اقتصاد يمني نُشر

إرتفاع سعر الذهب يضعف القبول على المعادن الثمينة بالمنطقة

قال تقرير مجلس الذهب العالمي في دبي ان اجمالي الطلب المُسجل على الذهب في الربع الثالث من عام 2009 وصل الى 800.3 طن، أي ما يعادل 24.7 مليار دولار أميركي، مسجلاً زيادة قدرها 15% عن الربع الثاني. ويرجع ذلك الى أن مميزات الاحتفاظ بالذهب كقيمة وثروة لا تزال مصدر جذب لكلٍ من المستثمرين والعملاء. كما ارتفعت نسبة الطلب على المجوهرات والاستثمار في الأسواق غير الغربية بعد أن سجلت انخفاضًا كبيرًا في الربع الأول، بينما بدأ الطلب على المشغولات من الذهب في استعادة مكانته، استجابةً للتحسن في الأحوال الاقتصادية.
ومع ذلك، يشير تقرير توجهات الطلب على الذهب للربع الثالث من عام 2009 امس عن مجلس الذهب العالمي الى انخفاض بنسبة 34% عن مستويات العام الذي سبقه بسبب الزيادة القوية غير المتوقعة التي تحققت في الربع الثالث من عام 2008، حيث شهدت هذه الفترة ارتفاعاً شديدًا على الطلب في رد على الأزمة المالية العالمية وفي وقت استجابت فيه العديد من الأسواق غير الغربية بانخفاض أسعار الذهب خلال هذا الربع من العام. ومن أجل معالجة ذلك، قام مجلس الذهب العالمي بمقارنة الربع الثالث من عام 2009 بمتوسط الطلب في الربع الثالث على مدى خمسة أعوام حتى عام 2007، والذي أظهر انخفاضًا بالطن بلغ 4% على هذا الأساس.

الطلب في المنطقة
وقد انخفض الطلب على الذهب في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الثالث من عام 2009 بنسبة ثلاثة أضعاف، مقارنة بالزيادة القوية غير المتوقعة التي سجلها الطلب في الربع الثالث من عام 2008، لكنه ارتفع بمقدار 6% في مستويات الربع الثاني من عام 2009. وبالنظر الى مقارنة الربع الأخير بالنتائج التي تم تسجيلها على مدى خمس سنوات، يتبين وجود انخفاض الطلب بالطن بنسبة 14%. وبالنسبة للطلب على المجوهرات في الربع الثالث من عام 2009، فقد سجل انخفاضًا بنسبة 34% مقارنةً بالربع الثالث من عام 2008 (لكنه حقق ارتفاعًا بنسبة 2% مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي)، وعلى الجانب الآخر، انخفض الطلب على استثمارات التجزئة بمقدار 11% مقارنة بالربع الثالث من عام 2008 (لكنه شهد ارتفاعًا بلغ 71% مقارنة بالربع نفسه من العام في السنة الماضية).
وقال أرام شيشمانيان، المدير التنفيذي لمجلس الذهب العالمي: في الوقت الذي تلوح فيه علاماتٍ تشير الى تحسن مستويات الطلب على الذهب في المنطقة، فمن السابق لأوانه أن نقول متى يمكن لنا أن نرى العودة مرة أخرى الى المستويات المعهودة بشكلٍ أكبر بالنسبة للطلب؛ فقد أصبح سعر الذهب المرتفع، والتذبذب الذي شهده السعر المحلي مؤخرًا يشكلان عاملان رئيسيان في التأثير على الطلب، لكن هذا أيضًا اقترن باستمرار حالة من عدم التأكد حيال الظروف الاقتصادية في المنطقة، لا سيما في دبي، الى جانب تراجع أعداد السائحين.
وتُظهر اتجاهات الطلب خلال الربع الحالي ما تتسم به طبيعة سوق الذهب من تنوعٍ ونشاط؛ وهو الأمر الذي أدى الى ارتفاع في أسعار الذهب. هذا وقد شهدت الاشارات المبكرة على تعافي الاقتصاد وتحسن ثقة المستهلكين حدوث ارتفاع في الطلب على المجوهرات والمشغولات الذهبية مقارنة بالربع السابق، الى جانب الانخفاض الملحوظ في حركة تحقيق الأرباح التي شهدتها الأسواق في مطلع العام الحالي.
وفي ما يتعلق بالاستثمارات، فان الوضع بشكل عام يبدو ايجابيًا، بالرغم من وجود قلق نتيجة حالة التذبذب الاقتصادي وأسعار العملات، والمخاوف المتزايدة بشأن التضخم، والبحث عن تنويع الاستثمارات. وفي القطاع الرسمي، توقعنا أن نشهد اتجاهًا مستمرًا من البنوك المركزية نحو تنويع حجم تعرضها لمخاطر في تعاملاتها بالدولار في مصلحة مستودع القيمة الذي أثبت جدارته وهو الذهب.
هذا وتظهر الأرقام التي أصدرتها شركة جولد فيلدز مينيرال سيرفيسز المحدودة GFMS ـــ حصريًا ـــ لمصلحة مجلس الذهب العالمي ارتفاع متوسط أسعار الذهب لهذا الربع بواقع 10% مقارنة بالربع الثالث من عام 2008، حيث سجلت أوقية الذهب آنذاك 960 دولارًا؛ بل كان هذا الارتفاع أقوى من ارتفاع عددٍ من العملات المحلية؛ حيث ارتفع الطلب على المشغولات الذهبية بنسبة 17% مقارنة بالربع السابق له، وهو ما يرجع جزئيًا لعوامل موسمية؛ وبالرغم من هذا، فان بيئة التسعير المحلية المرتفعة قد تسببت في انخفاضٍ يزيد على 30% في حجم الطلب على المشغولات الذهبية مقارنة بمستويات العام السابق.

