بترول ومعادن نُشر

النفط يقفز قرب أعلى مستوياته التاريخية.. وتوقعات بوصول سعره إلى 200 دولار بفعل أزمة أوكرانيا

"برنت" يلامس 140 دولاراً تحت ضغط الحرب واحتمال تأخر عودة الخام الإيراني للأسواق

النفط يقفز قرب أعلى مستوياته التاريخية.. وتوقعات بوصول سعره إلى 200 دولار بفعل أزمة أوكرانيا

قفزت أسعار النفط اليوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها منذ العام 2008 لمخاوف متعلقة بالإمدادات، بسبب إعلان الولايات المتحدة أنها تدرس مع حلفائها الأوروبيين فرض حظر على استيراد النفط الروسي واحتمال تأخر عودة الخام الإيراني للأسواق العالمية. وخلال الدقائق القليلة الأولى من التداول وصل خام "برنت" إلى 139.13 دولار، وبلغ خام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 130.50 دولار، وبذلك سجل كلا الخامين القياسيين أعلى مستوياتهما منذ يوليو (تموز) 2008.

 وقال مسؤول أمني إيراني كبير اليوم الاثنين إن آفاق المحادثات النووية "لا تزال غير واضحة"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنه يمكن التوصل إلى اتفاق بسرعة إذا قبلت واشنطن النقاط التي طرحتها طهران، وقال محللون إن إيران ستحتاج إلى أشهر عدة لاستعادة تدفقاتها النفطية حتى ولو توصلت إلى اتفاق نووي.

وكانت أسعار النفط، قد صعدت اليوم مبكرا في بداية أسبوع دراماتيكية، لأعلى مستوى منذ عام 2008، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها تناقش فرض حظر على استيراد النفط من روسيا، ثاني أكبر منتج للخام في العالم، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة قاسية في الإمدادات، كما تلقت الأسعار دعماً قوياً بسبب التأخر في اختتام المحادثات النووية الإيرانية، بالتالي التأخير في احتمال عودة الخام الإيراني إلى الأسواق العالمية التي تعاني بالفعل تعطل الإمدادات الروسية، وبذلك تصل مكاسب النفط منذ بداية العام الحالي بأكثر من 67 في المئة لكل منهما متجاوزة ما حققته في عام 2021 بالكامل بأكثر من 50 في المئة، وتقربه من أعلى مكاسب سنوية في 1999.

حظر الواردات الروسية

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، إن الولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين يدرسون حظر واردات النفط الروسية، لكنه شدد في المقابل على أهمية استقرار إمدادات الخام عالمياً، وأضاف، "نجري الآن مناقشات نشطة جداً مع شركائنا الأوروبيين بشأن حظر واردات النفط الروسي إلى بلادنا، بينما نحافظ بالطبع في الوقت ذاته على إمدادات عالمية ثابتة من الخام".

وجاءت تعليقات الوزير الأميركي بينما تواصل أسعار النفط صعودها القياسي، بعد أن فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على روسيا في أعقاب غزوها أوكرانيا، ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة استبعدت أحادياً من جانبها حظر واردات النفط الروسية، قال بلينكن، "لن أستبعد اتخاذ إجراء بطريقة أو بأخرى، بغض النظر عما يفعلونه، في كل خطوة نتخذها تبدأ بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء"، واستوردت الولايات المتحدة في المتوسط أكثر من 20.4 مليون برميل شهرياً من الخام ومنتجاته المكررة خلال ​​عام 2021 من روسيا، أي نحو ثمانية في المئة من واردات الوقود السائل الأميركية، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد طالب منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بزيادة الإنتاج لسد الفجوة المحتملة في إمدادات الطاقة من روسيا التي تقود 10 منتجين من خارج "أوبك" ضمن التحالف النفطي "أوبك+".

وحافظ تحالف "أوبك+" في آخر اجتماع وزاري له، مطلع الشهر الحالي، على خطة الزيادة التدريجية بنحو 400 ألف برميل يومياً في أبريل المقبل متجاهلاً الطلب الأميركي، ومؤكداً أن ارتفاع الأسعار ناجم أساساً عن التوتر الجيوسياسي ولا علاقة له بالعرض والطلب.

معاناة المنتجين

وإلى جانب مخاوف تعطل التدفقات الروسية، قد تضيق أسواق النفط العالمية ومعاناة المنتجين مثل ليبيا من مشاكل الإمداد، وفقاً لمجموعة "فيتول"، أكبر متداول خام مستقل في العالم، وقال مايك مولر، رئيس قسم آسيا في مجموعة "فيتول"، لوكالة "بلومبيرغ"، "لدينا كثير من المنعطفات الحالية والمقبلة في أسواق النفط، بينما أعتقد أن العالم يضع أسعاراً بالفعل في حقيقة أنه سيكون هناك عدم قدرة على استيعاب كمية كبيرة من النفط الروسي في نصف الكرة الغربي، لا أعتقد أننا قمنا بتسعير كل شيء حتى الآن".

أضاف مولر أن السوق قد تشهد "تخلفاً أكثر حدة"، مشيراً إلى نمط صعودي، إذ تكون العقود الآجلة قريبة المدى أغلى من العقود الآجلة، لأن المتداولين الفعليين يندفعون لتأمين الإمدادات في أسرع وقت ممكن.

وقال إيثان هاريس كبير الاقتصاديين في "بنك أوف أميركا" لوكالة "رويترز"، "إذا أوقف الغرب معظم صادرات الطاقة الروسية فسيكون ذلك صدمة كبيرة للأسواق العالمية"، وقدر هاريس أن فقد الأسواق خمسة ملايين برميل من النفط الروسي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى المثلين إلى 200 دولار للبرميل.

وتعكس وجهات نظره آراء عديد من صناديق التحوط للسلع الأساسية وبنوك "وول ستريت" مثل "غولدمان ساكس"، التي تقول إن النفط قد يصل إلى 150 دولاراً للبرميل في الأشهر الثلاثة المقبلة.

وتوقع بنك "جيه بي مورغان" في مذكرة أن خام برنت قد ينهي العام عند 185 دولاراً للبرميل إذا استمرت الإمدادات الروسية في التعطل، مضيفاً أن 66 في المئة من النفط الروسي يكافح حالياً للعثور على مشترين، وقال بنك الاستثمار الأميركي إن حجم صدمة المعروض كبير على المدى القصير لدرجة أن أسعار النفط بحاجة إلى الوصول إلى 120 دولاراً للبرميل والبقاء عليها أشهراً عدة، على افتراض أنه لن تكون هناك عودة فورية للخام الإيراني.

الاتفاق النووي الإيراني

وشاب الغموض محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية في أعقاب مطالب روسيا بضمانات من الولايات المتحدة بأن العقوبات التي تواجهها بشأن الصراع في أوكرانيا لن تضر تجارتها مع طهران، وقالت مصادر إن الصين طرحت مطالب جديدة.

ورداً على مطالب روسيا، قال وزير الخارجية الأميركي إن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا لا علاقة لها باتفاق نووي محتمل مع إيران.

 

اندبندنت عربية


 

مواضيع ذات صلة :