جدل وتحقيقات نُشر

دور التكنولوجيا في تقدم اقتصاديات الشعوب ، والحد من آثار الأزمة العالمية

التكنولوجيا واقتصاديات العالمتشهد الفترة الحالية ما يمكن تسميته بالإجماع على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه "التكنولوجيا" في دعم محاولات التصدي لتداعيات الأزمة المالية الأخيرة التي بدأت ماليةً ؛ تحولت آثارها على الاقتصاد العالمي ككل.
ولم يقتصر دور التكنولوجيا عند هذا الحد .. بل أصبحت التكنولوجيا عنصرا أساسيا لكل فرد سواء في إطار عمله أو غير ذلك ..

فهي استطاعت أن تغير ملامح حياتنا اليومية في ظل وجودها وتطورها يوماً بعد آخر ... وخلال هذا التقرير المثير للجدل الذي أعدته الزميلة إلهام محمد علي نستعرض بعض آثار وبصمات التكنولوجيا في حياتنا اليومية، وأثرها الاقتصادي على اقتصاديات الشعوب ومعيشة الفرد ..

نظرة عامة على تعريف التكنولوجيا

عرفت كلمة تكنولوجيا بـ (تقنيات) من الكلمة اليونانية Techne وتعني فنًا أو مهارة، والكلمة اللاتينية Texere وتعني تركيبًا أو نسجًا والكلمة Loges وتعني علمًا أو دراسة، وبذلك فإن كلمة تقنيات تعني علم المهارات أو الفنون، أي دراسة المهارات بشكل منطقي لتأدية وظيفة محددة. ويقرر (هاينك Heinich، 1984) بأن أساس تكنولوجيا التربية ليست نظريات التعلم كما هو الاعتقاد عند بعض التربويين، وبأن هناك تعريفين يمكن الاستفادة منهما في تعريف تكنولوجيا التربية هما:
• تعريف (جلبرت Galbraith، 1976): التكنولوجيا هي التطبيق النظامي للمعرفة العملية، أو معرفة منظمة من أجل أغراض عملية.
• تعريف (دونالد بيل Donald Bell، 1973) : التكنولوجيا هي التنظيم الفعال لخبرة الإنسان من خلال وسائل منطقية ذات كفاءة عالية وتوجيه القوى الكامنة في البيئة المحيطة بنا للاستفادة منها في الربح المادي.


التكنولوجيا وعقل الإنسان Image

من الناحيه الإجتماعيه نجد التكنولوجيا أخترقت البيوت قبل العقول وأصبحت شىء أساسي لا غنى عنه فى شتى مجالات الحياة , لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف ( هل ) أثرت التكنولوجيا على عقولنا ..؟.
فعند الإجابة نجد أن معظم المراهقون فى معظم أنحاء العالم يقضون سعات طويلة على الإنترنت ويتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة بأنواعها المتعددة.
نحو هذا الإطار خرج لنا د. جراي سمول من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس بتصريح يقول : " إن التعرض اليومي للتكنولوجيا الرقميه مثل : الهواتف المحمولة والإنترنت قد يغير من الطريقه التي يعمل بها عقولنا " .
وبرر سمول هذا بأننا عندما نقضي وقتاً طويلاً فى التعامل مع الوسائل التكنولوجية ، وعلى الجانب الأخر نقضي وقتاً أقل فى التعامل مع الأشخاص الحقيقيين , فإنه يجعلنا نفقد تدريجياُ المهارات الأساسيه في التعامل الإجتماعي مع الناس , كما نفقد القدرة على قراءة وفهم التعبيرات على وجوه الناس والتي تظهر أثناء المحادثه معهم.
ويضيف د. سمول فى ذات السياق إن الوصلات العصبية فى المخ المسئوله عن التعامل مع العلاقات التى تتم وجهاً لوجه تصبح أضعف ويؤدى هذا إلى أن يصبح الشخص أقل لباقة فى التعاملات الإجتماعية , وأقل قدرة على التعامل مع الناس , ويؤدي هذا به إلى العزله الإجتماعية .


