حوارات نُشر

محمد التميمي لـ"الاستثمار نت" : العالم العربي لم يحرر حتى الآن وثورات الشعوب ما هي إلا « تسونامي »

الثورات العربية تعبيراً حقيقياً عن عدم قدرة المواطن العربي التحمل أكثر لمصطلحات « القهر.. الظلم ..الطغيان » التي تمادى بها الحكام وأصروا على معايشتها في هذا الوطن العربي العريق.. وطال ذلك دون رحمة بمواطنيهم .. إلي أن انفجرت الشعوب لتصنع حريتها ؛ولتعبر عن إرادة الشعوب ؛ وشرعية الحكام العرب الذين استمدوا حكمهم من الاستعمار القديم الذي أحتل العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى. هذه جزئية بسيطة من خلاصة ما خرجت به الزميلة « إلهام محمد علي » من خلال الحوار الذي أجرته مع السيد / محمد أسعد احمد بيوض التميمي «مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية» خاص لـ"الاستثمار نت "، والذي شبه الثورات بـ(تسونامي) قال أنه سيبطش الأنظمة العربية مهما بلغت من قوتها ، وأن العالم العربي لم يحرر حتى الآن وبه 23 إسرائيل..!!، مبيناً أن قناة الجزيرة لعبت دورا أساسياً في تحريض الشعوب العربية على واقعها، كما أكد أن انشقاق قيادات الجيش اليمني هو حماية لأنفسهم من المحاسبة حيث أنهم صاروا على قناعة بأن النظام ساقط لا محالة.. وهناك الكثير من النقاط المهمة التي ألقى عليها الضوء خلال هذا الحوار .. فإليكم التفاصيل ..
 

ما هو تعليقكم على أحداث الثورات العربية الحالية ..؟
إن الثورات العربية الحالية هي ثورات حقيقية ،وهي تعبيراً حقيقياً عن مدى القهر والظلم والطغيان الذي قد بلغ مداه لدي الشعوب العربية,فلم تعد تحتمل مزيدا من هذا الظلم والقهر والطغيان، فوصلت هذه الشعوب إلى الكتلة الحرجة التي كان لا بد أن يحصل عندها الانفجار وإزالة حاجز الخوف والرعب الذي بناه الحكام المتسلطون على رقاب الأمة والذين حملوا على رقاب الأمة تحميلا والذين هم فاقدون للشرعية.

حركة الشعوب الحالية هي كالمياه الكثيفة المحجوزة خلف سد انفجر سيجرف كل من يقف أمامه مهما بلغت قوته.

فشرعية الحكام العرب إما مستمدة من الاستعمار القديم المباشر الذي احتل العالم العربي بداية من نهاية القرن التاسع عشر وبعد الحرب العالمية الأولى وإما من الانقلابات العسكرية التي صنعتها المخابرات الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية بداية من انقلاب حسني الزعيم في سوريا عام 1949 ومروراً بانقلاب 23 يوليو 1952 في مصر وجميع الانقلابات العسكرية في العالم العربي.
 

ألا نعتقد أن تلك ثورات عربية على الطغيان الاستعماري ؟

هي انقلابات واغتصاب للسلطة بالدبابات سُميت ثورات ، وهي ثورات مزيفة وغير حقيقية جلبت لنا الخراب والدمار والهزائم والسخائم والكوارث والفقر والجوع والظلم والقهر.
 

قناة الجزيرة الإخبارية لعبت دورا أساسياً في تحريض الشعوب العربية على واقعها الرديء وإنضاج وعيها

وما هي الثورات الحقيقية ؟

الثورات الحقيقية هي الثورات الشعبية الحالية والتي بدأت في تونس،هي تعبيراً حقيقياً عن إرادة الشعوب العربية وهذه الثورات ما هي إلا(تسونامي) لن يكون أي نظام عربي مهما بلغ من الظلم وامتلك من أدوات البطش والإجرام بمنأى عنها،فحركة الشعوب أشبه ما تكون بحركة مياه عميقة محجوزة خلف سد ستجرف كل من يقف أمامها مهما امتلك من القوة، وهذه الثورات هي التي ستحرر العالم العربي وستجلب له الحرية.
 

