اقتصاد عربي نُشر

مصر تخشى تراجع إيرادات قناة السويس وتستعد للمشاركة في قوة دولية ...

على رغم أزمة المال العالمية، برزت أزمة موازية يتسبب بها قراصنة الصومال، ولها تأثير في اقتصادات البلاد وحركة التبادل التجاري والملاحة البحرية.
لذلك استعدت مصر للمشاركة في قوة دولية لمواجهة القراصنة حتى لا تتأثر عائدات قناة السويس، بخاصةٍ أن تداعيات الأزمة العالمية أدت إلى تراجع حجم التجارة بين الدول، ومعدلات النمو، وتذبذب أسعار النفط  ما أثر في حجم مرور البضائع في القناة.
ودعا الفريق أول رئيس هيئة قناة السويس أمام اللجنة الاقتصادية  في مجلس الشعب أحمد فاضل، إلى تضافر جهود المجتمع الدولي للتصدي لعمليات القرصنة البحرية في السواحل الصومالية، لتأمين خطوط الملاحة، وأكد أن الخطورة قائمة سواء لخط الملاحة في قناة السويس أو رأس الرجاء الصالح.
وأشار إلى أن حجم إيرادات القناة 4.6 بليون دولار خلال الشهور العشرة الماضية ويحتمل أن تتراجع، وقد يعوضها تطوير المجرى الملاحي للقناة، إذ يستقبل السفن حتى غاطس 66 قدماً بحمولة 340 ألف طن، وأي سفينة تزيد حمولتها على ذلك، بخاصة من النفط ويمكن تفريغ حمولتها في «سوين» للبترول ثم تستقبله في ميناء الإسكندرية ويصدر إلى الأسواق العالمية.
دراسة تكلفة العبور وتقديم تسهيلات
وشدد فاضل على وجود تعاون وتنظيم مشترك وتنسيق بين جميع كل أساطيل الدول المتواجدة قبالة الساحل الصومالي.
وأشار الدكتور في الاقتصاد مختار الشريف، إلى أن ضعف الدولة في الصومال والحروب العشائرية، سمحت لأشخاص أن ينتهجوا القرصنة، ووراء قراصنة الصومال، أيدٍ خفية تدعمهم بالتدريب والمهارة أو التكنولوجيا العالية، بحكم موقعها الاستراتيجي سواء على خليج عدن أو باب المندب في اليمن، على البحر الأحمر حيث يشكل عنق زجاجة، وتعد المنطقة من أكبر المناطق العالمية التي تجمع خطوطاً ملاحية.
ومن الأخطار التي تواجهها مصر من القراصنة الصوماليين أولاً، تحويل بعض السفن اتجاهها عن طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من عبورها قناة السويس وخليج عدن، ما يقلّص إيرادات القناة، التي بلغت خلال العام المالي 2007/2008 المنتهي في 30 حزيران (يونيو) 5 بلايين و163 مليون دولار تعادل 28 بليون جنيه مصري، هي الأعلى للقناة، وبزيادة 22 في المئة عن إيرادات 2006/2007.
ويعبر القناة 7.5 في المئة من إجمالي التجارة العالمية، وتؤمن المصدر الثالث للعملات الأجنبية في مصر بعد السياحة وتحويلات المصريين العاملين في الخارج.
وأبدى الشريف تخوفه من ارتفاع أسعار التأمين البحري على السفن العابرة للقناة، بخاصة من دول جنوب شرقي آسيا مثل الصين والهند وكوريا وتايوان. وأعلنت رابطة ناقلات النفط «انترتانكو»، أن شركات الناقلات تتجنب قناة السويس بسبب تفشي القرصنة قبالة سواحل الصومال لكنها لم تذكر أسماء تلك الشركات. وشددت على الحاجة الملحة إلى تحرك فوري للحكومات لحماية طرق التجارة الحيوية، في صورة دعم بحري وعسكري، والسعي إلى احتجاز القراصنة وتقديمهم للمحاكمة.
وأعلنت شركة «أي بي مولر - مايرسك» الدنماركية، إحدى أكبــر شركــات الشحن في العالم، أنها قررت تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول جنوب أفريقيا.
 " الحياة "   



 

مواضيع ذات صلة :