اقتصاد عالمي نُشر

صندوق النقد يحذر من أثر اضطراب أسواق المال على النمو العالمي

 Imageحذر صندوق النقد الدولي أمس من أن استمرار الاضطراب في أسواق المال وارتفاع أسعار النفط يلقي بظلال قاتمة على فرص النمو

العالمي في العام المقبل. وقال المتحدث باسم الصندوق مسعود أحمد انه بعد أقل من شهرين على أحدث مراجعة يجريها للاقتصاد العالمي بات مرجحا الان أن يعدل الصندوق بالخفض تقديره بأن ينمو الاقتصاد العالمي4.8% العام القادم نظرا لتحقق المخاطر التي حددها في تشرين الاول(أكتوبر). وقال أحمد في افادة دورية للصحافيين "نعتقد أن اضطراب أسواق النفط والمال في الاونة الاخيرة قد نال بدرجة أكبر من التوقعات العالمية". وأضاف "بعض مخاطر التراجع التي حددناها في تشرين الاول(أكتوبر) تحققت..نرى الان أن مخاطر التراجع تمثل جانبا أكبر من التصور الاساسي مما كنا نظن وسوف نخفض على الارجح هذا التصور الاساسي بنهاية العام". وبين ان قوة النشاط الاقتصادي خلال الربع الثالث من العام في عدة اقتصادات متقدمة وصاعدة يعني أن النمو العالمي في2007 قد يتجاوز تقديرا للصندوق بلغ5.2% في تشرين الاول(أكتوبر) الماضي. لكنه أردف أن أسعار النفط العالمية تركت أثرا على المستهلكين وأظهرت في الولايات المتحدة تأثيرا مباشرا على التضخم. وأوضح أحمد ان أسواق الائتمان والنقد تحت ضغط مستمر منذ تشرين الأول(أكتوبر) الماضي وان تقديرات خسائر البنوك قد ارتفعت. ويأتي تحذير صندوق النقد الدولي بينما تتفاقم على ما يبدو تداعيات المشكلات في سوق الرهون العقارية عالية المخاطر بالولايات المتحدة مع اعلان بنوك في الولايات المتحدة وأوروبا خسائر ببلاين الدولارات تتعلق برهون عقارية في حين تراجعت أسواق الاسهم في أنحاء العالم. وفي أسواق الأسهم، ارتفعت الاسهم الاوروبية أمس تدعمها تعليقات من مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الاميركي" أشارت الى استعداد لخفض أسعار الفائدة. وساهم في ارتفاع الاسهم صعود الشركات الهندسية. وارتفع مؤشر يوروفرست300 الرئيسي لاسهم الشركات الرئيسية في أوروبا بنسبة 0.26% الى 1512 نقطة. وتصدرت أسهم البنوك الاسهم الصاعدة فارتفع سهم بنك باركليز 1.1% وسهم ستاندرد تشارترد 1% وسهم ناتيكسيس 2%. وصعد سهم مجموعة شنايدر الهندسية الفرنسية 2.4% ليتصدر الاسهم الصاعدة على مؤشر يوروفرست300 بعد أن توقعت نمو المبيعات بما بين6 و8% العام المقبل. وزاد سهم سيمنس 0.9%. وقال هنك بوتس الخبير لدى باركليز "السوق تشعر بالارتياح لان مجلس الاحتياطي على استعداد بل وقادر على التدخل وخفض الفائدة للحيلولة دون ابطاء الاقتصاد". كما أنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بارتفاع جديد لليوم الثاني على التوالي في ظل مشاعر التفاؤل تجاه استقرار الأسواق الخارجية. وارتفع مؤشر نيكي القياسي بمقدار 166 نقطة أي بنسبة 1.08% ليصل إلى 15680 نقطة. في الوقت نفسه ارتفع مؤشر توبكس للاسهم الممتازة بمقدار 17.41 نقطة أي بنسبة 1.15% إلى 1531 نقطة. وأنهى مؤشر نيكي أسبوع التداول أمس بزيادة نسبتها 3.6% من قيمته مقارنة بنهاية الأسبوع الماضي في حين ارتفع مؤشر توبكس بنسبة 1.42% خلال أسبوع. وفي الجهة المقابلة من المعمورة، سجلت معظم مؤشرات الأسهم الأميركية في ختام تعاملات بورصة وول ستريت للأوراق المالية أول من أمس ارتفاعا رغم أن عدد الشركات التي تراجعت قيمة أسهمها فاق عدد الشركات التي ارتفعت أسهمها. وتراجعت أسهم قطاعات التجزئة والمالية مع استمرار المخاوف من خسائر العقارات وتراجع معدلات إنفاق المستهلكين وارتفع مؤشر داو جونز القياسي 22.28 نقطة أو بنسبة 0.17% ليصل إلى 13311 نقطة. كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا ارتفاعا بلغ 0.7 نقطة أي بنسبة 0.05% ليصل إلى 1469 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا بنحو 5.22 نقطة أو بنسبة 0.2% ليصل إلى 2668 نقطة. وفي أسواق العملة، شهد الين تراجعا عاما أمس في حين صعدت العملات مرتفعة العائد بعد تصريحات لرئيس البنك المركزي الاميركي بن برنانكي عززت التوقعات بمزيد من التيسير في السياسة النقدية الامر الذي قد يساعد الاقتصاد الاميركي على تجنب الركود. وساعد احتمال خفض أسعار الفائدة على تهدئة المخاوف من تباطؤ في النمو العالمي مما عزز العملات مرتفعة العائد مثل الدولارين الاسترالي والنيوزيلندي وقدم بعض الدعم أيضا للدولار الاميركي. كما تعززت الثقة بفضل تقارير عن مناقشة الحكومة ومؤسسات مالية أميركية خطة لإعادة التفاوض بشأن رهون عقارية يمكن تعديل أسعار الفائدة عليها. ويشير ذلك الى تحركات على قدم وساق لتنظيف فوضى الرهون العقارية عالية المخاطر التي هزت أسواق المال العالمية. وفي تصريحات بغرفة شارولت للتجارة اول من أمس قال برنانكي ان تجدد الضغوط المالية في الاسابيع القليلة الماضية ألقى بظلال على توقعات الاقتصاد الاميركي ملمحا الى استعداد لخفض الفائدة مجددا. وارتفع الدولار 0.75% الى 110.65 ين متعافيا بذلك من أدنى مستوى في عامين ونصف عندما سجل وفقا لبيانات رويترز 107.20 ين الاسبوع الماضي. وارتفع اليورو نحو 1% الى 163.43 ين. كما صعدت العملات مرتفعة العائد مثل الدولار الاسترالي والدولار النيوزيلندي مقابل الين والعملة الاميركية. وتقدم اليورو 0.2% مقابل الدولار مسجلا 1.4768 دولار مستفيدا بأرقام أعلى من المتوقع للتضخم في منطقة اليورو في تشرين الثاني (نوفمبر) مما يعزز فرص أن يحجم البنك المركزي الاوروبي عن خفض أسعار الفائدة. من جهته، دعا وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوز الولايات المتحدة أمس إلى وقف تراجع الدولار أمام اليورو بعد أن تزايدت الضغوط على الصادرات الأوروبية نتيجة ارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية التي تتعامل بالدولار. وقال جلوز الذي كان يتحدث خلال جلسة للبرلمان الألماني لمناقشة الميزانية يجب ألا تحاول واشنطن علاج المشكلات الهيكلية لاقتصادها من خلال تقليل قيمة الدولار.


 

مواضيع ذات صلة :