التكنولوجيا والشباب المراهقين

أما بالنسبة للطلبة فيقول"سمول" فإنهم يصبحون أقل قدرة على التعلم والإستيعاب في الفصول الدراسيه , وأضاف بأن هذة الظاهرة تصل أثرها الأكبر بين الأطفال فى سن المراهقة , والشباب الذين فى العشرينيات من عمرهم , ويرى نفسة إنه من الضروري جداً أن نساعدهم على إعادة التواصل الإجتماعي والإندماج فى المجتمع المحيط .
أما على الجانب الأخر رأى الباحث ( ميزوكو إيتو) من جامعة كاليفورنيا أن تواصل الشباب والمراهقين عن طريق الشات وإجادتهم المبكرة للكمبيوتر ومفردات العالم الرقمي يسهل عليهم فيما بعد الحصول على وظائف تتطلب هذة المهارات المبكرة التي أكتسبوها .
وأكد إيتو كلامه بالقول : منذ نحو ألفي عام تنبأ سقراط بثورة معلوماتية من نوع مختلف , حيث رأى أن ظهور الكلمه المكتوبه سيغير كلياً من طريقة التعلم التى ظلت تتم بطريقة شفهية منذ أن ظهر الإنسان على الأرض , وبظهور التليفزيون وأنتشاره كانت ثورة جديدة تماماً قد بدأت .
في حين رأى علماء الإجتماع أنها ستجعل الأطفال أكثر أنعزالاً وعنفاً وسلبية.
فاليوم نحن نعيش ثورة معلوماتيه أكثر شدة وأعظم أثراً تهدد بانعزالنا عُزلا اجتماعيا كاملاً, فإذا أستمر الطوفان العاتي لهذه الثورة فربما يأتي ذلك اليوم الذي نجلس فيه متجاورين أمام الشاشات دون أن نفكر في الإلتفات ليرى بعضنا بعضاً.
فالأمر الآن بيد الإنسان في التحكم بإستخدامه للتكنولوجيا دون الإنجراف نحوها وعزل مجتمعة المحيط به.


التكنولوجيا وترابط المجتمع Image

وعلى الرغم من وجود سلبيات للتكنولوجيا وغزوها لعالمنا بقوة ؛ إلا أن هناك بعض المميزات لهذه التكنولوجيا التي ذكرها العلماء في أبحاثهم حول سلبيتها وإيجابيتها.
وقد خرج لنا العلماء بدراسة أجريت أخيراً تؤكد فى محتواها "أن وسائل الإتصال الحديثة تقرب بين أفراد الأسرة وذلك من خلال تحويلهم إلى شبكة إجتماعية مترابطة في خلاف للرأي السائد بشأن التأثيرات السلبية للإنترنت والهواتف المحمولة على الروابط الأسرية".
وجاء أستطلاع أجري من قبل مؤسسة ( بيو إنترنت) في عرض آراء نحو (2252) أسرة وخلصت إلى " أن الأسر التقليدية تواجه ضغوط الحياة العصرية المتزايدة بإستخدام الهواتف المحمولة والبريد الإلكتروني والرسائل النصية للبقاء على اتصال".
وقال 53 % ممن شملتهم الدراسة إن التقنيات الحديثة ساعدتهم في البقاء على إتصال مع أقاربهم الذين تفصلهم عنهم مسافات بعيدة وذكر 47 %أنها حسنت من تفاعلاتهم مع من يعيشون معهم.
وأفاد 47 % آخرون بأن التكنولوجيا الحديثة ليس لها أي أثر وذكر 2 % أنها أدت إلى إنخفاض جودة التفاعل بين أفراد الأسرة.
وقالت (ترايسي كينيدي) من جامعة تورنتو والتي ساعدت في كتابة تقرير الأسر المترابطة "لقد انتاب بعض المحللين شعورا بالقلق من أن تضر التكنولوجيا الحديثة بالترابط الأسري لكننا نرى أن التكنولوجيا تسمح بظهور أنواع جديدة من الاتصال قائم على الهواتف الخلوية والانترنت".
وأشارت الدراسة إلى إتساع نطاق ظاهرة "إيماءات الحب" التكنولوجية التي يتبادلها أفراد الأسرة على مدار اليوم.
وأظهرت الدراسة أن 42% من الآباء الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 7و 17 عاماً يتصلون بهم مرة أو أكثر أثناء اليوم على الهاتف المحمول وأن 35 % يتصلون عبر هاتف أرضي وأن سبعة بالمئة يتواصلون بواسطة الرسائل النصية القصيرة.
ووجدت الدراسة أيضا أن 51% من الآباء قالوا إنهم يتصفحون الإنترنت مع أطفالهم وأن 89 %من الأسر يمتلكون هواتف محمولة.
وأتت التكنولوجيا الحديثة على حساب التكنولوجيا القديمة المتمثلة في التلفزيون حيث ذكر 25 %ممن شملتهم الدراسة أنهم أصبحوا يقضون وقتا أقل أمام التليفزيون ، وقال 58 % فقط من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 29 عاماً إنهم يشاهدون التليفزيون يومياً.
فالتكنولوجيا في علاقة مد وجزر فى ترابط المجتمع ببعضة البعض ولكن بالأخير لكل شيئاً مميزات وعيوب وما علينا هو أن نستغل المميزات ونتلاشى العيوب بالقدر المستطاع حتي نحقق أقصى إستفادة منها .


