اقتصاد عالمي نُشر

بعد 3 أعوام خضراء .. بورصات العالم تتجه لأسوأ أداء منذ 2008 بخسائر 15 تريليون دولار

تريليونات الدولارات محتها الأسواق المالية العالمية خلال العام الجاري الذي يعد الأكثر اضطرابا على الإطلاق، لتقترب مؤشراتها من تسجيل أسوأ أداء سنوي منذ 2008، مع تزايد حالة التشاؤم من المستثمرين نتيجة عديد من العوامل كان أبرزها التضخم وأسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي إضافة إلى النهاية المفاجئة للأموال السهلة.

بعد 3 أعوام خضراء .. بورصات العالم تتجه لأسوأ أداء منذ 2008 بخسائر 15 تريليون دولار

وأفرزت الحرب الروسية – الأوكرانية التي انعكست على مستويات التضخم، مزاجا غير مثاليا للشراء في الأسواق، بعدما كانت الأسواق تواصل ارتفاعاتها التي بدأتها خلال الجائحة.

وبحسب رصد وحدة التقارير في صحيفة “الاقتصادية”، يقترب مؤشر “إم إس سي آي” العالمي من إنهاء عام 2022، متراجعا للمرة الأولى بعد ثلاثة أعوام خضراء، مسجلا انخفاضا نسبته 19.4 في المائة في أعلى وتيرة في 14 عاما، بينما هبط مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة 22.5 في المائة، وسط تقديرات لبلوغ الخسائر السوقية للأسهم العالمية بين 13 و15 تريليون دولار خلال العام الجاري.

ولا تزال الأسواق تشهد مزيدا من خروج الأموال والتخلص من الأصول ذات المخاطر، في ظل مخاوف المستثمرين من احتمال انكماش الاقتصاد العالمي، مع ارتفاع معدل التضخم وتشديد السياسات النقدية التي أنهت معها عقدا من أسعار الفائدة المنخفضة.

وأسهمت أسعار الفائدة المرتفعة في معظم دول العالم التي تعد الأعلى في 15 عاما في حدوث ارتباك في الأسواق خلال العام، مع توقف حصول المقترضين على الأموال الرخيصة.

ووفقا للرصد، تصدر مؤشر ناسداك الأمريكي التراجعات بين البورصات العالمية الكبرى، بنسبة 32.8 في المائة، مسجلا أسوأ أداء سنوي منذ 2008 الذي تراجع المؤشر حينها 40.5 في المائة تقريبا.

ويعد تراجع مؤشر ناسداك خلال عام 2022 هو الأول بعد ثلاثة أعوام من الإغلاقات الخضراء، إذ حقق المؤشر مكاسب واسعة خلال الفترة 2019-2021 راوحت بين 22 و44 في المائة.

وفي المرتبة الثانية بين البورصات الكبرى، جاء مؤشر كوسبي الكوري بتراجع 22.3 في المائة، وسط هبوط سهم سامسونج 28 في المائة ونحو 26 في المائة لأسهم كيا موتورز، كما سجلت أسهم منصة نافير تراجعات تجاوزت 50 في المائة.

في حين جاء مؤشر شنزن الصيني في المرتبة الثالثة من حيث الخسائر، إذ لم يمنع الأداء القوي في تشرين الثاني (نوفمبر) من تحسين الأداء العام للبورصة التي سجلت تراجعا تجاوز 22 في المائة، إذ تضررت مع الإجراءات الصارمة المتعلقة بفيروس كورنا حتى منتصف العام.

ومن بين البورصات الكبرى، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز بما يزيد عن 19 في المائة وهو أكبر هبوط سنوي للمؤشر منذ 2008، مسجلا أول تراجع سنوي بعد ثلاثة أعوام من الارتفاعات.

كما تتجه السوق السعودية إلى تسجيل تراجعا في مؤشرها الرئيس “تاسي” بنسبة تتجاوز 9 في المائة رغم المكاسب التي حققها مطلع العام وتجاوزت 23 في المائة، وبذلك تنهي سلسلة الارتفاعات السنوية التي بدأتها منذ عام 2016.

اللون الأخضر يحضر في بورصتين

حضر اللون الأخضر في بورصتين فقط من بين البورصات الكبرى محل الرصد، إذ سجلت الهند من خلال مؤشرها “سينسيكس” مكاسب عند 2.7 في المائة تلاه مؤشر فوتسي البريطاني المرتفع 1 في المائة بنهاية جلسة 23 ديسمبر الجاري.

أما مؤشر “تي إس إكس” الكندي فتراجع 8.1 في المائة، كثالث أفضل أداء بين البورصات الكبرى، تلاه مؤشر داو جونز الذي قارب على إنهاء العام على تراجع 9 في المائة تقريبا بعد ثلاثة أعوام من الارتفاع، علما بأن التراجع الذي شهده العام الجاري يعد الأكبر منذ 2008 الذي تراجع خلاله ما يقرب من 34 في المائة.

وتأثر المؤشر الصناعي الذي يقيس أداء أكبر 30 شركة أمريكية في بورصة نيويورك، بهبوط أسهم أبل ومايكروسوفت بعد تراجعها بنحو 27 و30 في المائة، إضافة إلى هبوط سهم إنتل 50 في المائة تقريبا.

 

الاقتصادية


 

مواضيع ذات صلة :