بمعنى أن العالم العربي ليس محرراً حتى الآن ؟

نعم .. فالعالم العربي لم يُحرر حتى ألان وكل من يقول غير ذلك فهو لا يفقه في السياسة وليس لديه ثقافة سياسية ولا وعي سياسي وأكثر من ذلك أقول بأن العالم العربي فيه (ثلاثة وعشرين إسرائيل) وليس (إسرائيل) واحدة،فجميع الأنظمة العربية ما هي إلا( إسرائيليات) وجميعها في خدمة(إسرائيل) الأم التي تغتصب فلسطين .
 

هل دور قناة الجزيرة الإخبارية فعال ومواكب للأحداث ، أم تحريضي كما يعتقد البعض ..؟
إن قناة الجزيرة علامة فارقة في تاريخ الإعلام العربي، فقبل الجزيرة لم يكن هناك إعلام عربي، فهي لا شك قد لعبت دورا أساسياً في تحريض الشعوب العربية على واقعها الرديء وإنضاج وعيها ,وبالفعل إن دورها فعال ومواكب للأحداث.

وسيعترف العرب إن الجزيرة أصابت الأنظمة العربية بالذعر والخوف والرعب والجنون,فالهجوم على الجزيرة من قبل الأنظمة هو نتيجة لدورها الفعال الذي تقوم به ( فحقا إننا نعيش في عصر الجزيرة).
 

بالرغم من محاولاتهم لسرقة الثورة .. إلا أن الإخوان سيكون دورهم محدود وهم ليسوا بالحجم والقوة التي كان يصورها إعلام الأنظمة الساقطة الآيلة للسقوط.

ما هي وجهة نظركم بخصوص دور الإخوان المسلمين السياسي في مصر خلال المرحلة المقبلة ..؟ وهل خروج طارق وعبود الزمر يشكل دور هام لتدعيمهم..؟
«دور الإخوان المسلمين في مصر خلال المرحلة القادمة سيكون محدوداً، والمرحلة القادمة ستظهر قوتهم الحقيقية، » فهم ليسوا بالحجم والقوة التي كان يصورها إعلام النظام البائد ,فهو كان يستخدمهم كفزاعة للغرب من أجل بقائه في السلطة ليقول للغرب إما أنا وإما الإخوان المسلمين,وهم في عهد مبارك كانوا يقومون بدور متفق عليه مع أمن الدولة ومع ولده جمال وكانوا جزء من حملة التوريث ,فكان موقفهم من التوريث ضبابي ومبهم ومختصر بكلمة «لعم أي لا ونعم» ,وهم كانوا ضد الثورة في البداية ,ففي يوم 25 يناير صرحوا بأنهم لن يُشاركوا في مسيرات الغضب حتى لا يعكروا صفو يوم عيد الشرطة وبعد ذلك حاولوا أن يركبوا الموجة فجاءوا بالقرضاوي ليخطب في ميدان التحرير ليسرقوا به الثورة ولكن كان خطبته رديئة ومحاولة فاشلة,والإخوان لن يكونوا في المرحلة القادمة إلا كومبارس وليسوا قادة لها .
أما بالنسبة لعبود الزمر وطارق الزمر فهما يحملان رؤيا ووجهة نظر وقناعات مخالفة للإخوان المسلمين ولا يحملون نفس المفاهيم ,وهناك خلاف عقائدي بينهم وسياسي ووعيهم السياسي مختلف وفهمهم للواقع مختلف وتعاملهم مع هذا الواقع مختلف، لذلك مناهجهم وبرامجهم مختلفة ولكن من خلال المقابلات التلفزيونية واللقاءات الصحفية لعبود وطارق الزمر تبين لي أن هناك تطور في الأسلوب لديهما في التعامل مع الواقع ووعي سياسي عالي وفهم للمرحلة وكيفية التعامل معها ودون التنازل عن الثوابت العقائدية لديهم,فهما لن يكونا جزء من الإخوان بل .
 

إذا ماذا تتوقع للمرحلة القادمة بين عبود وطارق الزمر والإخوان المسلمين؟

«أتوقع بأن يقوم الإخوان المسلمين بمحاربتهما خاصة وإن هما قد تحدثا عن الإخوان بروح إيجابية وغير صداميه رغم أنهما غيرمتفقين معهم بالمنهج لذلك » سيكون لعبود وطارق الزمر حالتهم السياسية الخاصة بهم وهذه الحالة لها أنصارها في جميع أنحاء مصر فسنشهد لها في المرحلة القادمة انتشار واسع وحضور كبير بين الناس .
 

الأجهزة الأمنية في العالم العربي ما هي إلا عصابات إجرامية لا تعرف الشفقة ولا الرحمة وظيفتها سحق الكرامة والإنسانية للشعوب العربية.

