آراء وأقلام نُشر

الجزائر ومصر .. بين محنة الكرة وتهويل الكلمة

اتهاماً هنا .. تحريضاً هناك .. مصريون انتهكت حقوقهم .. جزائريون بطريقتهم يحتفلون  وإن كانت على حساب كرامة الآخرين .. مصالح جزائرية في مصر كادت أن تبطش لو لا حماية الأمن المصري لها .. وتحذير السلطات العليا من المساس بها .
في المقابل ؛ الشركات الاستثمارية المصرية العاملة في الجزائر تعرضت للبطش .. والسلب ، والتخريب .. دون أن تحرك السلطات الجزائرية هناك ساكنا .. إضافة إلى ما تعرض له المشجعين المصريين في الخرطوم من إرهاب قاس .. وبالرغم من ذلك .. كان بإمكان كلمات حزم واعتذار جزائري أن تطفئ النيران الدبلوماسية التي اشتعلت بين البلدين الشقيقين ؛ إلا أن السلطات الجزائرية فضلت الصمت ، وهو الأمر الذي يبعث استفسارات عدة ، وربما كان ذلك سببا لتعرضها لاتهامات بأنها من حرضت على تلك الأحداث ..
وجراء ذلك قررت اليوم أن أترك متابعتي للوضع الراهن بين شعبي الشقيقان مصر والجزائر وأضل صامتة ، فالأمر لا يحتمل النظر دون تعليق .
للأسف اليوم قرأت خبراً عند الوهلة الأولى بعث بنفسى السعاده هو أن ( أن الفيفا قررت إعادة مباراة مصر والجزائر في ليبيا ) ، قولت بنفسي شىء عظيم لرجوع الروح الرياضية من جديد بملاعبنا العربيه ، لكني صدمت بأن الخبر إشاعه ومنشور على موقع مزيف ..
الصدمة لم تكن فحسب من الخبر الكاذب ، فالصدمة وقعت بيد إعلاميه قبل المباراة بشهور أثناء إستعداد كل من البلدين للمباراة التي وصفتها أنا " بالحرب" ، فالإعلام بدلاً من أن ينشر المحبة والروح الرياضية ويتوقع الخسارة قبل المكسب توقع الفوز فقط و هذا ما تم في بلدي الحبيبة مصر ، إعلامنا هلل وشجع بفوز ساحق لا يشوبة أية إحتمال بسيط للهزيمة ، ليس هذا فحسب بل خرج بعض الإعلاميين بزرع العداء بيننا وبين أشقاؤنا بقوله للفريق المصري " بتمنى الفوز لنا والخسارة للجزائر من كل قلبي " كانت لهجته استفزازية وتثير العداء من جانب الطرف الأخر .

وعلى الجانب الأخر.. الجزائر كان موقفهم مبهم في بعض الأمور ، لكن الإعلام الجزائري خرج بحملة إعلامية ضد الشعب المصري أجمع لم يكتفي بالإعلامي المصري على ما قاله بحق فريقهم فضلاً على ظهور بذرة العداء بيننا وبينهم ،فعند التطرق للأمور المبهمة لديهم هي ردود أفعالهم إزاء ما يحدث وأقصد ردود السلطة والمسؤوليين ؛ فموضوع كسر الأتوبيس الخاص بالفريق الجزائري قامت الشرطة المصريه بالتحقيق فيه وقال شق إنه من فعل المصريين والشق الأخر إنه بأيد الفريق الجزائري فقاموا بكسر الزجاج من الداخل وهذا حسب ما قاله سائق الأتوبيس المصري .
العبره ليست بما قيل وقال ومن فعل ومن لم يفعل ، فهى تكمن بالسلطات الأربعه أين رد فعل المسئوليين وتهدئتهم للموقف المشتعل ..؟
أين دور الإعلام والصحافة المعروفين بالسلطة الرابعه..؟
للإسف .. الإعلام كان بمثابة أداة إشتعال ساعدت على زرع الكره والبغض وتفسير أي موقف من أي طرف على هذا الأساس بين مصر والجزائر .
لاأنكر إنني بالرغم من وجودي بالسلطة الرابعه؛ إلا أنني تأثرت جداً مما عرض عن وضع المصريين بالسودان وما تعرضوا له من قبل الجزائريين فور الإنتهاء من المباراه ، فضلاً عن ما نقل وقيل المغنى فلان مات ... المذيعه فلانه عريانه بالشارع.. شاب مصري طعن وقتل من قبل الشباب الجزائري ...المصحف والعلم حرق منهم .. إااالخ .

