوره / فؤاد القاضي

كأحد رجال الأعمال المعروفين في البلد.. كيف ترى واقع الاستثمار والعمل التجاري في اليمن؟
واقع الاعمال في اليمن حقيقة يشهد انطلاقة كبيرة، واعتقد المتابع البسيط يلاحظ اقامة مراكز تجارية كثيرة ووجود حركة تجارية واستثمارية واسعة في مختلف المحافظات والمدن اليمنية، وبالذات المراكز والأعمال المميزة في العاصمة صنعاء، وهذا يدل على أن هناك حراكاً تنموياً كبيراً وقابل للتطور والتوسع أكثر وأكثر في غضون السنوات القليلة القادمة. 

نفهم من كلامك انك متفائل بمستقبل الاستثمار والعمل التجاري في اليمن مع أن هناك من يقول العكس في ظل وجود بعض الاحداث والحوادث المتفرقة في الساحة اليوم؟
نعم.. أنا متفائل، ولاننسى أن عمر الثورة اليمنية قد تجاوز الاربعين سنة.. وطوال فترات مابعد الثورة لم تسلم البلاد من وقوع احداث، واثارة مشاكل لنشر البلبلة في البلد ولكنها في الأخير انتهت وكانت اشبه بفقاقيع ظهرت ثم مالبثت أن تلاشت إلى غير رجعة.. فما بالك اليوم وقد تحقق لليمن الكثير من الانجازات الكبيرة والمنجزات العملاقة.. ونحن لن نقارن ماتحقق في اليمن مع ما تحقق في دول مجاورة.. ولكن بالمقارنة مع ما كان عليه الحال قبل أربعين عاماً.. وهنا سندرك أن اليمن قد قطعت خطوات هامة إلى الأمام واجتازت مراحل لايمكن الاستهانة بها. 

وماذا عنكم وعن قطاعات الأعمال التي تزاولونها.. وماهي الانجازات التي يمكن أن تتحدثون عنها..؟
نحن من المجموعات التجارية الرائدة بالبلد حيث أسسها الوالد-رحمه الله-في وقت مبكر من تاريخ اليمن الحديث، وفي خمسينيات القرن العشرين.. وكانت بداية التأسيس من عدن ثم السعودية ثم في صنعاء.. وخلال مسيرة مجموعتنا شهدت عمليات تطوير وتوسعة متواصلة وارتياد العديد من المجالات التجارية والاستثمارية.. وبالذات في مجال العقارات كمجال رئيسي.. ثم مجالات السيارات والمعدات.. بالإضافة إلى الأعمال التجارية الأخرى خارج البلد.. ومنها بوجه خاص الاستثمار في العقارات وفي سوق الأوراق المالية وبالسندات.

وماذا عن الجديد والمستقبلي في مشاريعكم؟
لدينا مشاريع جديدة ومستقبلية عديدة.. فنحن الآن بصدد تدشين مشروع سلسلة مطاعم الطازج التابع لشركة فقيه السعودية وسيكون الافتتاح لها في غضون شهرين، ولدينا مشروع آخر هو مشروع شركة جنرال موتورز الامريكية للسيارات والمعدات، وهي شركة تتكون من عدة شركات تابعة ايضاً لشركة جنرال موتورز وهي شركة دايو «الكورية سابقاً» وشركة أويل الالمانية وبعض منتوجات شركة ايسوزو اليابانية، وشركة سان.. بالإضافة إلى كاديلاك وهامر والشفرولية وجي إم سي.

يعني أنتم الآن في المراحل النهائية أو شارفتم على انجاز المشروعين؟
نعم.. شارفنا على الانتهاء، حيث أن شركة جنرال موتورز توقفنا أربع سنوات والسبب كان عدم وجود نفط خالٍ من الرصاص لدينافي اليمن، ولكن الآن وبعد أن افتتحت وزارة النفط مؤخراً أكثر من محطة للتزود بهذا النوع من النفط في صنعاء، فقد اعطتنا شركة جنرال موتورز الضوء الأخضر للبدء بالعمل رسمياً واشترطوا علينا قبل البدء بتسويق منتجاتهم اعادة بناء مركز الصيانة كاملاً، ونحن لدينا في شارع الستين مركز صيانة يتم الآن تحديثه بأكثر من 3.5 مليون دولار، وقد شارفنا على الانتهاء من عملية التحديث الشاملة للصيانة والمعرض.

وهل تتوقعون تحقيق نجاحات كبيرة لهذين المشروعين أو لمشاريعكم المستقبلية ككل، مثلما تحقق لمشاريعكم الحالية؟
نعم.. ونحن نحرص على تمثيل أكبر البيوت التجارية والعملاقة في العالم مثل شركة جنرال موتورز التي تعد أكبر شركة في العالم سواء من حيث رأس المال أو من حيث حجم انتاج السيارات.

من الواضح وجود تنافس شديد بين وكالات استيراد السيارات باليمن ودخول أنواع جديدة من السيارات إلى السوق اليمنية.. فهل مايزال بالإمكان لهذا السوق استيعاب كميات أو اعداد كبيرة من السيارات، وبالذات السيارات باهظة الثمن في ظل موجات الغلاء العالمية القائمة؟
 أخي العزيز.. لو عملنا تقييم للسوق اليمني أو مايشهده من تنافس، سنجد أن الشركات الأساسية والأكثر شهرة معظمها غائبة عن السوق اليمنية والتنافس الموجود منذ خمسين عاماً هو بين شركة تويوتا وبعض الشركات الأخرى، وقبل أربع سنوات دخلت ثلاثون شركة كلها صينية وقد توقفت أغلبها إن لم يكن جميعها.. ولاحظ أن شركة مازدا غائبة منذ خمسة وعشرين عاماً.. وشركة أوبل متوقفة حوالي عشر سنوات لعدم وجود النفط الخالي من الرصاص.. ولذلك اعتقد أن جنرال موتورز سيكون لها تواجد كبير في اليمن.. لأنها الاكثر تواجد في دول الجوار منذ عشرات السنين.

