بترول ومعادن نُشر

هل يجبر التضخم أمريكا على استعمال الاحتياطي النفطي؟

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتعرض للضغوط للإفراج عن النفط الاحتياطي الاستراتيجي في غضون استمرار ارتفاع أسعار البنزين واستمرار التضخم العالمي.

هل يجبر التضخم أمريكا على استعمال الاحتياطي النفطي؟

وأوضح تقرر الصحيفة أن الدعوات تتزايد في الكونغرس الأمريكي للاستفادة من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للدولة.

وقال الأشخاص الذين يدعمون مثل هذا الإصدار إن البيع من الاحتياطي بالسعر الحالي -حيث يزيد سعر البترول على 80 دولاراً- لن يؤدي فقط إلى زيادة الإمدادات وخفض الأسعار، بل سيؤدي إلى تحقيق عائدات بمليارات الدولارات للحكومة الفيدرالية.

ولكن ما هو الاحتياطي النفطي الاستراتيجي؟

يتم تخزين ما يقارب من 620 مليون برميل من درجات مختلفة من النفط الخام في كهوف تحت الأرض في 4 مواقع مختلفة بولايتي تكساس ولويزيانا، ويحتفظ الاحتياطي البترولي الاستراتيجي بأكبر إمدادات طوارئ في العالم، وقادر على تلبية احتياجات الاستهلاك في البلاد لمدة شهر تقريباً في حالة توقف جميع الواردات والإنتاج المحلي.

وتم تأسيسه في عام 1973 – 1974 بعد الحظر النفطي من قبل الأعضاء العرب في منظمة البلدان المصدرة للبترول، وقد تم استخدامه في حالات طوارئ قليلة منها في عام 1991 أثناء تصاعد حرب الخليج، وبعد إعصار كاترينا في عام 2005، وعندما تضرر جزء كبير من البنية التحتية النفطية في خليج المكسيك.

وفي كثير من الأحيان تم استخدامه لتبادل النفط، أو إقراضه لمصافي التكرير عندما تم إغلاق قنوات السفن بسبب حوادث البارجة والعواصف.

لماذا يرغب الكونغرس باستخدامه الآن؟

مع الأزمات التي شهدها الاقتصاد العالمي وممرات الشحن بسبب جائحة وباء كورونا، تواجه الولايات المتحدة معدل تضخم لم تشهده منذ عقود، وبما أن الولايات المتحدة منتج رئيسي للنفط، فإنها ليست بحاجة إلى الاحتفاظ باحتياطها كاملاً كما في السابق عندما كانت أكثر اعتماداً على النفط الأجنبي.

وقال 11 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ في رسالة وجهوها إلى الرئيس بايدن، إن ارتفاع أسعار البنزين فرضت عبئاً مبالغاً على العائلات والشركات الصغيرة التي تحاول تدبير أمورها.

وقد يؤدي استخدام الاحتياطي النفطي إلى إعادة معايرة معادلة العرض والطلب، ما يخفف من أسعار النفط، التي بدورها تنعكس على المواد الغذائية والسلع الأخرى التي يتم نقلها بالشاحنات في جميع أنحاء البلاد.

ومع ارتفاع أسعار النفط لأكثر من الضعف منذ الانهيار الاقتصادي الذي صاحب أشد شهور الوباء قسوة، ارتفع متوسط سعر جالون النفط العادي في أمريكا إلى 3.42 دولار مقارنة بـ2.13 دولار قبل عام.

وفي نفس الوقت هناك شح في الإنتاج والإمدادات حيث يعود ذلك لأن المستثمرين يطالبون بالتركيز على خفض الديون وزيادة الأرباح، بدلاً من زيادة الإنتاج فقط لزيادة المعروض بالسوق وخفض الأسعار مرة أخرى.

ما الذي يعيق استخدام الاحتياطي النفطي؟

تم تخصيص الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لحالات الطوارئ الحقيقية كالحروب والعواصف، وليس للاستخدام أثناء الزيادة الدورية في الأسعار الناتجة عن شح الإمدادات، ما قد يعيق استخدام الاحتياطي.

وعادة تستجيب الشركات بإنتاج المزيد من الكميات لحل مشكلة السعر في نهاية المطاف.

ويعتقد معظم الخبراء أن الإصدار من الاحتياطي سيساهم في خفض الأسعار بشكل متواضع لفترة قصيرة على الأقل.

وفيما يخص التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء، يستخدم حوالي 5 ملايين منزل الوقود للتدفئة، وبالتالي يمكن لاستخدام الاحتياطي أن يساعد بشكل متواضع، ولكن أي قرار سيتم اتخاذه سيتم الانتظار حتى وقت متأخر من الشتاء حتى تتم معالجة النفط بواسطة المصافي وشحنه.

 

موقع الرؤية

مواضيع ذات صلة :