أثر التكنولوجيا على الإقتصاد في الشرق الأوسط Image

أصبح قطاع تكنولوجيا المعلومات عنصراً أساسياً في نمو الإقتصاد العالمي والعربي أيضاً , كما ساعدت على الإتصالات بين الحكومات بجانب إستخدامتها في العديدة من الجوانب الإقتصادية وجوانب العمل التجاري المختلفة .
ومن هذا المنطلق أعلنت مؤسسة "سيسكو" (التي تعد أكبر مؤسسة تمتلك الكثير من الإمتيازات المميزة في عالم الشبكات والتكنولوجيا الحديثة) نتائج دراستها التي أجرتها عن "مؤشر الربط الشبكي المرئي" للفترة من 2008 ـ 2013.
وأظهرت الدراسة أن حجم محتوى المعلومات والبيانات المتداول عبر شبكة الإنترنت حول العالم من شأنه أن يرتفع إلى خمسة أضعاف بحلول عام 2013، وبمعدل نمو سنوي قدره 51 % ، مشيرة إلى أن منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا هما الأسرع نمواً، ويجب الإشارة إلى أن "سيسكو" قد قامت بعمل الدراسة لتقدير معدل النمو العالمي لحجم المعلومات المتداولة عبر برتوكول الإنترنت من خلال آراء تستند إلى تقييمات ونماذج للمؤسسة لتوقعات محللين مستقلين.
وأشار البحث إلى نتيجة مفادها أن (الإنكماش الإقتصادي أدى إلى خفض معدل نمو حجم المعلومات المتداولة بنسبة ضئيلة جداً)، مع توقع زيادته عالمياً بمعدل خمسة أضعاف في الفترة من 2008 إلى 2013.
ومن هذا المنطلق يتضح لنا وجود علاقة بين التكنولوجيا والإقتصاد العالمي .


أفضل 4 اقتصاديات شبكية

صنفت المملكة العربية السعودية من ضمن أفضل " 4 اقتصاديات شبكية في منطقة الشرق الأوسط " وذلك من خلال التجربة السعودية الناجحة فى المجال التكنولوجي, وجاء هذا التصنيف من قبل (إي هوستنغ داتا فورت) المتخصصة في توفير خدمات تعهيد وإستشارات تكنولوجيا المعلومات والعضو في (تيكوم للاستثمارات)، عن خططها لإطلاق أنشطة توسع مكثفة في السعودية للإستفادة من الأعمال التجارية الجديدة والفرص المتاحة في قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات.
وجاء الإعلان عن هذه الخطوة خلال معرض (جيتكس السعودية 2009)، حيث درست الشركة فرص إقامة شراكات استراتيجية مع كبريات الشركات في السعودية ومنطقة الخليج، في إطار خططها لتوسيع نطاق عملياتها في القطاعات الحكومية، وشبه الحكومية، والاتصالات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والتصنيع. Image
وأشارت الشركة إلى أن السعودية تمكنت من تحقيق نتائج متميزة في «مؤشر جهوزية الشبكات» ضمن «تقرير تقنية المعلومات العالمي 2008-2009»، والذي سلط الضوء على التقدم المحرز على نطاق شامل في المملكة في مجال تعزيز قدرتها التنافسية الوطنية من خلال تبنيها الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتقدمت المملكة 8 مراكز في قائمة «مؤشر الجاهزية الشبكية» للعام الجاري لتحتل المرتبة 40 عالمياً، في حين حققت الإمارات المركز 27 عالمياً، وقطر في المركز 29، ثم البحرين في المركز 37.
وتقدمت هذه الدول على كل من الصين التي احتلت المرتبة 46، والهند التي حققت المركز 54 عالمياً.


