مصارف وشركات نُشر

الشركات الشرق أوسطية تتجه نحو الأسواق التقليدية

Image قال مدير أسواق مال الدين في "إتش إس بي سي أمانة" محمد داود إن سوق الصكوك، أو السندات الإسلامية شهدت تحولاً كبيراً خلال الأشهر الأخيرة، وهو دخول الولايات المتحدة كمستثمر في هذه السوق.
وأضاف أن سوق الصكوك تعرضت لاختبار عسير خلال الـ18 شهراً الماضية.
وأضاف أنه بعد خمس سنوات من النمو في الإصدار، والحجم، وشهية المستثمرين، سجل العام الماضي انكماشاً بنسبة 50% في قيمة الصكوك التي تم إصدارها.
وشهد النصف الثاني من عام 2008 والربع الأول من هذا العام إغلاقاً لهذه السوق من الناحية الفعلية.
وأشار إلى أنه بينما كانت الحكومات والشركات من الدرجة الاستثمارية في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا تصدر مبالغ قياسية من السندات في الربعين الأول والثاني من هذا العام، كانت نظيراتها الشرق أوسطية تصدر هي الأخرى، لكن في الأسواق التقليدية وليس في سوق الصكوك.
ورأى داود أن كثيراً ما يلقي باللائمة في جفاف هذه السوق على انتقاد شهير وجهه لهيكل صكوك المرابحة عالم الدين البارز، الشيخ تقي عثماني عام 2008.
بيد أن الأمر الذي كان له أثراً سلبياً أكبر هو أزمة الائتمان العالمية التي ضربت ضربتها بعد ذلك بوقت قصير.
ولفت إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تطورات تدل على وجود تحول كبير في هذه السوق له مضامين عميقة.
فقد ظهر مشترون وبائعون جدد في الوقت نفسه الذي اكتشف فيه المشاركين التقليديين مرة أخرى شهيتهم للدين الإسلامي.
وأوضح أن الصكوك التي أصدرتها إندونيسيا بقيمة 650 مليون دولار في أبريل أعادت افتتاح السوق من جديد.
ومنذ ذلك الوقت جمعت البحرين 750 مليون دولار، وبعدها طرقت شركة الكهرباء السعودية باب السوق المحلية لجمع 1.9 مليار دولار عبر طرح صكوك بالريال السعودي، مضيفاً أنه إذا درسنا تفاصيل هذه الإصدارات لوجدنا أن هناك توجهات جديدة بدأت بالظهور، ولعل أهم هذه التوجهات ظهور الولايات المتحدة مصدرا للمستثمرين في الصكوك.
 ورأى أنه من الناحية التاريخية، لم يكن للولايات المتحدة وجود بارز في قوائم المستثمرين الذين تتمنى الجهات المصدرة وجودهم، ذلك أن عملية التوعية المطلوبة لإقناع المستثمرين الأمريكيين بشراء فئة الموجودات هذه كانت مستهلكة للوقت ومكلفة جداً، دون أن يكون هناك ضمان لنجاحها. وفي أوقات الرخاء، كان هناك طلباً كبيراً على هذه الصكوك من منطقة الشرق الأوسط ومن أسيا.
وأكد داود أن بنك "إتش إس بي سي" الذي يسوّق الصكوك السيادية الإندونيسية هذا العام، تلقى طلباً قوياً من المؤسسات الأمريكية دون أي توعية مسبقة بالصكوك. وذكر أن الولايات المتحدة ليست قطاع المستثمرين الجديد الوحيد الذي دخل على الخط.
فقد أصبحت البنوك الاستثمارية الخاصة مهتمة هي الأخرى، خاصة إذا علمنا أن 10% من إصدارات الصكوك تكتتب فيها هذه الفئة. ولعله من غير المفاجئ أن يجد المستثمرون أن هناك جوانب مغرية في الصكوك، في ضوء تذبذب فئات الموجودات الأخرى.
 لكن على غرار قاعدة المستثمرين الأمريكيين، فقد ظهر الطلب فجأة.
 وقال أن دخول هؤلاء المستثمرين الجدد إلى السوق إنعكس على مستوى الاكتتابات. فقد تمت تغطية الإكتتاب في الصكوك التي طرحتها البحرين بقيمة 750 مليون دولار خمسة أضعاف ما هو مطلوب، والصكوك الإندونيسية سبعة أضعاف، إذ تلقت التزامات قيمتها 4.6 مليارات دولار. وفي كلتا الحالتين سمح هذا الاهتمام القوي للمقترض بإصدار صكوك بأسعار أكثر تشدداً مما ورد في النشرة الإرشادية.
وفي حالة البحرين سمح بزيادة الإصدار من 500 إلى 750 مليون دولار.
وكان الإقبال على الصكوك التي أصدرتها شركة الكهرباء السعودية أكبر، إذ تلقت التزامات تزيد قيمتها على 20 مليار ريال سعودي (5.3 مليارات دولار).


المصدر : وكالات


 

مواضيع ذات صلة :