ظهرت إحصائيات حديثة تراجع عمليات الطرح العام الأولي علي مستوي أسواق المال عالمياً لأدني معدل منذ حوالي
2003 في الوقت الذي من المستبعد فيه انتعاش تلك العمليات سيما مع استمرار تفاقم خسائر النشاط الائتماني وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
ووفقا لبيانات أحصتها شبكة "بلوم برج" الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني فإنه قد تم طرح 333 شركة للاكتتاب العام في النصف الأول حتي يونيو مقارنة بـ 702 شركة خلال نفس الفترة من العام الماضي 2007 وبلغ حجم الأموال التي تم جمعها في الأسواق العالمية من خلال عمليات الاكتتاب في النصف الأول نحو 73.2 مليار دولار بانخفاض نسبته 41% عن المستويات المسجلة في الستة شهور الأولي من العام الماضي.
ولم تتمكن صناديق الاستثمار الأمريكية خلال الربع الثاني من إنجاح عملية اكتتاب عام وذلك لأول مرة منذ عام 1978 وتشير الإحصائيات إلي أنه خلال النصف الأول من العام الحالي قامت 166 شركة علي الأقل بسحب أو تأجيل عمليات الطرح العام الأولي من جانبها وهو ما يمثل ضعف اعداد الشركات التي اتخذت تلك الخطوة في النصف الأول من 2007.
وتشير آراء الخبراء إلي أن هناك حالة من الحذر لدي المستثمرين تجاه عمليات الاكتتابات الجديدة علي مستوي البورصات العالمية نظرا للآثار السلبية التي خلفتها أزمة أسواق الائتمان الأخيرة علي ثقة المستهلك. ويقدر حجم الخسائر وعمليات شظب الديون التي سجلتها الشركات المالية الكبري على مستوي العالم بنحو 400 مليار دولار كنتيجة لأزمة الرهن العقاري الأخيرة في الولايات المتحدة وتداعياتها علي أسواق الائتمان. وتعد عمليات الطرح العام من جانب الشركات من أكثر العمليات جذباً للاستثمارات الجديدة والأكثر ربحية علي مستوي بورصة وول ستريت غير أن تراجع عمليات الطرح الجديدة قد أسهم في خفض رسوم الإصدار المحصلة بالنسبة للبورصة الأمريكية بحوالي 50% لتصل إلي 2.4 مليار دولار.
وتشير بعض الآراء إلي أن ارتفاعات أسعار النفط قد تقلل من احتياج شركات الطاقة إلي رفع رؤوس أموالها. وتؤيد الإحصائيات علي مستوي "وول ستريت" تلك الآراء حيث انخفض عدد الشركات العاملة في مجال الطاقة التي تحولت لمساهمة عامة بنحو 55% في النصف الأول مقارنة بالعام الماضي.