سوق تكنولوجي ضخم

وتعتبر السعودية سوقاً ذات إمكانيات نمو ضخمة، حيث لا تتوافر الكثير من الخدمات التي تقدمها شركة «إي هوستنغ داتا فورت» على المستوى المحلي، بما في ذلك خدمات الاستضافة المدارة، وتصميم وبناء مراكز البيانات، واستشارات أمن تكنولوجيا المعلومات، وخدمات استرجاع البيانات المفقودة الناجمة عن حالات الكوارث، والخدمات الإعلامية مثل توزيع المحتوى الرقمي عبر البث.
ومن بين المعايير الرئيسة الـ9 الخاصة بالتقرير، تم تصنيف السعودية في مرتبة متقدمة من حيث «جهوزية الأعمال»، حيث احتلت المركز 28 ضمن قائمة تضم 134 دولة شملها «تقرير تقنية المعلومات العالمي».
من جهة أخرى، تم التأكيد على التطور المطرد الذي يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السعودية بشكل مستقل من قبل مركز (مدار) للأبحاث في تقريره الخاص بمؤشر إستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي للعام 2007، والذي حدد مدى الإقبال على تبني هذه التكنولوجيا في 18 دولة عربية.
وقد صنف المركز السعودية في المرتبة الرابعة ضمن مؤشر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات صعوداً من المركز الخامس في العام 2006.


القطاع المصرفي الخليجي

أما القطاع المصرفي الخليجي وضع التكنولوجيا في مقدمة أولوياته, وجاء هذا خلال (قمة التكنولوجيا المالية والحكومية في دبي) في أبريل 2009 حيث أجمع خبراء ومحللون اقتصاديون شاركوا في قمة التكنولوجيا المالية والحكومية في دبي ، على أن التكنولوجيا ستظل في مقدمة أولويات القطاع المصرفي الخليجي، متوقعين أن يشهد قطاع التكنولوجيا مزيداً من الإنتعاش في المستقبل، بإعتبارها قطاعاً يحمي الإقتصادات، مستدلين على ذلك بأن الدول ذات الإقتصاد المتنوع كانت الأقل تأثراً بالأزمة المالية العالمية.


كبريات الشركات في الخليج

وتوقع خبراء أن تتجه كبريات شركات التكنولوجيا العالمية نحو تعزيز إستثماراتها في منطقة الخليج التي لا تزال تتمتع بفوائض نقدية وتسهيلات استثمارية مناسبة.
وطالب مشاركون في القمة بالعمل على تحديث الأنظمة الخاصة بتكنولوجيا المعلومات في المنطقة وتوسيع الشبكات وتعزيز الخدمات القائمة على تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، بما فيها الخدمات الإلكترونية وغيرها من المنصات الإلكترونية الخاصة بالبنوك.


التكنولوجيا ساعدت الخليج على مواجة الأزمة العالمية

أستطاعت دول الخليج وعلى وجه الخصوص القطاع المصرفي الخليجي أن يواجه تداعيات الأزمه العالمية المالية التي هزت العالم , وذلك بتوظيف التكنولوجيا بما يتناسب مع مصالحها .

