حوارات نُشر

الدكتورة انجيلا أبو أصبع: حل الأزمة الإنسانية في اليمن يكمن في دعم المشاريع الصغيرة

ترى الدكتورة انجيلا أبو أصبع، رئيسة مؤسسة انجيلا للتنمية والاستجابة الإنسانية، أن حل الأزمة الإنسانية في اليمن يكمن في دعم إنشاء مشاريع صغيرة مستدامة للأسر المحتاجة والنازحة؛ بحيث تعيل نفسها وتكفيها ذل الوقوف على أبواب المنظمات من أجل الحصول على سلة غذائية قد لا تكفيها لشهر واحد.

الدكتورة انجيلا أبو أصبع: حل الأزمة الإنسانية في اليمن يكمن في دعم المشاريع الصغيرة

وتطرقت الدكتورة انجيلا الى عدد من المواضيع في مقابلة نشرت في مجلة "الاستثمار" .

بداية حدثينا عن تدخلات المنظمات في مجال الإغاثة؟

قبل أن أتكلم عن دور المنظمات لا بد من الإشارة إلى أن هناك منظمات دولية حكومية، ومنظمات دولية غير حكومية، ومنظمات محلية ، وإذا تحدثنا عن المنظمات الدولية الحكومية فهي منظمات تتبع مكاتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي يعمل في جميع أنحاء العالم واليمن من ضمنها، وهذا تتبعه 12 وكالة ومنظمة.

ومعنا أيضا المنظمات الدولية غير الحكومية  وهي تقريبا اكثر من 45 منظمة تعمل داخل اليمن بشكلٍ عام، وهي متواجدة في أغلب المحافظات،  ومعنا المنظمات المحلية، ومنها 6-7 منظمات كبيرة تنافس المنظمات الدولية، وهناك من يتكلم أن لدينا من 15000 - 17000 منظمة محلية في مختلف المحافظات ولكن دورها ليس بالكبير.

كثرة هذه المنظمات يجعلنا نتساءل لماذا هناك أسر محتاجة؟

صحيح.. وهناك عدة أسباب لهذه المشكلة، أولا أن الدعم الذي تعطيه المنظمات الخارجية لليمن ، قد قل دعمها من السنة الماضية 2021م، وهذه المنظمات بدأت تحذر من أن الدعم قلّ، وطالب المانحون من المنظمات الدولية في الخارج دعما بحدود 4ـ5 مليار دولار لدعم اليمن من أجل أن تتفادى الكارثة، فهناك تقارير لمنظمة الأمم المتحدة تقول إن أكثر من 8 ملايين نسمة في اليمن تحتاج الى مساعدات طارئة، لكن الذي حصل أن الدعم من المانحين لم يصل سوى إلى مليار وثلاثمائة مليون دولار فقط.

ما هو سبب قلة الدعم بنظرك؟

 سبب قلة الدعم أولا جائحة كورونا حيث لعبت دورا كبيرا، ثم جاءت الحرب في أوكرانيا، التي لعبت هي الأخرى دورا بارزا، وهذا يجعل المانحين يبطؤون في تقديم المنح لأن لديهم أحداث مثل حرب روسيا وأوكرانيا أولا، وبعدها الدول الأخرى، ومنها اليمن.

والدعم من ناحية المنظمات الدولية والمساعدات ليس كافياً بالطبع، فمثلا العدد الكبير من النازحين وعدد الأسر المحتاجة كبير جدا، وفي كل سنة تزيد أعدادها، فالمفروض أنهم يقدرون هذه الزيادة وعدد المحتاجين المتزايد؛ فالمفترض يزيد الدعم أكثر حتى تستطيع أن تخفف ولو قليلاً من معاناتهم

وماذا عن تدخلات المنظمات في مجال التنمية؟

هناك منظمات دولية مركّزة بعض أعمالها في التنمية، ولكن الأغلب 70-80 % منها يتركز عملها في الإغاثة؛ فطالما وأن الدولة في مرحلة حرب فالأولوية تكون للقمة العيش؛ فالناس بسبب النزوح والابتعاد عن المناطق التي فيها الحروب فهي تحتاج أكثر إلى الإغاثة، وإلى الأكل، وتحتاج إلى الصحة والمياه وإلى المخيمات.

 وأكثر مجال بدأت تشتغل عليه المنظمات حاليا هو قطاع تحسين سبل المعيشة، بمعنى أنها تحاول قدر الإمكان أن تكون أغلب مشاريعها في هذا القطاع، مثل إنشاء المشاريع الصغيرة للأسر المحتاجة والنازحة لتعيل نفسها وتعيل عائلتها، ويكون لديها مشروع مستدام، وليس البحث عن سلة غذائية، يمكن تنفد بعد شهر أو شهرين، وبعدها تحتاج إلى سلة جديدة وهكذا.. لازم نعمل بالمثل القائل لا تعطيني سمكة لكن علمني كيف اصطاد..

