رمضانيات نُشر

يهل رمضان الـ25 على ( عم علي ) والشارع نومته المعتاده بجانب التمر

Imageمنذ أكثر من ٢٥ عاماً، اعتاد على إبراهيم البالغ من العمر ٤٨ عاماً المجىء إلى منطقة الأزهر لبيع البلح الأسوانى ، ففى كل عام ينظر إلى السماء ليرى اكتمال القمر ليلة النصف من شعبان ليشد ترحاله متوجهاً إلى القاهرة ليقضى فيها ١٥ يوماً يبيع فيها البلح حتى بداية رمضان ثم يعود مرة أخرى إلى بلده لقضاء رمضان مع أولاده.

رحلة سنوية كُتبت على جبينه يقطع فيها مئات الكيلومترات عبر قطار (النوم)، حيث اعتاد أن يأتى سنوياً من بلدته الرمادى فى محافظة أسوان ثم يتوجه إلى شارع المعز لدين الله بمنطقة الأزهر، حاملاً على كتفيه (مقاطف) لبيع البلح هناك.

عرف على بيع البلح عن طريق أحد أصدقائه الذى تعرف عليه أثناء قضائه فترة الخدمة العسكرية والذى دعاه لبيع البلح أثناء الإجازات فى منطقة الأزهر لعمل أموال يستطيع أن ينفق منها على نفسه.

على أحد الأرصفة يجلس "على" أمام أحد البازارات واضعاً أمامه (المقاطف) المليئة بالبلح (السكوتى) و(البرتمودى) و(الجنديلا) و(الملكانى) و(العينات)، جميعها من أنواع البلح الفاخر ولا يتعدى سعر الكيلو من أى نوع الـ٢٠ جنيهاً.
يبدأ على عمله من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، ثم يترك المقاطف عند أحد البازارات ليعود ويأخذها فى اليوم التالى.

النوم بجانب البلح طعم تاني


أحياناً ترفض المحال أن تتحمل مسؤولية بضاعته، لذلك يضطر إلى النوم إلى جوارها فى الشارع حتى لا يسرقها أحد، كما يحرص على أن يحضر معه ٣ جلبابات يغير فيها طوال الـ١٥ يوماً.
ولعدم وجود مكان يسكن فيه يضطر على إلى الاستحمام فى المساجد بمنطقة الأزهر، حتى يعود إلى منزله.
يعيش على فى مصر على أكل الكشرى والفول والطعمية والمش والعيش الصعيدى الذى يحضره معه من بلده، (أصل الأكل فى الحُسين سياحى ومأقدرشى على ثمنه وأنا ما بصدق أكسب قرشين علشان خاطر العيال).

يعيش على فى مصر على أكل الكشرى والفول والطعمية والمش والعيش الصعيدى الذى يحضره معه من بلده، (أصل الأكل فى الحُسين سياحى ومأقدرشى على ثمنه وأنا ما بصدق أكسب قرشين علشان خاطر العيال).

مضايقات كثيرة يتعرض لها على من أصحاب المحال والبازارات ومن رجال الشرطة الذين يقبضون عليهم باستمرار لعمل تحريات عنهم، حيث قال على: (الحكومة تُطاردنا وكأننا متسولون أو حرامية بالرغم من أننا لا نُضايق أحداً ولا نحدث ضوضاء فى المنطقة مثل الباعة الجائلين .

كما أن الصعيدى الأسوانى لا يعرف البلطجة، وهو أيضاً وجه مشرف، ولا يهمه سوى صورة بلده، وأكبر دليل على كلامى هو أن السياح الأجانب الذين يأتون إلى منطقة الحُسين يقفون ليشتروا منا البلح، وأحياناً يطلبون التصوير معنا بملابسنا الصعيدية وبشرتنا السمراء).
 
على ينظر إلى البلحة يعرف نوعها بمجرد النظر إليها، حيث قال: الخبرة ومدة العمل الطويلة فى البلح جعلتنى أفرق بين البلح الصعيدى عن أى بلح آخر.

 

مواضيع ذات صلة :