شارع الصحافة نُشر

لوفيجارو: أمريكا عاجزة فى مواجهة حليفتها إسرائيل

فى تعليقها على الأزمة المحتدمة بين أمريكا وإسرائيل بعد إعلان هذه الأخيرة بناء مستوطنات جديدة فى القدس الشرقية، ذهبت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أمس الأربعاء 17 مارس ، إلى أن ردة الفعل الأمريكى الحادة لا تعنى بالضرورة أن واشنطن ستستغل هذه الأزمة للضغط على نتانياهو لتقديم تنازلات حاسمة فى عملية السلام.

أشارت الصحيفة فى البداية إلى أن الكلمات التى استخدمتها وزيرة الخارجية الأمريكية واصفة الإعلان عن بناء مستوطنات جديدة فى القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس جو بايدن بأنها "إهانة للولايات المتحدة" و"مؤشر سلبى"، وذلك بعد المكالمة الهاتفية التى استمرت 45 دقيقة أجرتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، وكذلك استدعاء نائب وزير الخارجية الأمريكى لسفير إسرائيل فى واشنطن، مايكل أورين، الذى فؤجى بتعرضه إلى توبيخ بعبارات قاسية، قد بدت انتقادات قاسية للغاية، لاسيما وأنه قد مر زمن طويل لم توجه فيه الولايات المتحدة عبارات حادة إلى إسرائيل. وذلك حتى ولو كانت كلينتون قد أضافت أن ما حدث "لا يعرض للخطر" العلاقات "المستمرة والقوية" بين البلدين.

وفى هذا السياق المتوتر بين الجانبين تطرح الصحيفة تساؤلا: هل تعنى ردة فعل الولايات المتحدة أن نخلص إلى أن الإدارة الأمريكية سوف تستغل هذه الأزمة "لإرغام نتانياهو لتقديم تنازلات حاسمة"؟ وتجيب قائلة إن هذا الأمر بعيد عن الحدوث. فقد أرسلت هيلارى كلينتون بسبعة طلبات لرئيس الوزراء حول التخلى عن المستوطنات التى تم الإعلان عنها، واتخاذ العديد من الإجراءات مثل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين، وتخفيف الحصار المفروض على غزة وإدراج ملفات أساسية فى الصراع (مثل الحدود واللاجئين والقدس...) فى جدول أعمال المفاوضات غير المباشرة فى المستقبل..

وبالتالى باتت "الكرة بوضوح فى ملعبهم لإصلاح العلاقة" كما ذكر يوم الاثنين المتحدث باسم وزارة الخارجية.

بيد أن قدرة أوباما على إجبار نتانياهو بأن يختار بين أمريكا واليمين الإسرائيلى المتطرف ماتزال غير واضحة، كما تضيف الصحيفة.

فقبل عام، دعا الرئيس الأمريكى إلى التجميد الكامل للاستيطان الإسرائيلى مقابل إجراء مفاوضات شاملة مع الفلسطينيين والدول العربية المجاورة. ولكن على مدى أشهر، ضعفت قدرة البيت الأبيض على ممارسة الضغط على الحليف الإسرائيلى، مما جعل من القمة الثلاثية التى جمعت أوباما ونتانياهو وعباس فى سبتمبر الماضى فى الأمم المتحدة حدثا لم يثمر عن شىء.

ويسعى الأمريكيون من ذلك الحين لإحياء عملية سلام ضعيفة كان من المفترض أن يقوم بايدن بالتفاوض حول تفاصيلها.

كما أن السياق الذى تتحرك فيه الإدارة الأمريكية حاليا أصبح غير ملائم على الإطلاق. لاسيما أن الأمريكيين لا يملكون على ما يبدو العزم اللازم لمواجهة حليفهم الإسرائيلى المميز واللوبى القوى الموالى لإسرائيل والإيبك التى لا يزال صوتها يهيمن فى الولايات المتحدة على النقاش حول إسرائيل، على الرغم من تصاعد جماعات ليبرالية مثل "جى ستريت".

وقد انتقدت الايباك التصريحات الأمريكية الأخيرة، وذلك قبل أسبوع واحد من مؤتمرها السنوى الذى سيحضره كلا من هيلارى كلينتون وبنيامين نتانياهو، باعتبار هذه التصريحات مصدر "قلق بالغ"، كما حثت الإدارة الأمريكية على "اتخاذ خطوات فورية لتخفيف حدة التوتر مع إسرائيل".

 


 

مواضيع ذات صلة :