آراء وأقلام نُشر

حوثي اليمن .. أداة لهيمنة هلال الشيعة على المنطقة العربية

مازالت الصورة قاتمة بحرب صعدة ..فالسماء غيرت لونها وكتب دخان الحرب عليها .. حرباً حائرة .. وشعباً مشتت ..لأسباب غير معروفة .. فإلي متي ستكون سوداء..؟
الحوثيون يظنون إنهم قادرين على خداع العالم أجمع ، وينشدون على أنهم لا يتلقون أي مساعدات خارجية من ( دول الهلال الشيعي ) ، وعندما تسألهم.. ماهي مطالبكم ؟ يردون بجواب قصير يحمل بثناياه كثير من علامات الإستفهام .. يقولون : نطالب بحقنا في الحياة ..!!!!
أي حياه تلك التي يطالبون بها .. أيقصدون بتغيير العقول ..؟ أو نشر الطائفية الشيعية..؟ أم قتل المدنيين ..؟ أو ربما سرقه أموالهم ..؟
للأسف هم يظهرون بمظهر الحمل الوديع .. لكن يلتف بهم مكر الثعالب.
الشىء الذي يثير الدهشة ؛ هو الخطاب أو البلاغ الأخير لبعد الملك بدر الدين الحوثي الذي قال فية :
(فإننا نرحب بدعوة رئيس الجمهورية بالعودة للحوار ونعتبرها دعوة إيجابية وخطوة صحيحة إلى السلام والعودة إلى الأمن والإستقرار ونجدد ما أعلناه سابقا قبولنا بالنقاط الخمس بعد إيقاف العدوان بشكل نهائي فنحن إنما نواجه العدوان وندافع عن أنفسنا وعندما تتوقف الحرب فنحن مستعدون للحوار .
وبخصوص الأراضي السعودية فإنا أكدنا مرارا منذ أن بدأ العدوان السعودي على الأراضي اليمنية أنا لا نستهدف الأراضي السعودية وإنما واجهنا عدوان مباشر من أراضيها ونؤكد مجددا أنا لن نستهدف ألأرض السعودية فاحترام الجوار هو أمر شرعي وأخلاقي تميز به أبناء المناطق المجاورة للمملكة العربية السعودية حيث لم نعتد عليها في أي وقت مضى وإنما واجهنا عدواناً انطلق من مواقعها).
الخطاب يظهر بمظهر مكسب للحوثين لأنه جاء من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح..
و الحوثي يتكلم بكل ثقه وينادي بنشر الأمن والاستقرار من جديد، وهنا ثمة اسئلة تطرح نفسها .. من زعزع الاستقرار أول الأمر.. وقطع الطرقات ، ونشر الفوضى ..؟ هل هو على عبد الله صالح أم من أعلنوا العصيان المسلح ضد الدولة والنظام الشرعي ؟ .
هل بعد ما أشعلت النار التي تريد إخمادها الآن ، وزعزعت ثقة الجيش والشعب اليمني اتجاه قائدهم ،تضن من خلال خطابك الأخير أنك داعي أمن واستقرار.. على من هذا ..؟.
الرئيس اليمني أذكى منك بمراحل .. فهو لا يعمل خطوة ، ولا يرمي بسمكة في
بحر إلا ويعرف مردود ذلك.

الموضوع ليس تحدي ولا كلام عابر على ورق فالحوثي دون هلال شيعي كاليهودي دون سلاح ؛ فلو تجرد الحوثين من ظهورهم الخارجية واعترفوا بالقانون ولوائح البلاد وامتثلوا للشرعية.. سيعم الأمن والاستقرار كما طالب بها عبد الملك الحوثي في بلاغه الأخير .

الحرب تقترب من الرحيل .. الخسائر أصبحت أمر واقع ..والأهم هو القادم ؛ هل سترجع سمكة الرئيس اليمني التي ألقاها بالخبر اليقين كخبر هدهد سليمان ؛ أم سيظل الحوثي متكئاً على هلال لا يغني ولا يسمن من جوع ؟ .. والذي جعل من الحوثة غنيمة وسلاح للوصول إلى الطريق المؤدي إلى هدفه .
كل هذا وأكثر يعلمة القائد علي عبد الله صالح ، ويتعامل بذكاء وحكمة يمنية فعلاً تجاه الحوثيين ، لكن البعض يظن أن موقف الحكومه ضعيف أمامهم ، ليس ضعف فالحقوق ليست كلها تأخذ بالقوة والعنف ، ولنفترض أن الجيش اليمني خسر أمام الحوثيين لا سمح الله .. فخسارته مكسب عظيم.. كيف لنا أنقول أن الخسارة مكسب عظيم .. لأنه قاتل وقتل وخسر وهو يدافع عن حق ، ويدافع عن حبه لوطنه ، لينهي الفوضى فيه المفتعلة ، ويرد الأمن والاستقرار التي زعزعها الحوثة.
سؤال يلح كثيراً علي وأظن دار بذهن الكثير ؛ من أين يأتي الحوثة بتلك الأسلحة التي يحاربون بها ..؟
هل نزلت من السماء ..؟ أم هم جنود الله في الأرض ..؟ فلذلك تحدث معهم المعجزات .
نقطة مهمة جدا أتمنى من الجهات المعنية التحقيق في ذلك ومعرفة الأسباب ، وكيف تدخل الأسلحة من قوى خارجية عبر المنافذ اليمنية ..عبر عبدة الهلال الذي ما زال يحلم أن يصبح قمراً مكتملا ليعكس ضوء قاتما على المملكة العربية السعودية ؛ والتي بدورها أدركت بذلك فهبت لتحمى سماؤها وأرضها من خطرا بات أن يكاد ربما قريبا.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة المتخلفة وراء الهلال الشيعي لتسليط ضوءه على الدول العربية بدءا من صعده في جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن ، وبموقع استراتيجي هام قريب جدا لحركة الملاحة التجارية العالمية ؛ فإن الشعوب العربية تنتظر الضوء القاتم حتى نشعر بالخطر وتطالب باليد الواحدة.
فأين العرب من الخطر الفارسي والشيعي الذي بات يهدد الأمن والسلام ..؟
نعم العرب موجودين لكنهم مشغولين بديونهم ونطاحات السحاب.. أملاً في أن تخرجه من مأزقه.
والبعض يحل مشكلة ليس لها حل ، وآخرون ينظرون ويتمتعون بمنظر الدماء والقتلى ، وهم خارج المشهد ولا حياة لمن تنادي.
فهم يتابعون السماء ويترقبوا ظهور الهلال ويحسوا بخطره ويتذوقوا شره ..
ونتيجة لذلك هل سيواصل الهلال السير ليصبح شمسا ساطعة على مملكة لا يغيب عنها ضوء الشيعة .. أم أن العرب ستحجب الضوء القاتم من الآن..؟.

 

* مديرة مكتب مؤسسة المستثمر - بالقاهرة


 

مواضيع ذات صلة :