Image

عبيد حميد الطاير


هذا ما أكده وشدد عليه (عبيد حميد الطاير) وزير دولة دبي للشؤون المالية على أهمية الدور الذي يمكن للتكنولوجيا أن تلعبه في مواجهة المشكلات الناجمة عن الأزمة المالية الراهنة والتي أمتد تأثيرها ليشمل قطاعات الإقتصاد العالمي، كما أشار إلى الدور المهم الذي لعبته التكنولوجيا خلال السنوات الماضية في تعزيز مكتسبات القطاع المصرفي في المنطقة نتيجة لحركات النمو الاقتصادي والإجتماعي والسيولة المالية الكبيرة.
وأضاف " الطاير" إلى أن صناعة الخدمات المالية في الإمارات تتجه قدماً برغم الظروف التي قد تشكل تحدياً يمكن تجاوزه من خلال خبرة واضعي السياسات.
وقال إن الابتكارات التكنولوجية يمكنها المساهمة بكفاءة في هذا الصدد إذا ما أُحسن إستخدامها في نظام مالي فاعل.


التكنولوجيا .. ومواجهة الأزمه

تشهد الفترة الحالية ما يمكن تسميته الإجماع على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في دعم محاولات التصدي لتداعيات الأزمة المالية الأخيرة التي بدأت ماليةً ثم إنسحبت آثارها على الإقتصاد العالمي ككل، على حد تعبير (خالد عيد) الرئيس التنفيذى لمؤسسة "وورلد ديفيلبمونت فورم" في أحد تصريحاته الصحفية ..
على أن ما أسفرت عنه تلك الأزمة من تداعيات قد لفت إنتباه الكثيرين على الصعيدين العربي والعالمي إلى أهمية الدور الذى يمكن أن تقوم به التكنولوجيا في هذه المرحلة الحرجة.
وأستشهد الرئيس التنفيذي لمؤسسة "وورلد ديفيلبمونت فورم" بنتائج تقرير صدر أخيراً عن مؤسسة "فورستر ريسيرش" البحثية الأمريكية يشير إلى أن معدلات إنفاق الشركات الأمريكية في قطاع تكنولوجيا المعلومات مرشحة للزيادة بنسبة 9% خلال العام المقبل، رغم تراجعها بنسبة 1.6% خلال العام الجاري، وهي النسبة التي تعد ضئيلة مقابل النمو بمعدل 4.1% الذي شهده العام الماضي، وقال إن هذه النتائج تؤكد أهمية تكنولوجيا المعلومات إلى الحد الذي حذا بعدد من الحكومات منها (اليابان والولايات المتحدة الأمريكية)إلى تبني التوجه نحو زيادة الإستثمار في التكنولوجيا ومحاولة تحقيق أقصى إستفادة كحل فاعل في مواجهة تداعيات الأزمة العالمية.


بيئة آمنة في ظل المخاطر Image

ونحو هذا السياق أشار (راشد العثمان) نائب رئيس بنك الرياض السعودي ، إلى أن الأزمة المالية التي يمر بها العالم هذه الأيام قد رفعت من حدة المنافسة بين المؤسسات المالية وخلقت حاجات جديدة لدى العملاء، وقال إن هذه التحولات الجديدة تتطلب أنظمة تقنية غاية في التطور وتتمتع بقدر عال من المرونة يمكن من خلالها ضمان الحصول على المعلومات اللازمة أولاً بأول بدقة وموثوقية لتجاوز ما تخلقه الضبابية من مشكلات وبما يسمح بتوفير خدمات سريعة ومضمونة ومنافسة تحت وطأة تداعيات الأزمة التي أثرت في قطاعات كثيرة في الاقتصاد العالمي.
وأعتبر( الدكتور فهد الحويماني) ، مستشار وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودي، أن الحكومات التي أعتمدت على تكنولوجيا المعلومات في إنشاء بنيتها التحتية ظلت آمنة في ما يتعلق بإدارة المخاطر بما في ذلك المخاطر المالية، وقال إن التكنولوجيا يمكنها أن تخفف من حدة القلق الذي ينتاب أصحاب القرار والمسؤولين بشأن خطر شامل يتمثل في فشل النظام المالي بأكمله.