اذا تكلمنا عن تنظيم معارض للأسر المنتجة.. أين موقع المنظمات منها؟

 بالنسبة للمعارض هناك منظمات تنظم معارض لعرض منتجات الأسر المنتجة، وهذه المعارض تقام لمدة يوم أو يومين وبالكثير 3 أيام تعرض فيها الأسر المنتجة منتجات مشاريعها الصغيرة، سواء كانت في البخور أو المعجنات أو العطور والاكسسوارات أو الملابس، ولكن بشكل نادر كل شهر أو شهرين، مع أنه من المفترض أن تقام هذه المعارض كل أسبوع بحيث يعرف المجتمع عنها أكثر ويتم الشراء منها ومساعدتها وتشجيعها على العمل والإنتاج والاعتماد على مصدر مستدام، بدلا عن البحث عن سلل غذائية لا تكفيها سوى لشهر بالكثير.

وماذا عن دور القطاع الخاص في جانب دعم المنظمات المحلية؟ 

بالنسبة للقطاع الخاص كان قبل فترة الحرب له دور كبير، وبعد فترة الحرب بمدة بسيطة كان دوره أكبر، فهناك الكثير من الشركات تساعد المنظمات في عملية البناء وعملية الإنشاء وصرف السلل الغذائية والأدوية وغيرها، ولكن مع الوضع تغيّر القطاع الخاص، حيث بدأ ينكمش بسبب الحرب والحصار ، وأصبح في الفترة الأخيرة يعاني كثيرا فقلّ دعمه.

ما هي رؤية مؤسسة انجيلا لتطوير العمل الإغاثي؟

نتمنى ونطمح في المؤسسة لتنفيذ أعمال ومشاريع مستدامة كبيره؛ لأن المشاريع المستدامة هي التي تجعل الأفراد يستمرون في هذا المشروع وتطويره، وعدم احتياجهم للآخرين، ومع الأيام يكبر هذا المشروع ويصبح نوعا من التنمية المستدامة داخل البلد.

من الملاحظ أن هناك  منظمات تسجل بيانات عدد كبير من المحتاجين وفي الأخير لا يحصلون على أي دعم.. تعليقك على هذه الظاهرة؟

هذه مشكلة كبيرة أن تقوم بعض المنظمات بعمل مسح للأسر المحتاجة وفي الأخير لا تعطيها شيئا، لذا يجب أن يكون هناك نوع من المصداقية والشفافية في هذه الظروف التي يحتاج اليها الأشخاص المستفيدون.

نتساءل هنا عن دور الحكومة في ضبط المنظمات غير الفاعلة؟

بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية بالتشديد في عملية منح التراخيص للمنظمات منذ العام 2019م، وتشترط على كل منظمة توفير مقر، وتكلف لجنة بالنزول لتصوير المقر، ورفع تقارير مالية سنوية، والمنظمة التي لا تستطيع توفير تلك المتطلبات لا يتم منحها الترخيص.

ما هو تعليقكم على تصوير بعض المنظمات للمستفيدين ونشرها بصورة تهين كرامتهم؟ 

تقوم المنظمات بتصوير المستفيدين؛ لأن الجهة المانحة تطلب ذلك، لتتحقق من أن المنظمة وزعت بالفعل المساعدات التي تمنحها لها لتوزعها على المحتاجين..

ماذا عن مؤسسة انجيلا؟ 

مؤسسة انجيلا للتنمية والاستجابة الإنسانية مؤسسة غير ربحية تتخذ من صنعاء مقرا لها، تأسست في شهر 2016م، بترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على يد نخبة من أكاديميين متخصصين في مجال التنمية والاستجابة الإنسانية.

كم عدد المشاريع التي نفذتها المؤسسة؟ بحسب مجالات التدخل وعدد المستفيدين؟

نفذت المؤسسة عددا كبيرا من المشاريع منذ العام 2016-2022م حيث بلغ عدد المشاريع المنفذة 103 مشاريع استفاد منها 86.436 مستفيدا ومستفيدة في مجالات متعددة، في 8 محافظات يمنية.

 حيث نفذت المؤسسة في مجال الأمن الغذائي 40 مشروعا استفاد منها 54.028 مستفيدا ومستفيدة، وفي مجال الحماية نفذت 13 مشروعا استفاد منها 3.457 مستفيدا ومستفيدة، وفي مجال الصحة نفذت 8 مشاريع استفاد منها 8.188 مستفيدا ومستفيدة، ونفذت في مجال التعليم 12 مشروعا استفاد منها 2.165 مستفيدا ومستفيدة، وفي مجال الإيواء بلغ عدد المشاريع المنفذة 8 مشاريع استفاد منها 4.424 مستفيدا ومستفيدة، ونفذت في مجال المياه والإصحاح البيئي 9 مشاريع استفاد منها 8.808 مستفيدا ومستفيدة، ونفذت في مجال وحدة التمكين الاقتصادي 10 مشاريع استفاد منها 5.276 مستفيدا ومستفيدة.


 

مواضيع ذات صلة :