ولكن المستوى المعيشي لمواطني دول الجوار مختلف عما هو موجود في اليمن؟
أنا كنت أفكر هكذا أيضاً، ولكن عندما أجريت تقييم وجدت أن شركة «ناتكو» بدأت مع شركة بورش للسيارات وهي أغلى سيارات في العالم وتعتبر من سيارات الرفاهية وليس للاستخدام اليومي، ومع ذلك نجحت «ناتكو» في بيع اعداد غير قليلة من هذه السيارات، وهو مايعني وجود كثير من الناس لديهم قدرة شرائية جيدة. 

طبعاً.. أنتم لكم باع طويل في استيراد وتجارة السيارات ومنذ سنوات طويلة.. فهل فكرتم بإقامة مصنع تجميع السيارات أوصناعة قطع منها، كما فعل نظراؤكم في عدة دول عربية؟
حقيقة الفكرة موجودة لدينا منذ زمن.. بإنشاء مصنع لتجميع بعض الموديلات وليس كلها أسوة بمصانع في جمهورية مصر الشقيقة وعلى أن يكون في المنطقة الحرة بعدن والغرض منه ليس اليمن بل القرن الأفريقي كاملاً بحكم الموقع الاستراتيجي لعدن. 

تقصد أنه بالامكان اقامة مشروع كهذا في السنوات القليلة القادمة؟
نعم.. ومشروع كهذا يحتاج فقط إلى مزيد من الاستقرار السياسي وتوقف مايثير بعض البلبلة بالبلد ومايعرقل تنفيذ البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس ويعرقل أيضاً جهود تسريع وتائر التنمية.

وهل هناك عراقيل أخرى تواجهكم كمستثمرين وقطاع تجاري أو تعرقل اعمالكم؟
أكبر العراقيل التي تواجهنا حالياً هي البنوك التجارية، فهي الآن كلها تأخذ أموال المودعين وتذهب بها إلىالبنك المركزي للاستثمار في أذون الخزانة، وأنا اعتقد أن هذه من أهم العراقيل التي قد توقف عجلة التنمية، لأن من المفترض أن وجود البنوك التجارية يساهم في مساعدة رجال الأعمال بتحريك عجلة التنمية في البلد واعطائهم التسهيلات.

وماذا عن العراقيل الأخرى مثل غياب البنى التحتية والمناطق الصناعية، أو مشاكل الأراضي أو الروتين والفساد في الجهات الحكومية.. إلخ والتي يتحدث أو يشكو منها رجال أعمال ومستثمرون باستمرار؟
كما قلت، البنوك هي المشكلة الأكبر والأبرز ولو كانت الدولة جادة في الارتقاء بالأعمال التنموية لمنعت البنوك التجارية من الاستثمار في أذون الخزانة التي تم اللجوء لها لسحب السيولة من المواطنين لايجاد نوع من الاستقرار النقدي واستقرار سعر صرف الدولار.. ولكن ماحدث هو العكس حيث تسابقت حتى جهات حكومية من خلال صناديقهافي استثمار أموالها في أذون الخزانة. وبالنسبة للعراقيل والمعوقات الأخرى هي موجودة بالفعل إلا أن تأثيرها لا يصل إلى درجة مانعانيه من مشكلة البنوك.. ونحن نحاول تجاوز تلك العراقيل بقدر مانستطيع وبكل الامكانات المتاحة.. ولايعني هذا قبول التعايش معها كأمر واقع بل أننا نتمنى ونطالب الجهات المختصة القيام بدورها لإزالة تلك العراقيل لأنها ايضاً اسباب لها تأثير في تشويه صورة الاستثمار باليمن وتطفيش رجال الأعمال والمستثمرين.. وللعلم أننا ومنذ حوالى ثماني سنوات نقلنا جزء من أعمالنا إلى دبي للاستثمار في المجال العقاري وكذلك في السندات والأسهم بسوق الأوراق المالية والسبب وجود إدارة ممتازة هناك-في دبي-وقوانين ملائمة وتسهيلات بنكية جيدة.. إلى جانب ماتشهده الدول الخليجية في الآونة الأخيرة من نهضة اقتصادية شاملة.. وقد تحقق لنا نجاحات وانجازات كبيرة، هناك خلال الثماني السنوات.. والمرء يشعر بالحسرة لأنه لم تتحقق في اليمن.. ومع ذلك نتمنى أن تستفيد حكومتنا مما يجري حالياً بالدول المجاورة لإنجاز الشيء الممكن منه في بلادنا.

سؤالنا الأخير.. ماهي فلسفة الشيخ نبيل الخامري في الحياة أو الحكمة التي اعتمدها حتى جعلت منه رجل أعمال ناجح؟
حكمتي في الحياة هي أن الحياة ليست مجرد اقتناص فرص أو ضربات حظ, ولكن أن الحياة كفاح وأي نتائج تريد الحصول عليها ترتبط بمقدار الوقت الذي تخصصه لها في حياتك للعمل الجاد والركض السريع وراء تحقيق الهدف، وكذلك الاعتماد وحرصك الدائم على تنمية وتطوير ذاتك وقدراتك وامكانياتك. 

 

مواضيع ذات صلة :