من وجهة نظرك ما هو موقفك من ردود الأفعال المطالبة بإقالة الأجهزة الأمنية للدولة بعد الثورة..؟
«يجب إعادة تشكيل هذه الأجهزة وبناءها بناءاً جديداً على أساس أنها أجهزة تابعة للدولة وحريصة على الشعب والوطن ومقدراته وأمنه، وليس أجهزة تابعة للنظام وحريصة عليه وعلى أمنه وتحمي » السُراق والحرامية والنهابين اللصوص والفاسدين والمفسدين والمجرمين بحق الوطن والشعب « من خلال بث الرعب والخوف في قلوب الناس,فالثورة تعني التغيير الكامل والشامل في المجتمع والدولة وإعادة صياغة المفاهيم والقيم والأساليب صياغة جديدة بما يُعزز الحرية والعزة والكرامة عند الشعب وبما يشعر الشعب بأن الوطن هو ملكه فيدافع عنه بكل ما أوتي من قوة وبالغالي والنفيس وليس ملك عصابات حاكمة » فالأجهزة الأمنية في العالم العربي ما هي إلا عصابات إجرامية لا تعرف الشفقة ولا الرحمة وظيفتها سحق الكرامة والإنسانية للشعوب العربية .
 

هل مطالبة حماس من الحكومة المصرية الحالية بفتح باب للتصالح والحوار له مغزى خلال تلك الأيام ..؟ وما تفسيرك للغارات الإسرائيلية على غزة ..؟
إن طلب حركة حماس من الحكومة المصرية الحالية بفتح باب المصالحة والحوار يهدف إلى إنجاز المصالحة على أساس شروط جديدة غير الشروط التي وضعها(عمر سليمان مدير المخابرات المصرية السابق ) فورقة المصالحة بالكامل هو الذي وضعها ووضع شروطها بالاتفاق مع( أبو مازن) من أجل وضع حماس تحت الأمر الواقع..،حيث أن النظام السابق كان يساند(أبو مازن) بناء على طلب اليهود،فألان توجد فرصة للتخلي عن هذه الورقة ووضع ورقة تضمن شروط جديدة .

بطاقة تعريفية


أما بالنسبة للغارات(الاسرائييلية)على غزة فهي تدل على أن هناك خلاف بين القيادة العسكرية لحماس المتمثلة بكتائب القسام والتي يقودها(أحمد الجعبري) التي رفضت زيارة(أبو مازن) لغزة وبين قيادة حماس السياسية المتمثلة بـ(إسماعيل هنية) والتي رحبت بالزيارة،فمن اجل منع هذه الزيارة قامت حماس بإطلاق ثمانين صاروخ على الكيان الغاصب من اجل تصعيد الوضع العسكري ومنع(أبو مازن)من زيارة غزة مع إن الذي اتفق على التهدئة وعدم إطلاق الصواريخ هم كتائب القسام ، ومما يدل على هذا الانقسام تصريح(إسماعيل هنية) بعد الغارات بأن حماس لا زالت تحافظ على التهدئة .

 

القادة العسكريين في اليمن يحمون أنفسهم بالانشقاق

كيف ترى انشقاقات بعض قيادات الجيش اليمني المعروف عنها فسادها من قبل الشعب.. ؟
إن انشقاق هذه القيادات هو حماية لأنفسهم من المحاسبة حيث أنهم صاروا على قناعة بأن النظام اليمني ساقط لا محالة، فركبوا الموجة قبل أن تقتلعهم ،فالانتهازيون دائما يقفزون من المركب وهو يوشك على الغرق .
 

ما هي كلمتك الموجة للرئيس اليمني والليبي في هذا الوقت العصيب ..؟
كلمتي للرئيس اليمني والليبي في هذا الوقت أقول لهما بأن مكانهما في مزابل التاريخ إلى جانب جميع الطواغيت والمجرمين في التاريخ وإلى جانب زين العابدين ومبارك قد أصبح جاهز،فمهما حاولتما التشبث بالسلطة ومهما قتلتما وذبحتما فلن ينفعكما ذلك،فالشعب اليمني والليبي وجميع الشعوب العربية قد استيقظوا ,فها هم ينفضون عنهم غبار التاريخ وذل الأيام ولن يرضوا عن الإطاحة بكما بديلاً ،فارحلا إلى مزابل التاريخ حيث المكان الذي يليق بكما .


 

مواضيع ذات صلة :