من هنا وهناك نُشر

بيان صادر عن التحالف المدني بشأن حادثة التدافع التي أودت بحياة عدد من المواطنين ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك 1444هـ في العاصمة صنعاء

أصدر التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية بيان حول حادثة التدافع التي أودت بحياة عدد من المواطنين ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك 1444هـ في العاصمة صنعاء فيما يلي نصه :

بيان صادر عن التحالف المدني بشأن حادثة التدافع التي أودت بحياة عدد من المواطنين ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك 1444هـ  في العاصمة صنعاء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين

قال الله تعالي (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)

لقد تابع التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية حادثة التدافع التي وقعت ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك في مدرسة معين في العاصمة صنعاء وذلك اثناء ما كانت تقوم به مؤسسة الكبوس من توزيع للصدقات على الفقراء (كما دأبت عليه منذ زمن طويل) وما خلفه ذلك التدافع من خسائر في الأرواح وما ترتب على ذلك من إجراءات وتدابير قامت بها الجهات ذات العلاقة والاختصاص،  وإزاء ذلك فإننا في هيئة تنسيق التحالف المدني (إذ) نعزي (أهالي) ضحايا ذلك التدافع مبتهلين الى الله ذي العزة والجلال ان يتغمدهم بواسع رحمته (ولنسأله) جل شأنه ان يجبر ضرر المصابين مهيبين بالقيادة السياسية ومجلسي القضاء الأعلى والوزراء ان يتحملوا المسئولية أمام الله وأمام أسر الضحايا والمصابين، مع يقيننا في أن هذا الحادث الجلل كارثة طارئة لم يسبقها إصرار أو ترصد من أحد (وإنما) الذي فرضها هو ما يعانيه معظم افراد مجتمعنا من فقر (وجوع) وفي الوقت نفسه (نهيب بهم) أن يتعاملوا مع هذا الحدث (الجلل) على أساس أنه نقطة انطلاق لمعالجة الكارثة الحقيقية التي يعاني منها الوطن بأسره وهو شبح الجوع والفقر بفعل العدوان على البلاد والحصار وحبس الأرزاق وحرمان قطاعات واسعة (من هذا الشعب المكلوم والمتضرر في كرامته و لقمة عيشه) حقوقهم الدستورية والقانونية وبذلك (فإنا نعول) على الدولة بمؤسساتها المختلفة ان تتحمل المسؤولية بدراسة أسبابها ومعالجة أثارها بما في ذلك جبر الضرر والعمل بالقاعدة الشرعية التي تقول ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) وعدم التعرض لمؤسسة الكبوس الخيرية والإنسانية (بما يؤثر عليها) كمؤسسة مشهود لها بأعمال البر والإحسان وتقديم الصدقات في السر والعلن عبر تاريخها الطويل، (والحرص على أخذ الحيطة ) وتجنب كل ما من شانه) اضعاف (تماسك) النسيج الاجتماعي (ويجعل المجتمع عرضة للفتن) ويظهرُ حالات من الاستعداء (لمؤسسات القطاع الخاص واعماله الخيرية والانسانية) التي تريد (به) وجه الله وخدمة الناس وإشاعة روح (المبادرات) لأعمال البر والإحسان مهما صغر حجمها (أو كبر).

.إننا في هيئة تنسيق التحالف المدني ننظر الى ما خلفه التدافع من ضحايا على نحو ما (يحدث ويتكرر) في كثير من مواسم الحج التي يكون فيها حجاج بيت الله متسابقين على طاعته ورضوانه وليس في نية أحد منهم أن يكون سببا في المنكر ومن ثم فإننا (هنا نعول على) الحكومة والمجتمع بتحمل المسؤولية الدينية والوطنية عن طريق جبر الضرر المادي بصورة مشتركة بين هيئة الزكاة ورجال المال والأعمال تأكيداً للمسؤولية التضامنية والعمل بروح عالية من حسن الظن (بالقطاع الخاص ومؤسساته الخيرية) لمنع المتربصين الحاقدين نافخي الرماد ومسعري (الفتن) وسوء المقاصد لتمزيق النسيج الوطني وخلق حالات من التخادم مع الشيطان الرجيم الذي يعمل جاهداً على نشر الفتن ما ظهر منها وما بطن إننا نؤكد أن اي (تعرض لمؤسسة خيرية ضمن القطاع الخاص او خارجه بمثابة) خطأ فادحاً لا يخدم الأخوة والتعاون على البر والتقوى ولا يرضي الله بل يبذر الحقد والكراهية بين خلقه هذا وإن من الأهمية بمكان أن  نحتسب المتضررين من التدافع في عداد الغارمين المشمولين بمصارف الزكاة وبذلك تتحمل هيئة الزكاة 50%من (تكاليف التعويض المجزي) على حين يتحمل المجتمع يمثله رجال المال والأعمال 50%   وبذلك نكون قد تمثلنا قول الصادق الأمين «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، كمَثَلُ الجَسَدِ الواحد إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى»

 وفي الختام .

 فإننا في التحالف المدني نقدر  الجهود المبذولة من مؤسسات الدولة التي اظهرت كفاءة عالية في احتواء آثار التدافع ونطالب بجدية ومسؤولية قانونية وطنية أطلاق سراح من تم توقيفهم من مؤسسة الكبوس على اثر حادثة التدافع مؤكدين على ان الحادث المروع كان خارج اطار المسؤولية القانونية على مؤسسة الكبوس ومن ثم فإنا الحجة تلزمنا ان نتعاطى مع اثار ذلك التدافع بحكمة وإيمان وتقوى حتى لا نقطع يد الخير ونمنع التسابق على اعمال البر والإحسان.

إن مجتمعنا قد نال من خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه والسلام شهادة عظيمة تتجلى عظمتها عند الكوارث والمحن حين وصف اليمانيين بأنهم يمن الايمان والحكمة والفقه وفي مثل هذه المحن تتجلى الحكمة والإيمان والفقه سدد الله على طريق الخير خطا الجميع وجبر الله مصابنا ومكننا من التعاون على البر والتقوى وفتح الله لنا دروب السلام والامن والاستقرار ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) صدق الله العظيم مع ابتهالنا الي الله بإن تعلوا في مجتمعنا راية السلام وينكسر قرن الشيطان وتتآلف القلوب في ما يحبه الله ويرضاه إنه نعم المولى ونعم النصير .

                       التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية.

            صنعاء

 5 شوال 1444 هـ

  25 أبريل 2023 م


 

مواضيع ذات صلة :