حجم الاستثمار
ان الحجم العام للطلب على الاستثمار الذي تم تسجيله، والذي يتضمن تبادل الذهب بالأموال المتداولة والصكوك والقطع النقدية، قد بلغ227.2 طنا، مسجلاً زيادة طفيفة عن مستويات الربع الثاني، ولكن بانخفاض بلغ 46% عن أقصى مستويات الربع الثالث لعام 2008.
أما فئة الاستثمار بالتجزئة، والتي تتضمن الطلب في شكل صكوك وقطع نقدية، فقد ارتفع مرة أخرى على أساس تتابعي، بزيادة بلغت 11%، على الرغم من انخفاضها بنسبة31% عن الربع الثالث من عام 2008. بينما لا تزال تدفقات الذهب الى صناديق الاستثمار المتداولة قوية من حيث القيمة المطلقة التي بلغت 41.4 طنا، وان كانت تقل مرة أخرى بشكل كبير عن الأرقام المرتفعة نسبياً التي تم تسجيلها في الربع الثالث من عام 2008.
وشهد الاستثمار الافتراضي، الذي يغطي الجزء الأقل وضوحًا من الطلب على الذهب، ربعًا آخر من صافي التدفقات. ومع ذلك، يعتبر هذا التدفق، الذي بلغ 30.7 طنًا، أقل بكثير مما كان عليه في الربعين السابقين.
يأتي هذا فيما سجلت الطلبات على المشغولات الصناعية من الذهب ارتفاعًا خلال الربع الثاني، مع زيادة في الطلب بنسبة 6% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في حجم الطلب مقارنة بمستويات سابقة من العام، فقد كانت هناك بعض المؤشرات الايجابية لوجود زيادة طفيفة لنهاية الطلب، لا سيما في قطاع الالكترونيات، الذي يشكل نحو 70% من الصناعات المستقطعة.


 

مواضيع ذات صلة :