ونتيجة لما كنت أسمعه للتو .. تولدت في نفسي ثورة وأعلنت العداء والكره على الجزائر داخلياً ، لكنني توقفت لحظة وقلت : لا يعقل أن أسمع من جانب واحد فقط كي أعلن ثورة غضبي فتصفحت الصحف الجزائرية كي أعرف مشهد هذا الحدث و ما هي تداعيات ما يحدث فيه ، وجدت أن ما تولد في نفسي هو خاطئا .. نتيجة لعدم معرفة ما لذي يدور لدى الطرف الآخر ، وعندما عزمت على أن أعرف من كل طرف .. لم أجد سوى كلٍ يسيء للآخر في ضل صمت رهيب من القيادات العليا . . وقررت أن أتابع وأرى وأرصد كل ما قيل ويقال .. فتأكدت حينها للأسف الشديد أن عروبتنا توفت ووصل بنا الحال إلى أن تفرقنا كرة بملعب و تحركنا كيفما تشاء ..
فجأة ظهرت تصريحات أدخلت السياسة أرض الملعب وأصبح اللعب مع الكبار لا يكتفي بكورة فقط ، فالكورة وضعت موضع الوسيط بين الحاكم والشعب ، كي يتمسكوا به لأبعد مدى فى خطرهم وشدتهم ، وطبعاً المشهد بدأ يوضح ويظهر من خلال تحليل الفريق ( الحاشية ) بأرض الملعب من إعلام وصحافه ومسئوليين من الطرفين كي يظهر الجمهور الولاء للملك .

الأمر المحزن حقاً أن الشعب أصبح كعرائس متحركة على خشبة المسرح يحركها صاحبها مثل ما يريد ومن خلف الستار أناس يتحدثون .. بل يقرءون ما أعده المؤلف من ذي قبل ، يسوقهم بعواطفهم بعيداً عن العقل الذي ميزنا به رب العباد ، فلو فكر كل منا بعقله يجد أنه عروسه بمسرح تتحرك حسب مصالح وأهواء غيره دون إرادته ، ونسي أنه عربي وكل أخ وشقيق عربي ببقاع المعموره دمه وحياته برقبتة
وحقاً عليه أن يخاف ويدافع عنه وقت المحنه ، فلم يتذكر سوى كلمات صحفية وإعلامية تثير الدم بعروقة وتحرك الجانب العدائي بداخله إتجاه شقيقة المصري أو الجزائري ، ما كلف واحد مننا نفسه أن يتذكر تاريخ بلد المليون شهيد .. ولا بلد الأمن والأمان؛ بدلاً من المهتارات الإعلاميه الفاشله التي لا تغني ولا تسمن من جوع .
وأتذكر هنا أن الإعلام الجزائري وخاصة الصحيفة التي أثارت كل هذه المشاكل ، وصل بها الأمر إلى أن تروج لنفسها البطولة ، وسربت خبرا آخر كاذبا ، مفاداه أن رئيس تحريرها المتواجد في القاهرة ، كشف الإعلام المصري عن مكان إقامته في إحدى الفنادق ، ويقول في الخير الذي بثه على " اليوتيوب" أنه نجا من الاغتيال .. ليثير المشاكل ، ويصب النار على الزيت .. وما هكذا يكون الإعلام المخلص والمحايد .
فيا إعلاميو البلدين العربيين .. العظيمين .. الشقيقين .. أفيقوا مما أنتم فيه .. جعلتم الكرة تفرق بينكم وتحرك بكم كما تريد وقت ما تريد، قفوا أمامها قولوا لها نحن عرب لا تفرقنا كورة صماء بل يجمعنا روح واحدة ودم واحد .
يا شباب شعبى الجزائري المصري أتمنى من الله أن تصل لكم كلماتي هذة ، التكنولوجيا والإنترنت أصبحا بإمكانهم أن يصمم ويغير ويزورعن طريقهم كل شىء ، حتى البنوك تسرق بواسطتة ، فبالتأكيد ما يوصل لنا لزرع الفتنة بيننا شىء وارد إنه مزور بإحتراف وبراعه ، حتى لو لم يزور وحدث بالفعل من فعله قام به لغرض الفتنه ،وأيضاً الفاعل طبقه ومجموعه معينة وليس شعب الجزائر كله ولا المصري أيضاً..
فلنتعلم من هذة المحنه أن نجتمع تحت كلمة وروح واحدة حتى لو لم توجد الكورة ، أظهروا إنتمائكم لوطنكم بكل وقت وأي مكان فليس شرط الانتماء أن يكون تحت قدم لاعب ، فلنجعل عروبتنا في قلوبنا ،و نتعاون على رفع الأمة والنهوض بها ؛ ولا نتعاون على الإثم والعدوان كما نهانا عنها رب السموات والأرض ..
فنحن الشباب مركز قوة أمتنا ، والواجب علينا أن نخطط للتعاون الفكري المتبادل بين شعوبنا و نشر حضارتنا وتاريخنا العريق ، كل هذا أفضل من العداوة التي أسكنت قلوبكم وحركت ألسنتكم بكلمات لا ينطقها عربي له مله ودين ويحمل شرفه وعرضه في رقبته .
ختامي وسلامي سيكون بأبلغ الكلام قال تعالى : " وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا "

=======

* مراسلة الاستثمار نت - القاهرة


 

مواضيع ذات صلة :