اقتصاد يمني نُشر

خيبة أمل بسبب انهيار محادثات تحرير التجارة

Imageعبر المفاوضون الذين شاركوا في محادثات الجولة الماراثونية الأخيرة لتحرير التجارة العالمية عن خيبة أملهم وخشيتهم بسبب انهيار المفاوضات وانعكاسات ذلك على التبادل التجاري بين دول العالم.  فقد قالت الصين إن انهيار المفاوضات، التي استضافتها مدينة جنيف السويسرية خلال الفترة الماضية، شكل نكسة خطيرة للاقتصاد العالمي، بينما وصف الاتحاد الأوروبي فشل المفاوضات بأنه "أمر مفجع ينفطر له الفؤاد". فقد وصف مفوض الشؤون التجارية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ماندلسون، فشل المفاوضات بالقول إن النتيجة التي تمخصت عنها تمثل "دفنا" للآمال التي كانت معقودة عليها". طريق مسدود وكان ماندلسون قد حذر في وقت سابق من أن الوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات هو احتمال "مروِّع" يجب تفاديه. وقال محللون إن انهيار مباحثات تحرير التجارة العالمية يمكن أن يكون بمثابة المؤشر على نهاية الاتفاقات التجارية المتعددة الأطراف. فقد تلجأ الحكومات في المستقبل إلى عقد اتفاقات ثنائية مع شركائها، مفضلة بذلك التركيز على متطلباتها التجارية الخاصة بها بدل السعي إلى تحقيق هدف تجاري مشترك. يُشار إلى أن جلسة المفاوضات الأخيرة كانت قد انهارت بسبب إخفاق الولايات المتحدة بالاتفاق مع كل من الصين والهند على القواعد والقوانين التي تنظم الاستيراد. العقبة الكأداء وكانت العقبة الكأداء التي واجهها المفاوضون هي قوانين الاستيراد الزراعي التي تخول البلدان باتخاذ إجراءات لحماية الفقراء من مزارعيها، وذلك من خلال فرض تعرفة جمركية على بضائع محددة في حال انخفاض أسعار المحاصيل أو زيادة الواردات. وقد أخفقت كل من الصين والهند والولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القوانين والإجراءات المقترحة. فواشنطن تقول إن "فقرة الحماية"، التي تنص على توفير الحماية للدول النامية في مواجهة أي عمليات استيراد غير محدودة أو مقيدة، لم يجر إعدادها بطريقة مرضية لجميع الأطراف. انهيار المفاوضات "لم تتمكن الأطراف المشاركة في المفاوضات من ردم هوة الخلافات فيما بينها" باسكال لامي، رئيس منظمة التجارة العالمي وكان الوزراء والمسؤولون المعنيون قد عملوا جاهدين لمدة استمرت تسعة أيام خلال مفاوضات جنيف بغرض التوصل إلى إجماع على صيغة اتفاقية جديدة وشاملة للتبادل التجاري العالمي، إلا أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود في يومها التاسع وانهارت يوم أمس الثلاثاء. وكان باسكال لامي، رئيس منظمة التجارة العالمية، قد أكد فشل المفاوضات يوم أمس الثلاثاء قائلا: "لم تتمكن الأطراف المشاركة في المفاوضات من ردم هوة الخلافات فيما بينها". إلا أن لامي قال إنه لن يتوقف عن بذل الجهود في سبيل التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف في نهاية المطالف. "جولة الدوحة" وكانت مفاوضات تحرير التجارة العالمية قد انطلقت عام 2001 في العاصمة القطرية الدوحة وعرفت منذئذ بـ "جولة الدوحة"، وأصبح يُنظر إليها على أنها حجر الزاوية في مسيرة تحرير التجارة العالمية وأعلنت أن هدفها هو انتشال الملايين من البشر من براثن الفاقة والفقر. كما هدفت "جولة الدوحة" أيضا إلى تصحيح الاختلالات القائمة في مسار التجارة العالمية وذلك حتى يتسنى للبلدان النامية الاستفادة أكثر فأكثر من الفرص التي تتيحها التجارة الحرة. وسبق أن واجهت المحادثات فشلا بسبب إخفاق البلدان النامية في الاتفاق على الشروط المنظمة للتبادل التجاري في ما بينها. خدمات أمريكية وترغب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالسماح لهما بتقديم خدمات إلى أسواق البلدان السريعة النمو بما في ذلك الصين والهند. وفي المقابل، ترغب البلدان النامية بالسماح لمنتوجاتها الزراعية بالدخول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية بدون قيود. ويرى محللون أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في العالم ألقى بظلاله على مسار المفاوضات التجارية الأخيرة، فهم يعتقدون أن ارتفاع الأسعار أدى إلى اندلاع مظاهرات احتجاجية سواء في البلدان النامية أو البلدان المتقدمة، مما عقد مهمة المفاوضين في التوصل إلى تسوية بشأن فتح الأسواق أمام منافسة أوسع مدى.

 

مواضيع ذات صلة :