تدني التكنولوجيا في اليمن أثر على اقتصادها

عند التطرق لموضوع التكنولوجيا وإستغلالها بالأسلوب الأمثل لتحقيق التقدم والرقي فى المجال الإقتصادي في اليمن نجد أن الوضع متأخر إلي حداً ما على الرغم من سعي الحكومة اليمنية والجهات المختلفة لتحقيق التقدم التكنولوجي المطلوب.
ومن هذا المنطلق أكد الأكاديمي (حميد صغير الريمي) نائب عميد كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة الحديدة أن تكنولوجيا المعلومات متدنية جدا في اليمن وهو ما اثر على الاقتصاد المحلي.
وأوضح عميد الكلية لشؤون الطلاب أن أحدث مسح أجرته إدارة اقتصادية تابعة للأمم المتحدة صنف الجمهورية اليمنية ضمن الدول المتأخرة في مجال الخدمات الإلكترونية الإجرائية, حيث حلت اليمن في المرتبة 164 من بين 192 دولة "الأعضاء في الأمم المتحدة" ضمن مؤشر جاهزية الحكومة الإلكترونية 2008، بتراجع عشر مراتب عن العام 2005 م .
وقال إن نمو المستوى التكنولوجي يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي مما يعني الزيادة في فرص العمل والحد من البطالة, وإستقطاب الاستثمارات الأجنبية.


علاقة التكنولوجيا بالبطالة Image

وأضاف "كما ان ضعف المستوى التكنولوجي وضعف نموه يسبب ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين خريجي الجامعات والمعاهد وضعف النمو الاقتصادي, مما يؤدي إلى هجرة العقول وزيادة في المديونية وهذا كله يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي مما يؤدي إلى عدم القدرة على التنمية الاجتماعية والإنسانية, و يرافق ذلك حدوث الكثير من الاضطرابات والمشاكل".
ونوه الريمي في محاضرة له " تكنولوجيا المعلومات وأثرها على الاقتصاد" التي قدمها في مركز "منارات" بصنعاء إلى أن الاقتصاد اليمني اليوم أمام تحديات كثيرة, من أهم هذه التحديات الاندماج في التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية, ومن أهم هذه التكتلات التكتل الاقتصادي لدول الخليج العربي , مؤكدا أن اليمن لن تستطيع مواجهة هذه التحديات ما لم تتخذ سياسات نحو تأهيل العمالة اليمنية وأن تسعى إلى ترجمة هذه السياسات إلى برامج حقيقية تعمل على تأهيل الكادر البشري الذي يعد الثروة الحقيقية لشعبنا.
وأضاف : إن العمالة المؤهلة وفق متطلبات العصر هي من أهم متطلبات النمو الاقتصادي,واليوم نعيش عصر تكنولوجيا المعلومات, هذه التكنولوجيا التي أصبحت وسيلة أساسية في تطوير وتنمية مختلف القطاعات, وتشير جميع الدراسات المتعلقة.
وحث الدكتور حميد على ضرورة توطين تكنولوجيا المعلومات لتحقيق التنمية وقال: " إن توطين تكنولوجيا المعلومات ليس نقل مصنع (وسائل إنتاج) والتدرب على تشغيله وتسويق منتجاته وفق عقد ترخيص ولكن توطين تكنولوجيا المعلومات, هو نقل هذه التكنولوجيا حتى يتمكن المختصون المحليون من فهم عمليات الإنتاج ومواصفات المواد المستعملة مع المقدرة على تطويرها وتحسينها و بناء على تجارب دول كثيرة مثل " ماليزيا ، والهند ، و دولة الإمارات العربية المتحدة " .


تأهيل العمالة اليمنية

وطالب بتأهيل العمالة اليمنية تأهيلا يلبي متطلبات السوق الخليجية والعالمية, والعمل على تشييد المزيد من الكليات التقنية والمتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات, وكذا كليات المجتمع وتوفير متطلبات البنى التحتية لهذه الكليات,وتشجيع ودعم الشباب للالتحاق بهذا النوع من العلوم العصرية والاهتمام بالبحث العلمي في سبيل ارساء قواعد اقتصادية جديدة تلبي الغايات المنشودة منها ..


مصر والتكنولوجيا Image

وعند الإنتقال إلى مصر لنتعرف على طفرة التقدم التي شهدتها من خلال التكنولوجيا نجد أن مصر فازت مؤخراً من خلال الحملة القومية للكشف المبكر عن سرطان الثدي (مشروع الوحدات المتنقلة لصحة المرأة) بجائزة التكنولوجيا في الحكومات الإفريقية (TIGA) لعام 2009 في فئة تحسين والنهوض بالخدمات الصحية من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ وذلك في احتفال مهيب شهدته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
يأتي هذا في إطار إستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية لدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القطاعات المختلفة وذلك من أجل التنمية؛ وتُنفذ تلك الإستراتيجية في هذا الشأن من خلال التعاون والشراكة بين وزارة الصحة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.


طفرة تكنولوجية كبيرة Image

ولم يتوقف استخدام التكنولوجيا بمصر عند هذا الحد فقد شهدت مصر طفرة تكنولوجيه كبيرة خلال تجربتها زراعة الذرة بالتكنولوجيا الحيوية وبدون استخدام مبيدات في 75 موقع بالريف المصري.
وقد حقق ذلك التقدم زيادة فى دخل الفلاح المصري وصلت 1500 جنية للفدان الواحد من خلال زيادة الإنتاجية 5,5 أردب للفدان وتوفير حوالي 300 جنيه مصري وذلك لعدم استخدام المبيدات نهائياً في هذه الزراعات حسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط .


10 مليون دولار للاقتصاد الرقمي

ودائما مصر فى سعي نحو التقدم التكنولوجي وإستخدامة فى رقي بلدها فى شتي المجالات حيث وقعت الحكومة المصرية قريباً إتفاقية تعاون مع شركة "جوجل" الأمريكية مدتها ثلاث سنوات بقيمة إجمالية تقدر بعشرة ملايين دولار أمريكى، وذلك فى إطار التنامى المتزايد للاقتصاد الرقمى والاستخدام الواسع لشبكة الإنترنت للوصول إلى آفاق جديدة، وحرص مصر على التعاون مع كبريات الشركات العالمية لضمان وصول رسالتها لمختلف الأسواق العالمية مع التطور الواضح الذى تشهده صناعة الدعاية والترويج الإلكترونى .
وجاءت هذة الإتفاقية بهدف إطلاق حملات ترويج وتسويق الكترونية تخدم قطاعات عديدة فى الاقتصاد المصرى وتستهدف مختلف دول العالم، وتستفيد من الاتفاقية صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، والأنشطة المتعلقة بمراكز الاتصال، وخدمات التعهيد، وخدمات الحكومة الإلكترونية، وتطوير البرمجيات وخدماتها .

Image

في الصين117.6 مليار دولار لصناعة التكنولوجيا

أما الصين فتشهد الأن طفرة تقدم هائلة فى مجال التكنولوجيا الحيوية حيث بلغت قيمة صناعة التكنولوجيا الحيوية الصينية تبلغ 117.6 مليار دولار في عام 2008 .
ذلك إلى جانب تصريح (مسؤول بوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية) خلال مؤتمر( اقتصاد التكنولوجيا الحيوية الدولية لعام 2009) الذى عقد في مدينة تيانجين شمالي الصين ان الصين شهدت انشاء اكثر من 20 منطقة للتكنولوجيا الحيوية في بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن على التوالي في عام 2008.
وقد حقق عدد كبير من الشركات نموا قويا في هذه المدن لتساهم في تنمية صناعة التكنولوجيا الحيوية الصينية بشكل رئيسي , واتمت صناعة التكنولوجيا الحيوية الصينية تحولا كبيرا من متابعة ودراسة التكنولوجيا الحيوية الاجنبية الى البحوث والتطوير والابتكار المستقل للتكنولوجيا الحيوية ، كما تخطت المرحلة الاولية في المختبرات الى مرحلة جديدة في الصناعة الضخمة في الاقتصاد الوطني .
وبالاضافة الى ذلك, تستخدم الصين التكنولوجيا الجديدة مثل التشخيص الجيني والعلاج الجيني لتخفيض نسبة التشوهات الخلقية بشكل كبير.
لم تنته جولتنا مع التكنولوجيا وبصماتها على جزء من العالم ، والعالم العربي في المجالات المختلفة كالاقتصاد , والزراعة , وعلى الفرد أيضاً فما تم عرضة كان ملمح بسيط لتأثير التكنولوجيا على حياتنا وأثرها على العالم الاقتصادي ، والتي استنتج أن للتكنولوجيا أصبحت لها أثرا بالغا حتى في معيشة الفرد إلى جانب أثرها على الاقتصاد العالمي ..


 

مواضيع ذات صلة :